الفن – إيهاب فهمى فى حواره لـ البوكس نيوز: على الفنان التزام تجاه الوطن – البوكس نيوز
البوكس نيوز – الفن – نتحدث اليوم حول إيهاب فهمى فى حواره لـ البوكس نيوز: على الفنان التزام تجاه الوطن والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول إيهاب فهمى فى حواره لـ البوكس نيوز: على الفنان التزام تجاه الوطن، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
بعد وصوله إلى كرسى رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، والأزمة الشهيرة التى توفى على أثرها الكاتب المسرحى الكبير محمد أبو العلا السلاموني، طلبت إجراء حوار مع الفنان إيهاب فهمى رئيس المركز الجديد، ووجدتها فرصة لمعرفة “كيف يفكر الرجل؟”، وكيف يتخطى الأزمة التى استقبلته فى منصبه الجديد؟.. لما يكن اللقاء سهلاً، بالتأكيد أراد الرجل ترتيب الأوراق إلى أن يصل سريعا إلى حل لمشكلة “مجلة المسرح” التى كانت أول المستقبلين له فى إدارته.
فى البداية تواصلت مع الفنانة رشا زيدان، منسق الفعاليات والأمسيات الفنية والثقافية بالمركز، وطلبت منها ترتيب موعد لإجراء حوار صحفي مع الفنان إيهاب فهمي، ولم يمضِ دقائق حتى عادت إلى بموافقة “فهمي” على إجراء الحوار، واتفقنا أن يكون فى مركز الهناجر، حيث يوجد إيهاب فهمى لمتابعة “بروفة” فرقة الموسيقية بالمركز، التى كانت تستعد لحفل موسيقي فى اليوم التالي.. ذهبت إلى مركز الهناجر، فى الموعد المحدد وكان إيهاب فهمى حاضرا منتظرا، واستقبلنى مبتسما ومبتهجا وكأننا أصدقاء مر زمن على لقائهما الأخير.
الحقيقة أدخلنى إيهاب فهمى فى أجواء من ألفة سريعة باستقباله، أطلقت سؤالى الأول عن وعى وقصد، ثم سار الحوار إلى وجهته التى سترونها بعفوية وصدق؛ صحيح أننى كنت مُرتكزًا إلى محاور ونقاط وأفكار عديدة؛ إلا أن روحه وأجوبته وتعاطيه فى النقاش فرضت مسارًا خاصًّا.
ما قبل الحوار
فى يناير الماضي، خرج الفنان ياسر صادق رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى على المعاش، فى ذلك الوقت كان إيهاب فهمى يتولى إدارة المسرح القومى بالعتبة، بعدها بأسابيع قليلة تقدم الأخير باعتذار عن عدم الاستمرار كمدير للمسرح القومي، ليأتى خلفا له الدكتور أيمن الشيوى.. وفى مارس نفسه خرج آخر عدد لمجلة المسرح تم إعداده فى فترة ياسر صادق، ومرت الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، ولم يأتِ رئيس جديد للمركز حتى أصدرت وزيرة الثقافة مطلع يونيو الماضي، قرارًا بتولى إيهاب فهمى رئاسة المركز القومى للمسرح، لكن الرجل القادم من هيئة قومية أيضا هى المسرح القومي، لم يتم استقباله بالورود مثلما الحال فى الأفلام والمسلسلات التى قد يقوم بالعمل فيها، ولم تأت الأمور هادئة كما تمنى، إذ جاءت الأجواء عاصفة، واستقبلته الأزمات سريعا.
