“بوينغ”.. عملاق هيمن على السماء وأثار الرعب بالحوادث المتكررة لطائراته | الموسوعة – البوكس نيوز
البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول “بوينغ”.. عملاق هيمن على السماء وأثار الرعب بالحوادث المتكررة لطائراته | الموسوعة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول “بوينغ”.. عملاق هيمن على السماء وأثار الرعب بالحوادث المتكررة لطائراته | الموسوعة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
“بوينغ” شركة أميركية متعددة الجنسيات متخصصة في صناعات الطائرات، تأسست عام 1917، مقرها الرئيسي بواشنطن، وتعد أكبر منتج للطائرات التجارية والعسكرية، وأنظمة الأمان والفضاء.
عشرات آلاف الموظفين
تقوم شركة”بوينغ”، التي يرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال الأميركي “ديف كالهون” منذ يناير/كانون الثاني 2020، بتصنيع وتطوير وخدمة الطائرات التجارية والمنتجات الدفاعية وأنظمة الفضاء لعملائها في أكثر من 150 دولة.
بلغ عدد العاملين في الشركة 156 ألفا و354 شخصا وذلك حسب إحصائيات ديسمبر/كانون الأول 2022، منهم 41 ألفا و256 في مجال الطائرات التجارية، و16 ألفا و961 في وحدة الدفاع والفضاء والأمن، و20 ألفا و523 في وحدة الخدمات العامة، ويتمركز العاملون في هذه الشركة بشكل أكبر في واشنطن بنحو 60 ألفا و244 عاملا.
سجلت الشركة إيرادات بلغت 18.1 مليار دولار، وفق نتائج الربع الثالث من سنة 2023، مدعومة بتسليم 105 طائرات تجارية، ويبلغ إجمالي الطلبات الموجهة للشركة مبلغ 469 مليار دولار.
التأسيس
تأسست شركة “بوينغ”، عام 1917 على يد المهندس الأميركي وليام إدوارد بوينغ، الذي انطلق شغفه بهذا المجال إثر زيارة لمعرض للطيران في لوس أنجلوس في يناير/كانون الثاني عام 1910، بعدما تواصل مع مهندس في البحرية يدعى جورج كونراد ويتسر فيلد، والذي كان قد تلقى دروسا وتدريبات في مجال الطيران.
اشترى إدوارد بوينغ حوض بناء السفن على نهر دواميش في سياتل، بعد 3 أشهر فقط من تلك الزيارة، وبدأ نشاطات الشركة في مجال صناعة الخشب، ثم تحولت في وقت لاحق إلى أول مصنع للطائرات.
في 15 يونيو/حزيران عام 1916 أسس بوينغ شركة تحمل اسم “إيرو بروكتس”، ثم غير اسمها يوم 26 أبريل/نيسان 1917 إلى شركة بوينغ للطائرات.
وانطلقت الشركة عند تأسيسها بفريق عمل مكون من 28 فردا يضم طيارين ونجارين وخياطين، وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى شهدت الشركة نموا في عدد العاملين، إذ ارتفع العدد إلى 337 شخصا، في أعقاب طلب البحرية الأميركية شراء 50 طائرة في تلك الفترة، مما دفع بالشركة لتوسيع نطاق إنتاجها لتلبية الطلبات المتزايدة على الطائرات في ذلك الوقت.
وفي ظل الحرب العالمية الثانية، حققت “بوينغ” أرباحا كبيرة خلال عام 1944، ومع انتهاء النزاع العالمي في عام 1945، شهدت الشركة نكسة مالية بعد إلغاء عقود الطائرات العسكرية بشكل جماعي، مما أدى إلى فقدان آلاف من العمال وظائفهم.
وبعد مرحلة صعبة مرت بها، عادت الشركة إلى نشاطها بفضل تطويرها لطائرة “بوينغ 737” ذات الممر الواحد.
وبعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، تأثرت حركة السفر الجوي بشكل كبير، مما أدى إلى تراجع القوة العاملة في الشركة في ولاية واشنطن إلى حوالي 54 ألف شخص، وانخفض رأس المال السوقي للشركة بنسبة 14.78%.
أقسام الشركة
تنقسم “بوينغ” إلى 3 وحدات أعمال، وهي:
بوينغ للطائرات التجارية
تقوم الوحدة الأولى بتصنيع الطائرات من نوع 737 و747 و767 و777 و787 ومجموعة طائرات “بوينغ بيزنس جيت”. وتشمل جهود تطوير المنتجات الجديدة طائرات “بوينغ 787-10 دريملاينر”، و”737 ماكس”، و”777 إكس”.
