أبراهام شتيرن.. قيادي في الحركة الصهيونية وأحد رموز قيام إسرائيل | الموسوعة – البوكس نيوز
البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول أبراهام شتيرن.. قيادي في الحركة الصهيونية وأحد رموز قيام إسرائيل | الموسوعة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول أبراهام شتيرن.. قيادي في الحركة الصهيونية وأحد رموز قيام إسرائيل | الموسوعة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
شاعر وكاتب وناشط صهيوني بولندي الأصل، ولد يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 1907، أسس وتزعم منظمتي “إيتسل” و”شتيرن” (ليحي) الصهيونيتين، وحارب البريطانيين لتقييدهم هجرة اليهود إلى فلسطين. اغتالته بريطانيا في شقته عام 1942.
النشأة
ولد شتيرن يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 1907 في بلدة سوالكي الصغيرة في شمال شرق بولندا، التي كانت آنذاك جزءا من الإمبراطورية الروسية، كان أبوه طبيبا وأمه قابلة، وتزوج من ليلي (أيالا)، اهتم بالفنون فكان شاعرا ورسّاما، كما كان له حضور مسرحي، لكن رغبة والديه منعته من إكمال هذا المشوار.
الدراسة والتكوين العلمي
توقفت دراسة أبراهام شتيرن (يلقب أيضا بيائير) بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى وبسبب طرد سلطات الاتحاد السوفياتي اليهود من المناطق الحدودية إلى المقاطعات الداخلية لروسيا.
واصل شتيرن دراسته في المدرسة الروسية في باشكيريا عام 1920، وفي عام 1921 عاد إلى مدينة سوالكي حيث درس في مدرسة ثانوية يهودية.
في عام 1926، هاجر شتيرن إلى فلسطين، وتخرج في المدرسة الثانوية في القدس، ثم من القسم الكلاسيكي في الجامعة العبرية بمرتبة الشرف.
حصل على منحة دراسية سمحت له بدراسة اليونانية واللاتينية في جامعة فلورنسا، لكنه ترك الدراسة وعاد إلى فلسطين عام 1933 وكرس حياته للعمل لأجل إنشاء دولة لليهود.
النشاط العسكري
انضم شتيرن إلى منظمة “الهاغاناه” الصهيونية عام 1929 وشارك في قتال الفلسطينيين، وبعد انقسام المنظمة وانفصال جناح اليمين عنها وتشكيل منظمة “أرغون”، أصبح عضوا فيها، وفي عام 1932 خضع لدورة تدريبية لتأهيل ضباط عسكريين للمنظمة، وبعدها أنشأ خلية في إيطاليا.
وفي 1933-1936، كان شتيرن طالب دكتوراه في الجامعة المحلية في فلورنسا، لكنه عاد إلى فلسطين دون إكمال دراسته للمشاركة في الأنشطة السرية لمنظمة “أرغون”، بناء على اقتراح من مساعده أبراهام تيهومي، وقد كان موسوليني وبيلسودسكي قدوة لشتيرن في تلك المرحلة.
وطور شتيرن خطة لتدريب 40 ألف مقاتل من الشباب اليهودي في بولندا وليتوانيا لدخول فلسطين واحتلالها، وللقيام بذلك كان من الضروري البدء بالتدريب العسكري محليا.
انضم شتيرن مع صديقه أبراهام تهومي إلى المنظمة السرية الصهيونية “إيتسل” منذ الأيام الأولى لتأسيسها في مايو/أيار 1937.
وأثنى على المنظمة الجديدة قائلا “إنها تناضل من أجل استعادة مملكة إسرائيل في أرض إسرائيل، وإن دولة إسرائيل هي الأرض التي سيحتلها الشعب اليهودي بأكمله في المستقبل، وسيقيم حدودها بالسيف عندما يستعيد مملكة إسرائيل”.
وأضاف “سننشئ قبيلة حرة في أرض إسرائيل، قبيلة من المحاربين والمحررين، الذين سينتزعون القدس من أيدي الأجانب ويحررون البلاد إلى الأبد، سيتعين على شعبنا أن يخوض حروبا عديدة قبل أن يتحرر من قوة الأجانب، لذلك، ستدرس أجيال عديدة من الأطفال اليهود الشؤون العسكرية”.
