المرأة الحديدية.. أسماء الأسد في مواجهة شرسة مع خصومها | آراء – البوكس نيوز
البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول المرأة الحديدية.. أسماء الأسد في مواجهة شرسة مع خصومها | آراء والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول المرأة الحديدية.. أسماء الأسد في مواجهة شرسة مع خصومها | آراء، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
لقب المرأة الحديديّة لم يطلقه على أسماء الأسد أحدٌ من قبلُ، وقد تفرّدت به رئيسة الوزراء البريطانية “مارغريت تاتشر” طيلة فترة حكمها. وكانت فعلًا تستحقّ اللقب عن جدارة، بسبب سياستها الداخلية والخارجية.
وقد يبدو اللقب فضفاضًا على أسماء إن كان المقصود به الناحية الإيجابية، لكن المقصود من هذا اللقب هنا شيء آخر.
من المعروف لدى السوريين أنّ أسماء الأسد منذ موت “حاكمة الظلّ” أنيسة مخلوف زوجة حافظ الأسد، مسحت بحبر أسودَ سيرة حماتها من الوجود، وأمسكت بقبضة من حديد مفاصل الدولة، وسيطرت على الاقتصاد حدّ إبعاد بشّار الأسد نفسه من الواجهة.
وصار حين يظهر في أماكن عامة ويريد أن يتحدّث في وجودها، يقول: “أسماء وأنا”. يجب أن يتصدر اسم السيدة الأولى حديث الرئيس إلى الجمهور في كلّ جملة وكلّ شأن يتحدّث فيه.
وقد استطاعت أسماء الأسد السيطرة على الدولة وبخُطة بعيدة المدى ودقيقة تناولت خصومها جميعًا، وعلى رأسهم كلّ من كان يلوذ بأنيسة سواء عن طريق النسب، مثل: “رامي مخلوف ووالده” أو عن طريق المصالح فقط، وهؤلاء كثر منهم عائلة الأسد بتفرعاتها وأذيالها.
ويبدو أنّ أسماء في الفترة الأخيرة بعد أن تمكّنت من خصومها، وصادرت أموالهم، وأبعدتهم عن الساحة “الاقتصادية”، وهيمنت على كلّ شيء، قد أصبحت هدفًا لحملة شرسة من الانتقادات بدأها الأشخاص الذين تضرّرت مصالحهم، وامتدّت لتشمل بعض الناشطين الذين يبحثون عن شمّاعة يعلّقون عليها المصائب والكوارث الحاصلة في الدولة بعيدًا عن الأسد، وأيضًا لتبرئة ساحته من كلّ ما يجري، ويبدو أنّ أسماء هي كبش الفداء.
والكبش هذه المرة ليس صغيرًا وضعيفًا، بل هو أشرس وأقوى من كلّ تصورات المعارضين؛ لوجودها السيادي في الحكم حتّى كاد الأسد يبدو ظلًّا لها أو تابعًا في أفضل الأحوال.
القمع سياسة القوي والعاجز معًا
قامت السياسة السورية على قمع الشعب منذ بداية تسلّم حزب البعث للسلطة وتسيّد الأسد الأب، ولم يعرف التاريخ السوري منذ ذلك الوقت سوى هذه اللغة الوحيدة التي كرّسها النظام وعمل عليها طوال أكثر من نصف قرن من الزمان.
ولم تخرج أسماء الأسد عن هذه المنظومة في معاملة معارضيها بغضّ النظر عن مكانتهم، وقوتهم، ومنزلتهم بين الناس.
مؤخرًا تمّ اعتقال المحامي (والتاجر أيضًا) سامر رجب المتزوج من إحدى قريبات الأسد، بسبب شتمه أسماء على صفحته في الفيسبوك. فقد تشكّلت قناعة لدى جمهور الموالاة- وبدوافع طائفية بحتة، وليست وطنية- أنّ أسماء هي التي تحكم وتتحكّم بمقدرات البلد.