وللشركة ما يناهز 10 آلاف طائرة تجارية في الخدمة في مختلف أنحاء العالم، أي ما يشكل حوالي 50% من الأسطول العالمي. وتوفر مجموعة متكاملة من طائرات الشحن، حيث تستخدم طائرات “بوينغ” لنقل 90% من حمولات الشحن في جميع أنحاء العالم.
بوينغ للدفاع والفضاء والأمن
الوحدة الثانية “بوينغ للدفاع والفضاء والأمن”، فتشمل حزمة واسعة، منها على الخصوص طائرات التزود بالوقود الجوي من طراز “كي سي 46″، التي تعتمد هيكل الطائرة التجارية “بوينغ 767″، وطائرات عمودية من طراز” أباتشي إيه إتش 64″، إلى جانب عائلة الأقمار الصناعية 702، والمركبة الفضائية “ستارلاينر سي إس تي 100”.
بوينغ للخدمات العالمية
وتقدم الوحدة الثالثة لـ”بوينغ” خدمات مبتكرة وشاملة وتنافسية من حيث التكلفة للعملاء التجاريين والدفاعيين والفضاء، بغض النظر عن شركة التصنيع الأصلية للمعدات.
نقابة “ترسم” الإستراتيجيات
خلال الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية وبعدها، كانت معظم إدارة شركة “بوينغ” تتكون من مهندسين محترفين. كانوا يعتبرون أنفسهم ليسوا مجرد موظفين، بل شركاء في تحقيق النجاح والابتكار في مجال صناعة الطيران.
وبعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، شكل المهندسون وغيرهم من المهنيين نقاباتهم وشكلت تحالفا قويا، وكانت مفاوضاتهم تتجاوز مواضيع الأجور والأوضاع الاجتماعية، لتشمل إستراتيجيات الشركة، بما في ذلك استعانتها بمصادر خارجية، وهو ما كان يقلق الموظفين.
يعود تاريخ النقابة في “بوينغ” إلى منتصف الثلاثينيات من القرن الـ20 عندما كفل قانون علاقات العمل الوطني، المعروف باسم قانون “فاغنر”، الحق في التنظيم للنقابات والانخراط الجماعي في المفاوضات.
كان الصراع بين إدارة الشركة والعاملين يتجدد خلال مفاوضات العقود الجديدة، وكانت النقابة تتدخل من أجل إيجاد حلول تحمي حقوق العمال.
في عام 2000 خاض مهندسو “بوينغ” إضرابا لأول مرة في تاريخ الشركة بعدما اعتبروا أن العقد الذي قدمته لهم سيؤدي إلى انخفاض الرواتب والمكافآت.
وخلال تاريخ الشركة عرفت مجموعة من الإضرابات، لا سيما في صفوف عمال الميكانيك، الذين يمثلون حوالي 16% من مجموع اليد العاملة بالشركة. وكان من بين أبرز الإضرابات التي خاضها هؤلاء، إضراب عام 2008 الذي استمر 57 يوما، مما أدى إلى توقف الإنتاج، وكبد الشركة خسائر كبيرة قدرت بأكثر من 100 مليون دولار يوميا، وكان من نتائجه انتزاع العمال مزايا لمدة 4 سنوات.
كما عرفت سنة 2013 نزاعات بين الإدارة والموظفين حول أنظمة المعاشات التقاعدية، قبل أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق يلبي مطالب العاملين في الشركة ويحقق التوازن مع احتياجاتها.
نزاع مع المنافس الأكبر
تعد شركة “إيرباص” الأوروبية المنافس الأكبر لشركة “بوينغ”، إذ وصلت صراعاتهما بشأن الإعانات الأميركية لـ”بوينغ” وإعانات الاتحاد الأوروبي لشركة “إيرباص” منظمة التجارة العالمية خلال أكتوبر/تشرين الأول 2004، بدعوى أنها غير قانونية وتمس بقواعد المنظمة.
وعلى الرغم من صدور عدد من القرارات من لدن هيئة تسوية النزاعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية، تفيد بتوقيف الإعانات، فإنه لم يتم تنفيذ قراراتها الصادرة سنة 2005 وسنة 2020.