البداية كانت من مجلة المسرح، ومطالبة المثقفين والمسرحيين بعودتها بعدما توقفت بعد خروج ياسر صادق للمعاش.. ليدعو إيهاب فهمى أعضاء المركز إلى اجتماع عاجل لمناقشة مصير الإصدار المسرحى الأكبر فى المسرح، لكن أيضا الاجتماع لم يأته بالخير، إذ لم تمر دقائق معدودة حتى لفظ الكاتب المسرحى الكبير محمد أبو العلا السلامونى أنفاسه وهو يدافع عن استمرار الإصدار الورقى للمجلة، وبعد ساعات تقدم الناقد عبد الرازق حسين باستقالته من رئاسة التحرير اعتراضا على سياسة هيئة الكتاب فى التعامل مع طباعة المجلة، لكنه سريعا أدار، وأصدر قراره باستمرار الإصدار الورقى للمجلة، وإعادة طاقم تحرير المجلة، والبدء على الفور فى إعداد عدد جديد يحتفى بمسيرة “السلاموني” الذى رحل وهو يدافع عن المجلة.
إلى الحوار..
ارتكزت فى حوارى مع الفنان إيهاب فهمى رئيس المركز القومى للمسرح، على عدة محاور ونقاط، أبرزها بكل تأكيد مصير مجلة المسرح، ومستقبل المركز فى عالم يتجه نحو التحول الرقمي، لكننى لم أغفل مسيرته كفنان وممثل قدير فى الأصل، وكعضو فى مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، وكابن من أبناء المسرح المصري.. حاولت الوصول إلى إجابات واضحة على تساؤلات عدة مطروحة أمام “فهمي” وكانت إجاباته واضحة إلى حد كبير، تحدث عن تضارب المصالح بين عمله وبين وظيفته، وبين أحلامه فى المركز، والخطوات الجادة نحو التحول الرقمي، مستقبل مجلة المسرح، وجديد متحف الرموز، وسألته عن مسيرته الفنية، وهل يشعر بالرضاء، وهل ندم على أدوار بعينها.
ولأنه يُجيد صناعة الدراما، طبقنا ذلك عمليًا على الحوار، فشطبنا الأسئلة وتركناه فى استرسال حر، وإلى نص الحديث:
الوظيفة والعمل الفني
عملى الوظيفي كرئيس للمركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ومن قبله كمدير للمسرح القومى أو المسرح الكوميدي، لم يؤثر على مسيرتى الفنية إطلاقًا، لأنه ببساطة لابد أن يكون للفنان دور فى خدمة وطنه، ولابد أن نكون فى خدمة بلدنا، ومسألة أن يعطلنى ذلك عن مسيرتى الفنية غير صحيح بالمرة، لأننى كفنان أعطى لهذا المكان، فعندما تأتى لك الفرصة لتولى مثل هذه المناصب فهى فرصة لكى تقدم خدمة حقيقية للبلد، والحقيقة أن طبيعة شغلنا كفنانين لا تجعلنا مشغولين طوال الوقت، وهو ما يعطيك بعض الراحة والحرية فى تأدية مهامك الوظيفية.
تضارب المصالح
إذا كنت تقصد تضارب المصالح، بسبب كونى عضوًا بمجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية من جهة ومن جهة أخرى رئيسا للمركز القومى للمسرح، بجانب كونى فنانًا وممثلًا، فلا يوجد أى تضارب إطلاقا، بل على العكس، أنا بدأت العمل النقابى فى عام 2015، ولعل الجميع يعرف أننى لم أكن أسعى إليه، لكن الزملاء طالبونى بالترشح، ووجدت فى العمل مع النقيب التاريخى الدكتور أشرف زكى جزءًا مهامًا يساعدنى على أداء دورى على أكمل وجه، والحقيقة أن عملى سواء فى النقابة أو المركز القومى للمسرح لا ينفصل عن كونى فى الأصل فنان، فلولا ذلك ما كنت وصلت لهما من الأساس، لأننى فى النهاية أنتمى للمنظومة الفنية، فأنا لا أعمل مثلا فى المطافى أو أى مجال مختلف، أنا فنان ووظيفتى فى المجال الفني، والحقيقة أننى لا أتخيل نفسى بلا عمل.