ومع انضمام شتيرن إلى منظمة “إيتسل” أصبحت أكثر نشاطا، ونفذت عددا من الهجمات على العرب والبريطانيين، منها مهاجمة قرية بير عدس، وتفجير معطف مملوء بالمتفجرات في سينما “عرب ريكس” في القدس في يوم واحد، وفجرت السوق العربي في حيفا، وحسب البيانات الرسمية، فقد قُتل 18 فلسطينيا وجُرح 24 آخرون.
إضافة إلى ذلك قررت قيادة “إيتسل” أيضا العمل ضد أهداف بريطانية، وفجرت خطوط الهاتف وصناديق المحولات، وفجرت مكتب البريد المركزي ومحطة الإذاعة الحكومية، واستهدفت المنظمة أشخاصا قالت إنهم تعاونوا مع الشرطة البريطانية ضد اليهود.
وكان لشتيرن أثر واضح في نشاط منظمة “إيتسل” في بولندا، إذ أصبح صديقا للقنصل البولندي في القدس، وصاغا معا اتفاقية بين المنظمة والحكومة البولندية، سمحت لـ”إيتسل” بتنظيم معسكرات تدريب لتعبئة اليهود البولنديين ونقلهم إلى أرض إسرائيل، وتعهدت من خلالها الحكومة البولندية بدعم المنظمة بالأسلحة وتخصيص أماكن لمعسكرات التدريب.
وافقت قيادة “إيتسل” على الاتفاقية وتوجه شتيرن إلى وارسو لتنفيذها، وزود المنظمة بالأسلحة بشكل منظم، وأقام اتصالات مع أشخاص من أعلى مستويات السلطة في بولندا.
وشارك شتيرن أيضا في العمل الأيديولوجي وساندته في ذلك زوجته ليلي (أيالا) وهاينريش ستراسمان، إذ افتتحت ليلي نادي الأردن للمثقفين اليهود وغير اليهود، الذي أكد على المصالح المشتركة بين بولندا وحركة التحرير اليهودية.
وفي أغسطس/آب 1938، بدأ شتيرن وليلي بنشر صحيفة باللغة البولندية بعنوان “القدس المحررة”، وكان قراء الصحيفة يهودا من دوائر مندمجة وبولنديين يدعمون حركات التحرر الصهيونية.
وبمبادرة من ليلي رسمت يدا ممسكة بمسدس على خلفية خريطة أرض إسرائيل داخل حدود الانتداب على الصفحة الأولى للصحيفة، وعبارة “هكذا فقط!” وأصبح هذا الرسم رمز”إيتسل”.
في هذه الأثناء، بدأت إذاعة محطة “صوت صهيون المقاتلة” البث في فلسطين، وكان شتيرن يُعِد المواد الإذاعية، وفي أغسطس/آب 1938 بدأ بالتنظيم الجماعي للخلايا بين الشباب اليهود في بولندا، وعين أبراهام أمبير مسؤولا عن ذلك.
وكان شتيرن أول من صاغ بوضوح تام عبارة “العدو هو بريطانيا”، وقال “علينا أن نحارب هذا العدو ليس من أجل الحياة، بل من أجل الموت، تحت أي ظرف وفي أي موقف”.
وذلك بعد أن نشرت بريطانيا يوم 17 مايو/أيار 1939 “الكتاب الأبيض” ووعدت فيه بتعزيز إنشاء دولة في إسرائيل في غضون 10 سنوات يكون سكانها أغلبية عربية، ونتيجة لذلك، فرضت بريطانيا قيودا على هجرة اليهود إلى فلسطين.
وفي عام 1939 أقيمت دورة تدريبية لـ25 من قادة منظمة “إيتسل” الذين وصلوا من إسرائيل في منطقة الكاربات، كان من بينهم شتيرن، واستمرت 4 أشهر، وأشرف عليها ضباط بولنديون ذوو خبرة، كانوا هم أنفسهم من قدامى المحاربين في الحروب السرية.