وفي يونيو/حزيران 2021، توصلت أميركا والاتحاد الأوروبي إلى هدنة بشأن هذا الملف لمدة 5 سنوات، بمناسبة وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بروكسل لعقد قمة بين الاتحاد والولايات المتحدة الأميركية، وتم الاتفاق على تعليق الرسوم الجمركية العقابية المتبادلة المفروضة في إطار هذا الخلاف.
وكانت منظمة التجارة العالمية قد أصدرت حكما في أكتوبر/تشرين الأول 2019 يسمح لواشنطن بفرض رسوم على ما قيمته نحو 7.5 مليارات دولار من البضائع والخدمات الأوروبية المستوردة كل سنة، بنسبة 25% على النبيذ والمشروبات الكحولية، و15% لطائرات “إيرباص”.
وبعد عام سمحت منظمة التجارة العالمية لبروكسل بفرض ضرائب على المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة الأميركية حيث فرض الاتحاد الأوروبي تعريفات جمركية على ما قيمته 4 مليارات دولار من الصادرات الأميركية.
طائرات الملوك والرؤساء
خلال عقد الستينيات من القرن الـ20 كان لشركة بوينغ مسار جديد بعد استخدام طائراتها من طراز “707” في نقل زعماء الدول. إذ في عام 1962 عدلت الشركة طائرتين من نوع “بوينغ 707” خصيصا لاستخدام الرئيس الأميركي جون كينيدي، الذي يعد أول رئيس دولة يسافر على متن طائرة أطلق عليها “إير فورس وان”.
ظل هذا النوع من الطائرات في الخدمة الرئاسية حتى عام 1990 حينما تم تغييرها بطائرتين جديدتين من طراز “بوينغ 747″، قابلتين للتبديل، وجرى تعديلهما في عهد الرئيس الأميركي الحالي جون بايدن بتكلفة قدرت بـ3.9 مليارات دولار.
ويستخدم عدد من الملوك والأمراء طائرات “بوينغ”، منهم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الذي يملك 6 طائرات منها “بوينغ بيزنس”، وطائرتين من نوع “بوينغ 747″، و”بوينغ 767″، تستخدم لنقل العائلية الملكية والمسؤولين الحكوميين في البحرين.
ومن الملوك الذين استخدموا طائرة “بوينغ” ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، وتحديدا “بوينغ 727″، التي كان يستقلها خلال محاولة اغتياله عام 1972، وتمنى لو كان يركب وقتها “بوينغ 747”.
ومن الروايات المنسوبة للطيار الذي كان يقود الطائرة أن الحسن الثاني كان يطلق على طائرته اسم “الحاجة بوينغ”، إذ بعد مرور سنة على نجاته من محاولة الانقلاب، سافر عبرها إلى مكة المكرمة، بعد ترميمها من قبل شركة “بوينغ”.
أبرز حوادث اختطاف طائرات “بوينغ”
يوم 29 أغسطس/آب 1969 اختطفت طائرة “بوينغ707″، من قبل “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، وكانت الرحلة من لوس أنجلوس بالولايات المتحدة إلى تل أبيب في إسرائيل، بهدف التعريف بالقضية الفلسطينية ولفت أنظار العالم إلى الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، فنزلت الطائرة في سوريا وبعد إخلائها من الركاب (161 راكبا) تم تفجيرها.
وفي أبريل/نيسان 1972، اختطف رجل طائرة من طراز بوينغ 727، في طريقها من “نيوآرك” بنيو جيرسي، إلى لوس أنجلوس في كاليفورنيا، وعلى متنها 85 راكبا وطاقم مكون من 6 أفراد، واستؤنفت الرحلة بعد توقفها في دنفر بكولورادو فتم إنقاذها.
وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني 1985 خطف 3 أشخاص طائرة مصر للطيران، الرحلة 648، والتي كانت متجهة من مطار أثينا باليونان إلى مطار القاهرة، وأجبروا قائدها على الهبوط في مطار لوكا الدولي بمالطا، وتدخلت القوات المصرية لإنقاذ الركاب، غير أن الخاطفين أطلقوا النار مما أدى إلى سقوط 56 قتيلا، من أصل 88 شخصا كانوا على متن الطائرة.