ويبدو أنّ سامر رجب لم يكن يدرك القوة الحقيقية لأسماء حين شتمها بسبب تضرر مصالحه الشخصية، وظنّ -وإنّ بعض الظنّ إثم- أنّ عائلة الأسد التي يسند ظهره إليها قادرة على حمايته من أنياب الحرير!
لم يكن سامر وحده، فكلّ الانتقادات من شريحة الموالين تُحمّل أسماء الأسد مسؤولية التدهور الاقتصادي، وحالة الجوع التي تجتاح مناطق النظام بسبب جشعها أولًا، وبسبب نقمتها القديمة، حيث عانت من كراهيةٍ وتهميش ضمن العائلة قبل موت أنيسة.
وقد ذهب بعض النشطاء إلى القول صراحة أنّ كلّ ما تفعله أسماء الأسد حاليًا هو عملية انتقام، وأنّ غليلها لم يشفَ بعد، ولا يعرف أحدٌ إلامَ ستؤول أمور الدولة واقتصادها تحديدًا بسبب تلك النزعة الانتقامية لديها. فقد انتقل الصراع من النطاق الضيّق داخل القصر الجمهوري بين أم الرئيس وزوجته إلى نطاق الحياة العامة، وأظهر استشراس أسماء الأسد في الانتقام من كلّ من كان تحت خيمة أنيسة.
“إيما تيل”
أحد صور ذلك الانتقام استملاك أسماء الأسد شركات الاتصالات بأكملها التي كانت لرامي مخلوف، وتحويل اسمها إلى “إيما تيل”.
واختيار اسم إيما بالتحديد لم يكن عبثيًا، فهو الاسم المفضل لدى أسماء الأخرس والذي كانت تتلقّب به بين أصدقائها في لندن قبل الزواج. وقد ربط البعض بين اسمها واسم بطلة رواية الكاتب الفرنسي فلوبير “إيما بوفاري” والتي أطاحت شهرتها بفلوبير نفسه وعرّضته للمثول أمام المحكمة.
قد لا تكون حكاية إيما في الرواية مشابهة لحكاية “الرئيسة” المقترحة من قبل الكثيرين ومن جهات دولية. لكنّ الصفات المشتركة بين الشخصيتين كثيرة جدًا، أولها “الطمع، والجشع، وحبّ المال، والظهور، والشهرة”.
سيناريوهات لمصير أسماء الأسد
تساءل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عمّا يمكن أن تتمخض عنه هذه الحملة الشعواء على أسماء الأسد. واضعين تصورات قد تبدو مستحيلة لكنها في سياق العبث القائم في سوريا والجنون الذي يسيطر على مقادير البلد والشعب كلّ شيء قابل للحدوث. أحدهم تساءل: (هل يمكن لهذه الحملة أن ترسم نهاية ما لها؟ كأن تقوم جهة ما متضررة بعملية اغتيال، أو يقوم بشار نفسه بتدبير هذا الاغتيال لإسكات أبناء طائفته؟)
لا تأتي تلك السيناريوهات من فراغ، فعلى مرّ التاريخ لم تكن مصائر النساء اللواتي حكمن الشعوب بهذه الطريقة مصائر حسنة، ومعظمهنّ لم يمتن بطريقة طبيعية.
لكن يبدو أنّ أسماء تسير على خطى “إيميلدا ماركوس” التي استطاعت العودة إلى الفلبين وحصلت على الكثير من الامتيازات على الرغم من كلّ بذخها وجشعها وما فعلته أثناء حكم زوجها للفلبين.
أمّا مصير إيلينا زوجة تشاوتشيسكو فقد استبعدته من مخيلتها. مع أنّ ما يحدث في سوريا يشبه ما حدث في رومانيا من قمع واستبداد، وزوجة مهيمنة على الحكم. وكان أن حكم الشعب الروماني بإعدامها مع زوجها.
فهل ستشهد زوجة الأسد في المستقبل مصيرًا رومانيًا؟ أم تُغامر إحدى الجهات المتضررة بمحاولة اغتيال تُتهم فيها الفصائل المتطرفة؟ أم أنّ المنظومة الدولية ستواصل عملية سحق الشعب السوري وتمنحها كلّ أسباب البقاء؟
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.