القائم بأعمال محافظ نابلس للجزيرة نت: الاحتلال قسّم الضفة والمقاومة الشعبية لم تتوقف | سياسة – البوكس نيوز
البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول القائم بأعمال محافظ نابلس للجزيرة نت: الاحتلال قسّم الضفة والمقاومة الشعبية لم تتوقف | سياسة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول القائم بأعمال محافظ نابلس للجزيرة نت: الاحتلال قسّم الضفة والمقاومة الشعبية لم تتوقف | سياسة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
نابلس- لم تُسقِط إسرائيل يوما من أجندتها إجراءاتها لعسكرة الضفة الغربية، ومرة بعد أخرى تزيد قبضتها الحديدية على مدن الضفة وقراها، سواء في الظروف الصعبة أو في حالة الاستقرار حتى أصبح الفلسطينيون يعيشون داخل أقفاص، ولم يعد أحد يأمن إذا ما خرج من منزله أن يعود إليه.
ومع بدء العدوان على غزة رسّخ الاحتلال إغلاقا مشددا فرضه على نابلس (أكبر مدينة في شمال الضفة الغربية)، وذلك من خلال عشرات الحواجز والمستوطنات الإسرائيلية التي تعكس تطبيق مخطط إسرائيل بحصار الضفة وتحويلها إلى “كنتونات ومعازل” تكدر عيش الفلسطينيين وتشردهم وتهود أرضهم على يد مستوطنين متنفذين ومتسيدين يمارسون أبشع الجرائم.
بالمقابل، وأمام بطش الاحتلال وعنجهيته ترسخت حالة المقاومة بكل أشكالها -ولا سيما المسلحة- وتصدت لمشروع الاحتلال الذي يهدف إلى إضعاف السلطة وإفشالها، وفق ما يقول القائم بأعمال محافظة نابلس غسان دغلس الذي أكد في حوار مع البوكس نيوز نت أن “هدف الحصار الإسرائيلي سياسي وليس أمنيا، لأن من يقاوم لا يمر عبر حواجز الاحتلال”.
وفي ما يلي نص الحوار:
-
مع اكتمال محاصرة نابلس من جهاتها الأربع بحواجز الاحتلال العسكرية ومستوطناته هل تحولت مخططات الاحتلال بتحويل الضفة لكنتونات ومعازل إلى أمر واقع؟
نابلس محاصرة بالحواجز قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعام ونصف، ولكن الحصار زاد أكثر بعد الحرب، فهناك إغلاق لحواجز بشكل كامل وقطع لأوصال المناطق كحال حاجز حواره المغلق قبل الحرب بـ10 أيام، بالإضافة إلى إغلاق مداخل مدن وقرى بين نابلس ورام الله جنوبا، وطولكرم غربا، وجنين شمالا، وقرى نابلس شرقا عبر حاجز بيت فوريك الذي يحاصر ويعزل حوالي 26 ألف مواطن.
ما تفرضه إسرائيل حصار سياسي قبل أن يكون أمنيا، لأن من يفكر في أي عمل أمني (مقاوم) لا يمر عبر حاجز عسكري إسرائيلي، كما يريد الاحتلال قتل الحالة الاقتصادية التي تمثل نابلس عصبها بالضفة الغربية، فهو يشل حركة عشرات آلاف الطلاب في أهم مؤسساتها، وهما جامعتا النجاح والقدس المفتوحة.
هم يريدون عزل نابلس عن بقية المدن عبر 10 حواجز ثابتة وأخرى متحركة تلف المدينة وقراها ونقاط وأبراج عسكرية فوق جبالها، فضلا عن الإغلاقات الأخرى عبر الحواجز الترابية والحجرية داخل القرية الواحدة، وبذلك شل لشمال الضفة ووسطها، وهذا عقاب جماعي من أجل رضا المستوطنين، لأن قادة الإرهاب يسكنون في مستوطنات جاثمة على أراضي نابلس، وهذا أمر خطير.
فعندما تشل الحالة الاقتصادية بعدم الدخول والخروج لأكبر تجمع سكاني في شمال الضفة فإن هذا الأمر له بُعده بالنسبة لإسرائيل، فهي تفرض سياسة الأمر الواقع وتحول الضفة إلى كنتونات بفصل المدن والقرى بعشرات الحواجز العسكرية والمستوطنات، مما يتسبب في شلل كامل.
