مسلسل “حالة خاصة”.. عمل استثنائي أم مجرد تقليد؟ | فن – البوكس نيوز
البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول مسلسل “حالة خاصة”.. عمل استثنائي أم مجرد تقليد؟ | فن والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول مسلسل “حالة خاصة”.. عمل استثنائي أم مجرد تقليد؟ | فن، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
أيام قليلة تفصلنا عن الحلقتين النهائيتين من مسلسل “حالة خاصة” أحد أحدث الأعمال الدرامية التي بدأ عرضها مع بداية العام 2024.
ومنذ الحلقة الأولى، لفت العمل انتباه المشاهدين، واحتل المرتبة الأولى ضمن الأعمال الأعلى مشاهدة على منصة “واتش إت”، بل إن البعض قارن جودته الفنية بالأعمال العالمية. في المقابل، وجد آخرون في تلك التقييمات مُبالغة، كون المسلسل جاء مُتخماً بالثغرات رغم اجتهاد صانعيه لتقديم أفضل ما لديهم. فإلى أي الفريقين تنتمي؟
و”حالة خاصة” مسلسل درامي من 10 حلقات، أسوة بالمسلسلات القصيرة التي باتت الحصان الرابح للمنصات، فمن جهة لا يملها الجمهور، ومن جهة أخرى تُبشر بمواسم جديدة واستثمار طويل الأمد للنجاح إذا ما حالف أصحابه الحظ.
تدور قصة المسلسل حول المحامي الشاب نديم أبو سريع (طه دسوقي) الذي يكاد يكون نابغة في كل ما يتعلق بالأرقام أو الربط بين التفاصيل وحل القضايا المستعصية. ورغم ذكائه المتقد وكونه الأول على دفعته في الجامعة، فإنه لا يُعيّن مُعيدا لإصابته بالتوحد.
ومع ذلك لا ييأس ويحاول الالتحاق بالعمل في مكتب محاماة شهير ويتفوق على أقرانه بفارق هائل لصالحه، وإن كان بعضهم يحاولون نَسب نجاحه إليهم والتسلّق على كتفيه، مُستغلين نقاء قلبه وعدم اهتمامه بالألقاب أو المادة.
تقييم “حالة خاصة” فنياً
على المستوى الفني، هذه أول بطولة حقيقية يحصل عليها دسوقي، خاصة أنها بعيدا عن منطقة الكوميديا التي اقتحم عالم السينما والدراما من خلالها، وانحصر بها منذ بدايته. ولا يمكن إنكار اجتهاد الممثل الشاب لتقديم شخصية “المتوحّد” دون استدرار الشفقة والتعاطف أو المبالغة بإظهار ردود الفعل.
لكن في الوقت نفسه، يسهل استنباط أن ما قدمه في أدائه لم يكن هو أعراض مرض التوحد بذاتها، بل تقليد لأداء ممثلين آخرين في أعمال فنية عالمية تناولت حالات مشابهة، ولعل أقربها وأبرزها هي الدراما الطبية “الطبيب الجيد” (The Good Doctor)، التي لعب بطولتها فريدي هايمور وجسد خلالها شخصية الطبيب شون ميرفي الجراح البارع والمُصاب بالتوحد، مما يضعه أمام معضلات وتعقيدات قد تُهدد مسيرته المهنية أو حياة مرضاه.
وعند المقارنة بين العملين، تأتي النتيجة لصالح ميرفي، ليس لأسباب تتعلق بالقدرات التمثيلية فحسب، بل لبراعة السرد الدرامي والحبكة وثِقل الحوار، فبمتابعة “حالة خاصة”، نجد الحوار أقرب إلى السطحية معظم الوقت، كما يفتقر العمل إلى السرد الدرامي إلى المنطقية.
ومع تسارع الأحداث أكثر مما ينبغي، كان من الأفضل أن تكون القضايا المطروحة أكثر تعقيدا أو أن تتاح لها مساحة أكبر -على الأقل- لتسمح بالتعرف أكثر إلى الشخصيات من الداخل -بخلاف طه دسوقي يليه غادة عادل- فالمشاهد لا يكاد يعرف شيئا يُذكر عن أي من باقي الشخصيات، وهو الخطأ نفسه الذي وقع به صانعو مسلسل “زينهم”، الذي لعب بطولته أحمد داود وعُرض نهاية 2023.