المركز القومى للمسرح.. والتحول الرقمي
من اللحظة الأولى لى فى المركز كانت قضيتى الأساسية هى الرقمنة، من خلال منصة إلكترونية تجعل كل الأرشيف والأعمال الخاصة بالمركز متاحة على شبكة الإنترنت، وفى الحقيقة الأرشفة الرقمية أراها آمن عن الورقية.. الأمر الآخر الذى يشغلنى من وصولى إلى هذا المكان، هو تحويل المركز من موقع مختص بالأرشفة والبحث والتوثيق إلى وحدة تراثية، فالمركز القومى للمسرح والموسيقى هو كنز حقيقي.. الكثير من الناس يعتقدون أن المركز القومى مجرد مركز بحثي، لكن فى الحقيقة هو متحف حقيقي وتوثيقي لتراثنا وتاريخنا وآمل الحفاظ على هذا الإرث فنيا وليس إداريًا، لأن عملى فنى فى الأساس، لذلك فإننا نعمل هنا بشكل أكاديمي هدفه المتعة والتوثيق معًا حتى فيما يخص تنظيم الحفلات والأمسيات المختلفة، ومن خلال فرقتنا الموسيقية أو فرقة الإنشاد الديني، وخلال الفترة المقبلة سوف نصب تركيزنا على الفرق التى تعانى خطر الاندثار مثل فرقة النيل للآلات، بجانب مجلة المسرح الإصدار المسرحى الوحيد فى مصر.. بجانب تغطية فعاليات المهرجانات الفنية، وتوثيق كل ما يخص الحركة المسرحية من ندوات وورش فنية مصاحبة لكل المسرحيات بشكل شهرى، كما يقوم بتوثيق المطبوعات ونشرها.
مجلة المسرح بين الورقى والرقمي
لا أرى مانعًا فى وجود المجلة بالإصدارين، بعض النقاد والمسرحيين يرون فى الإصدار الورقى أنه هام فى التأريخ للحدث، ولهم الحق فى ذلك، والحقيقة أن الفنان يشعر بالتقدير عندما يجد مقالًا نقديا منشورا ورقيا يتحدث عنه، لكن فى الوقت نفسه علينا الاعتراف أن العالم قد تغير والجانب الرقمى أصبح هو لغة العصر الحالي، وأن حجم مبيعات مجلة المسرح كغيرها من الإصدارات الثقافية أصبح ضعيفًا للغاية، لذلك فأنا أجد أنه من الضرورى أن نتعامل بالطريقتين، بحيث يكون لدينا منصة إلكترونية يتاح عليها جميع الأعداد يمكن لأى قارئ الاطلاع عليه من خلال الموقع، ويكون لدينا أيضا نسخا توثيقية تصدر فى إعداد محدودة، فلا نفقد الأثر التاريخى للمجلة الورقية، وفى الوقت نفسه نساير التطور الرقمى بوجود إصدار إلكترونى للمجلة.
الطريق إلى الرقمنة
بدأنا خلال الفترة الأخيرة ومنذ وصولى إلى المركز فى اتخاذ خطوات فعلية من أجل تطوير المنصات الرقمية للمركز، وكذلك عمل منصة رقمية لمجلة المسرح، وبداية من الشهر المقبل سوف نبدأ الخطوات الفعلية فى تدشينها، وبعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية المختصة بذلك.. الرقمنة كذلك سوف تشمل العروض المسرحية، بحيث تتم إتاحة العروض المسرحية القديمة والتى تم توثيقها فى المركز لتكون متاحة عبر منصة المركز، كذلك سيكون هناك تسويق للعروض التى تقدم على مسارح الدولة.
المتحف
نعمل الآن على تطوير باقى أدوار المركز حتى يستوعب أكبر عدد ممكن من الزوار من جميع الفئات، لأن المتحف يتردد عليه زوار من الدول العربية والأجنبية، وهو يتكون من 3 أدوار ونقوم حاليا ببناء دور جديد، ولدى قناة اتصال مع كل الفنانين وأسر الفنانين الراحلين لضم مقنيات جديدة، وحتى الآن تم التواصل مع أسر بعض النجوم.