-
تشهد نابلس كغيرها من مدن الضفة الغربية تصاعدا في وتيرة الاستيطان واعتداءات المستوطنين، فكيف يواجه الفلسطيني ذلك؟
تلف نابلس 14 مستوطنة من كل الجهات و52 بؤرة استيطانية لا تقل خطرا وسوءا، وهذه المستوطنات يقطنها 29 ألف مستوطن، والأخطر أن فيها قيادات عصاباتهم المتطرفة، فمجموعات “تدفيع الثمن” تقطن في مستوطنة “يتسهار” جنوب المدينة، وقيادة “شباب التلال” تسكن في مستوطنة “ييش كودش”.
وبفعل قيادات الإرهاب الاستيطاني زاد حجم اعتداءات المستوطنين 208% عما هو قبل الحرب، وحوالي 60% من موسم الزيتون القريب من المستوطنات لم يصله المواطنون ولم يستطيعوا الدخول إلى أراضيهم، وهذا يحدث لأول مرة.
حياة الفلسطيني أصبحت مسألة حياة أو موت في ظل استهداف المستوطنين للمواطنين الآمنين في بيوتهم، مما يتطلب الدفاع عن النفس، خاصة أن جيش الاحتلال يدعم هؤلاء المستوطنين بقوة، بل إن المستوطنين أنفسهم أصبحوا يملكون زمام الأمور، وهم من يعطون الأوامر العسكرية وينفذونها أيضا، ورأينا ذلك في إغلاقهم حاجز حواره جنوب نابلس وإقامتهم حواجز عسكرية بين القرى، وتبجحوا باحتجاز الناس وسرقة أموالهم والاعتداء عليهم، فضلا عن تحريضهم على الفلسطينيين وقتلهم.
وقد فعَّلنا كجهات رسمية وشعبية أكثر من مرة لجان الحراسة والحماية الشعبية وخلايا الأزمات، ولكن أحيانا يتم استهداف المواطن داخل منزله وبعد منتصف الليل، فهنا عليه أن يدافع عن نفسه ويحمي بيته.
-
يقتحم الاحتلال مدن وقرى الضفة -ومنها نابلس- في كل حين، ويستهدف مناطق “أ” الخاضعة للسلطة الفلسطينية، فما الذي يريده بالضبط؟
يقتحم الاحتلال مناطق “أ” ومراكز المدن عبر عشرات الآليات العسكرية، ويعتقل أسرى ويحولهم إلى الاعتقال الإداري أو يفرج عنهم بعد أيام، ومن الواضح أن الاحتلال يتعمد إضعاف السلطة الفلسطينية بشكل مهين أكثر وأكثر، فأحيانا يقتحم مراكز المدن نهارا أثناء دوام رجال الأمن الفلسطينيين لزعزعة الحالة الأمنية والاستقرار وزرع الفوضى والفساد والفتن، في تجاهل لأي سلطة على الأرض.
وعي وثقافة المواطن هما فقط من يكسران هذه الحالة، هناك برنامج احتلالي واضح للقضاء على أي حالة وطنية، يريدون لحالة الفوضى أن تعم بهذا البلد، لكن المواطن الفلسطيني في النهاية لن يستسلم ولن يفقد الوسيلة أو يعدمها، وكما يقال “إذا جعت آكل لحم مغتصبي” هذا من ناحية اقتصادية، ومثله بموضوع المهانة، فالكثير من الشباب فضلوا الاستشهاد على الاعتقال، وسط تعرية الأسرى وإجبارهم على تقبيل العلم الإسرائيلي.
وهي رسالة بأن الضغط سيولد الانفجار، فهذا شعب يريد الحرية، وقد جرب النكبة والنكسة وعاش التشرد، ولن يكرره وسينزرع في أرضه وبلده.
ومهما راهن الاحتلال وأدواته فإنه لم يستطع إضعاف السلطة، ولا يزال الشعب يلجأ إليها، فالاحتلال أراد الفوضى ولكنها لم تحدث لأن الأمن موجود، والمطلوب من السلطة أن تحافظ على المشروع الوطني وأمن شعبها، وأن تدفع بكل المحافل السياسية لتجريم الاحتلال.