في ذلك العام، وافقت منظمة “إيتسل” بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية على التعاون مع البريطانيين في محاربة النازيين، مما أدى إلى الانقسام وخروج التيار اليميني من المنظمة وتشكيل منظمة “أرغون” بقيادة شتيرن، الذي كان ضابطا مسؤولا عن الأنشطة السرية في المنظمة.
منظمة شتيرن
بعد موت المفكر والسياسي اليهودي زئيف فلاديمير جابوتنسكي عام 1940، حدث انشقاق في منظمة أرغون فخرج شتيرن وأسس مجموعة أطلقت على نفسها “لحمي حيروت إسرائيل” أي (المحاربون من أجل حرية إسرائيل) وتسمى اختصارا “ليحي” ثم اشتهرت أكثر باسم شتيرن نسبة إلى مؤسسها.
فكان تأسيس أبراهام للمنظمة ردا على ترحيل من يعتبرهم “المهاجرين اليهود غير الشرعيين” إلى فلسطين، واستمرار بريطانيا في تطبيق الكتاب الأبيض، الذي ينص على تقييد هجرة اليهود إلى فلسطين، فاعتبرت المنظمة بريطانيا احتلالا خارجيا، ونفذت عمليات اغتيال ضد البريطانيين واستهدفت مصالحهم، مما دفع بريطانيا لاغتيال أبراهام شتيرن.
أسباب الانشقاق
كانت منظمة شتيرن تميل إلى العمل المستقل بعيدا عن وصاية المنظمة الصهيونية العالمية، وحتى عن “الهاغاناه”، نفسها التي كانت تصطدم معها أحيانا في بعض المواقف السياسية. وتلخصت أسباب انشقاقها عن أرغون في النقاط التالية:
- إصرار المنظمة على استمرار الحرب ضد قوات الانتداب البريطاني حتى ولو كانت بريطانيا تحارب ألمانيا النازية.
- رفض التطوع في الجيش البريطاني رغم أن جابوتنسكي كان ميالا إلى هذا الاتجاه.
- رغبتها في التعاون التكتيكي مع أي شخص يقف بجانبها في عملياتها العسكرية ضد الانتداب البريطاني، الذي رأت فيه -رغم تعاون سلطات الانتداب مع عديد من المنظمات الصهيونية الأخرى- عائقا أمام الإسراع بتحقيق حلم قيام الدولة الإسرائيلية.
اغتيال شتيرن
وبناء على تمرد شتيرن وتحريضه ضد قواتها، قررت بريطانيا اغتياله، وفي 12 فبراير/شباط 1942 وصلت وحدة من الشرطة البريطانية إلى المنزل رقم 8 في شارع “مزراحي بيت” (شارع شتيرن لاحقا) في حي فلورنتين، وحاصرته من جميع الجهات، وصعد عدد من رجال الشرطة البناء المكون من 3 طوابق.
في شقة صغيرة تقع على السطح، كان يعيش رجل يبلغ من العمر 35 عاما أطلق على نفسه اسم موشيه بلوخ، لكنه في الواقع هو أبراهام شتيرن.
اقتحمت الشرطة الشقة وأخرجت امرأة شابة منها تدعى توفا سافوراي، وبعد ذلك أطلق ضابط الأمن البريطاني النار على شتيرن الذي حاول الفرار، وبعد ذلك لف البريطانيون جثة شتيرن بقماش وسحبوه إلى سيارة الإسعاف حيث توفي وهو في طريقه إلى المستشفى في يافا.
ودفن شتيرن في مقبرة نحلات يتسحاق، ولم يسمح البريطانيون إلا لأقاربه بحضور الجنازة.
المؤلفات
كتب شتيرن عديدا من المقالات التحليلية حول الحركة السرية و”حركة التحرير الصهيونية”، وألف عديدا من الأعمال الشعرية، من بينها قصيدة “حياليم ألمونيم” (جنود مجهولون)، التي أصبحت النشيد الوطني للمنظمتين المقاتلتين “إيتسل” و”شتيرن”.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.