ويوم 25 ديسمبر/كانون الأول 1986 خطفت طائرة من نوع “بوينغ 737” بعد إقلاعها من مطار عمان الدولي باتجاه مطار بغداد الدولي، وعلى متنها 91 شخصا و15 من الطاقم، وبعد اشتباك بين الخاطفين وعناصر حماية الطائرة سقطت في الصحراء السعودية قرب منطقة “عرعر” مما أدى إلى مقتل 63 شخصا.
في 17 فبراير/شباط سنة 2014 تعرضت طائرة للخطوط الجوية الإثيوبية، من طراز “بوينغ 767” للاختطاف من قبل مساعد الطيار، وكانت تقوم برحلة بين أديس أبابا وروما، وعلى متنها من الركاب 202 معظمهم من الإيطاليين، وتم إنقاذها واعتقال الخاطف.
تكررت الحادثة بعد 5 سنوات في الشهر ذاته، ففي فبراير/شباط 2019، تعرضت طائرة من طراز “بوينغ 737″، تابعة لشركة طيران “بيمان بنغلاديش” كانت في رحلة من تشيتاجونغ البنغالية إلى دبي لمحاولة خطف فعادت أدراجها وغادر جميع الركاب وعددهم 142 شخصا الطائرة.
حوادث متكررة
بالإضافة إلى حوادث الخطف فقد تعرضت طائرات “بونيغ” لعدد من الحوادث المختلفة، منها:
في أبريل/نيسان 2012، تحطمت طائرة تابعة لخطوط “بوهجا إير” الباكستانية من طراز “بوينغ 737” عندما كانت تحاول الهبوط في المطار الرئيسي في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وأسفر الحادث عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 121 شخصا، إضافة إلى 6 من أفراد طاقمها.
وبعد سنة وعدة أشهر وتحديدا في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، تحطمت طائرة تابعة لخطوط “تاتارستان” الجوية من طراز “بوينغ 737” عند هبوطها في “كازان” بروسيا، مما نتج عنه مقتل جميع الركاب وعددهم 50 شخصا.
وفي عام 2014 اختفت طائرة من طراز “بوينغ 777” تحمل الرحلة رقم “إم إتش 370″، وكانت في طريقها من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى العاصمة الصينية بكين، وعلى متنها 239 شخصا.
وتوقفت عمليات البحث عن الطائرة، التي شاركت فيها ماليزيا والصين إلى جانب أستراليا، في يناير/كانون الثاني 2017، بعد 1046 يوما دون التوصل إلى أي نتيجة تحل اللغز.
وفي مارس/آذار 2016 تحطمت طائرة “فلاي دبي” من طراز “بوينغ 737” في روستوف أون دون في روسيا، مما أسفر عن مقتل 62 شخصا كانوا على متنها.
ودخلت طائرة “بوينغ 737 ماكس” الخدمة رسميا عام 2017، وعرفت عددا من الحوادث المأساوية، منها ما حدث في أكتوبر/تشرين الأول 2018، حيث تحطمت طائرة ركاب من هذا الطراز تابعة لشركة “ليون إير” الإندونيسية في البحر بعد وقت قصير من إقلاعها من العاصمة جاكرتا متوجهة إلى جزيرة سومطرة، وعلى متنها 189 شخصا لم ينج منهم أحد.
وعقب أقل من عام على هذا الحادث، وتحديدا يوم 10 مارس/آذار 2019، تحطمت طائرة من نفس الطراز تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية بعد دقائق من الإقلاع من أديس أبابا متجهة إلى العاصمة الكينية نيروبي، وعلى متنها 149 راكبا قضوا جميعا.
وعقب هذا الحادث المأساوي، توقف استخدام طائرات “بوينغ 737 ماكس” في جميع أنحاء العالم وأجريت تحقيقات دقيقة لفحص سلامتها وتحديد أسباب هذه الحوادث. وبعد فترة من التحقيقات أعيد تشغيل هذا الطراز بشكل تدريجي.
وفي يوم 5 يناير/كانون الثاني عام 2024 انفجرت مقصورة لطائرة من طراز “بوينغ 737 ماكس 9” تابعة لشركة ألاسكا إيرلاينز، كانت تقل 171 راكبا و6 من أفراد الطاقم، مما أجبرهم على العودة إلى بورتلاند بولاية أوريغون الأميركية، من دون وقوع إصابات.
وأقرت الشركة بمسؤوليتها عن الحادث وقررت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية إجراء فحص على 40 طائرة من الطراز نفسه قبل السماح للطائرات باستئناف رحلاتها.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.