-
رفض المواطن الفلسطيني العسكرة الإسرائيلية وأوجد حالة مقاومة نادرة سرعان ما انتشرت، فهل استطاع الاحتلال كسرها؟
المقاومة مد وجزر، وفي الفترة الأخيرة كانت كل الأضواء مسلطة على غزة وعلى الإبادة والمجازر فيها، لكن رغم ذلك كانت هناك مقاومة في الضفة، وهذا يظهر في أي اقتحام لأي مدينة وقرية، فأحيانا يقتحم جيش الاحتلال قرية بكتيبة كاملة، لكنه يواجه مقاومة تؤكد أن الشعب الفلسطيني لم ولن يكسر، لأن الأطفال كما الكبار يعلمون أن الاحتلال يريد إخراجنا من أرضنا، مما يجعل مقاومته شرعية ووطنيته مستمرة.
فعندما نشاهد أطفالا يُقتلون ويُجوعون فإن الاحتلال يفرض علينا المقاومة بكل أشكالها، صحيح أن المواطن الفلسطيني يبحث عن حالة مقاومة شعبية لكن الاحتلال أحيانا يجرنا إلى مربعات لا نريدها، وعندما فشلت الأنظمة والسياسات الدولية في إجبار إسرائيل على الرضوخ لمطالب الشعب الفلسطيني فإن ذلك يحبطه، والاحتلال هو المسؤول عن هذه الحالة، إضافة إلى العالم الصامت الذي لا يجبر الاحتلال على الرضوخ لقرارات الشرعية الدولية.
الحرب كما السلم بحاجة لقرار جماعي، وكذلك المقاومة، فالفردية في المقاومة تضعفنا أكثر، ونتائجها تكون للفصيل أو للمجموعة نفسها، ولكن إذا كان هناك قرار وإجماع والتفاف حول المقاومة فهو أكثر أهمية، والكل يتحمل ثمن هذا القرار بالربح أو الخسارة، ولذا فإن المقاومة اليوم بالضفة أقرب إلى العمل الفردي.
-
في الأشهر الماضية -خاصة بعد الحرب على غزة- لم نعد نرى مقاومة شعبية، فهل كان للقمع العسكري الذي مارسه جنود الاحتلال سبب في ذلك؟
المقاومة الشعبية لا يمكن أن تتوقف، لكن عندما تكون كل الأضواء مسلطة على جهة معينة كما يحصل بغزة، وعندما تكون هناك أوامر لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالقتل مستغلا حالة الحرب، وعندما يتم تسليم المستوطنين 34 ألف قطعة سلاح دفعة واحدة وأمام الكاميرات، وعندما يتفاخرون بالإبادة والقتل، وعندما يذهبون لاعتقال مواطن فيطلقون الرصاص على أمه وأبيه، وعندما يتم الاغتيال بناء على الاسم كما جرى مع الشهيد منتصر سيف بقرية برقة شمال نابلس فإن علينا الحفاظ على أبناء شعبنا.
بالنسبة لنا المقاومة موجودة، ولكن إعلان فعالياتها يكون بالتكتيك ولصالح الشعب، فنحن لا نريد قتله، وهذا ليس جبنا ولا خوفا، وإنما لكل زمان دولة ورجال، فالاحتلال يستهدف بنيرانه حتى مركبات الإسعاف.
تغير موقف الناس بعد أول 5 أيام من الحرب على غزة بشكل واضح، وأدركوا أنها حرب على الشعب الفلسطيني والوجود الفلسطيني كله، بدءا من حالة الردع إلى حرب الإبادة إلى التفكير بقضية التهجير والقدس، وازدادت أطماع إسرائيل أكثر، لذا فإن وقفها يحتاج للوحدة الميدانية على الأرض.
لقد تجاوزنا كل إجراءات الاحتلال، وشيدنا بعض المباني التي هدمها، وآوينا أصحابها حتى انتهينا من الترميم، وفي كثير من المناطق لم نترك الفلسطيني وحده يقاتل، والشواهد على الأرض، وحالة السلم الأهلي يشار إليها بالبنان، ويكفي أن نقول إننا عقدنا 89 صك صلح بين المواطنين خلال 5 أشهر، هناك تكاتف بين المواطنين ووحدة حال رهيبة جدا.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.