التسويق
نعد الآن خططا تسويقية بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، يتضمن العرض التليفزيونى لمسرحيات الدولة، وعمل الدعاية اللازمة عبر وسائل المتحدة الإعلامية لهذه العروض لتشجيع الجمهور على حضورها، عن طريق القناة الوثائيقية، ومن المقرر أن ألتقى مع ممثلى الشركة ومع وزيرة الثقافة لترتيب الإجراءات اللازمة لذلك، والانتهاء من الإداريات الخاصة بهذا الشأن.
المسرح المصري
المسرح المصرى متماسك وقوى ويعرف صناعة جيدا الفارق بين المسرح والاسكتشات، ولا يوجد حولنا ما يقدم فنًا مسرحيا كما نقدم فى المسرح المصري، وذلك رغم أن الأجور ضعيفة إلا أن هناك فنانين يحبون المسرح بصدق.. هذا كله يجعلنى أرى أن المسرح المصرى بخير جدا، وفى هذا الوقت يحقق نجاحًا كبيرًا فى كل عناصره، فى النهاية المسرح فقط يحتاج حراكا، وأيضا نحتاج حلًا لمشكلة الباعة الجائلين وحالة العشوائية الكبيرة أمام مسارح الدولة.
مهرجان الدراما
فى الحقيقة مهرجان الدراما كانت فكرة رائعة وخرج كبيرا، ومنذ العام الماضى كنا نخطط لدورة ثانية استثنائية وجاءت الدورة الأخيرة فى العلمين استثنائية بالفعل، وفى الواقع أرى أن وجود مهرجان الدراما كمحفل فنى هام جدا، وفرصة للالتقاء بالزملاء والأساتذة فى المجال، وفرصة لتكريم أصحاب القامات والمواهب الجديدة والفنيين خلف الكاميرا.. وفى الواقع فإن مسألة إقامة المهرجانات الفنية مثل الدراما والمسرح التجريبى والقاهرة السينمائى لها بعدان أساسيان، الأول ثقافى والثانى سياحي، وهو ما تحقق هذا العام فى العلمين، وكذلك هى رسالة لمن يرى أن دور مصر الريادى تراجع، إذ تثبت أن مصر لا تزال هوليود الشرق وستظل كذلك.
المسيرة الفنية
قدمت فى مسيرتى أكثر من 145 عملًا فنيًا، وهو رقم كبير، منهم 12 فيلما، و6 مسرحيات، وأكثر من 120 مسلسلا وسهرة تليفزيونية، بالتأكيد لم أصل للمرحلة التى كنت أتمناها، وفى الحقيقة لن تجد فنانا يقول إنه وصل إلى “السقف”، ربما أعتقد أننى لم أحصل على الأدوار التى أستحقها، لكننى أراه نصيبًا، فى النهاية أنا محترف ولست هاويا، العمل الذى يأتى إلى أذاكره جيدا وأخلص له وأبدع فيه، حتى أستطيع أن أقدم دورا جيدا، وبشكل عام أنا راضٍ بما قدمته حتى الآن، فأنا أنظر إلى ما قدمته، أجد أننى قدمت أعمالًا لازالت أصداها قوية عند الناس، مثل “الأب الروحي”، “حكاية 604” الذى لعبت فيه دور الشيطان، إذا تأثيرك بوجودك فى مثل تلك الأعمال يكفي، فهناك نجوم كبار لم يتركوا أعمالًا بهذا التأثير.
أدوار ترفضها وأخرى ندمت عليها
ليس هناك ما يسمى الأدوار التى أرفضها، لكن هناك أدوار لا أستطيع لعبها، أى أن أسلوب الدور بعيد عن تكوينى أو هيئتي، لكننى فى العادى لا أرفض أدورا.. على الجانب الآخر، بالتأكيد هناك أعمال لم أكن راضيًا عنها، والحقيقة أننى ندمت على 3 أدوار فى حياتي، هناك دور بينهم مثلما يقولون “بطل من الجلدة للجلدة” لكن ليس له أى معنى، لكن أيضا هناك أدوارًا صعبة وأعمالا أحبها للغاية حتى وإن لم تحقق نجاحًا كبيرًا فى وقتها مثل فيلم “الكهف“.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.