نقاط مضيئة في العمل
ورغم ما سبق، يحمل مسلسل “حالة خاصة” نواة جيدة قد يخرج منها عمل استثنائي حقا إذا ما جرى تحسين مستوى الكتابة ومُنحت المواقف والشخصيات أبعادا أكثر عمقا، وتداخلت الخيوط بنُضج للبناء عليها دراميا.
ولأننا لا نريد أن نبخس أحدا حقه، يمكننا الإشارة إلى بعض النقاط المضيئة التي استطاع أصحابها مَسّ شغاف القلب خلال مشاهد قليلة، على رأسهم يأتي الطفل آدم النحاس الذي يجسد شخصية طه دسوقي صغيرا، ونبيل علي ماهر الذي يلعب دور “جميل” صاحب المكتبة، الوحيد الذي يرى “نديم” كإنسان وليس كحالة استثنائية.
أما أفضل ما جاء في المسلسل، فهو الموسيقى التصويرية من تأليف هاني شنودة، الذي يعود إلى الشاشة الفضية بموسيقاه بعد غياب، وهي الموسيقى التي تم تضفيرها مع أغنيات فرقة “المصريين” وتوظيفها دراميا بشكل جيد، مما خلق حالة دافئة من الحنين لدى الجمهور وزاد من سرعة وشدة ارتباطهم بالعمل.
ويُحسب للمؤلف مهاب طارق طرح تفصيلة سلطت الضوء بشكل غير مباشر على فلسطين، حيث أشارت إحدى الشخصيات إلى رواية “أعراس آمنة” للكاتب إبراهيم نصر الله، التي تعكس أحداثها معاناة الفلسطينيين وبطولاتهم وتفاصيل حياتهم اليومية في مواجهة الحرب والقصف ورصاص القناصة.
إضافة باهتة أم قوية؟
بعيدا عن مستوى المسلسل فنيا، لا بد من التطرّق إلى نقطة أخرى عما إذا استطاع “حالة خاصة” تقديم إضافة في ما يتعلق باضطراب التوحد والتوعية به بين الأجيال الجديدة أم لا، خاصة أن الحالات المشابهة نادرة في الدراما المصرية، نذكر منها، مؤخراً، إحدى قصص مسلسل “إلا أنا” وتحديدا “حلم حياتي”، التي لعبت بطولتها مايان السيد.
ما يميز “حالة خاصة” عن الأخير، أن الأداء لم يأت ميلودراميا، وصوّر المُصابين بالتوحد كغيرهم من البشر، لديهم بعض الصعوبات وإن كانت لا تُعيقهم عن ممارسة الحياة الطبيعية والتفوق.
وهو ما أكدته مشاهد الطفولة لنديم التي افتتحت بها الحلقات، وظهر خلالها كيف تمكن من اكتشاف مهاراته والتصدي للمتنمرين، مما جعل العمل يقدم نموذجا إيجابيا يمكن مقابلته في حياتنا اليومية وليس فقط على الشاشة.
وأتى اختيار طه دسوقي لصالح القضية، لأنه محبوب من الأطفال وبالتالي يمكن أن يكون بوابتهم الأولى والآمنة للبحث عن الأمر وتعلّم تقبّل الآخر، وعلى سبيل الامتداد للحالة الإيجابية التي خلفها العمل استغلت قناة “سي بي سي” شعبية المسلسل للتوعية بالتوحد وجذب الأنظار للمؤسسات والحالات التي تحتاج إلى رعاية واهتمام.
10 حلقات لا تكفي
يشعر بعض محبي “حالة خاصة” بالإحباط لأن المسلسل اقتصر على 10 حلقات فقط، فمن جهة لا يزال الكثير من الحكايات في بداياتها، ومن جهة أخرى فقد بدأ الجمهور لتوه الارتباط بالشخصيات ومحاولة سبر أغوارها، وهو ما يبشر باحتمال لتقديم موسم ثان خلال فترة لاحقة بالعام نفسه.
يشار إلى أن مسلسل “حالة خاصة” تأليف مهاب طارق وإخراج عبد العزيز النجار وإنتاج طارق الجنايني، أما البطولة فشارك فيها كل من غادة عادل وطه دسوقي وحسن أبو الروس وهاجر السراج وأحمد طارق ونبيل علي ماهر والطفلين آدم وهدان وآدم النحاس.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.