برنامج خاطرك مجبور برنامج لجبْر الخواطر
البوكس نيوز – رياضة – نتحدث اليوم حول برنامج خاطرك مجبور برنامج لجبْر الخواطر والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول برنامج خاطرك مجبور برنامج لجبْر الخواطر، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
برنامج خاطرك مجبور ، جمعَ ما تفرقَ في غيره، لا تتمالك نفسكَ وأنتَ تشاهده، جهدٌ ذاتي، أدوات تقليدية في نقلِ الجمال المتناثر من غبرةِ الأرض البكْر، وصور البهاء، وعنفوان بيوتِ القش، وعلو النفس، ورفعتها..!
كل حلقةٍ تتركني أجففُ بللَ العيْن، خاطرك مجبور، ليس مجرد برنامج تقليدي لدعمِ المحتاج، لا لا، الأمر أعظم من ذلك، إنه نافذة للنظر إلىٰ محاسن النَّفس الإنسانية التي طمرت في رمالِ القرىٰ النائية، نماذج من الفطرة التي لم تتلوث ببريق المدنية الزائفة، عرضٌ حيٌّ للقيم التي يتمثلها الإنسان التهامي البسيط، القانع، النبيل، المدفون تحتَ الرماد!
تمكن برنامج الاستاذ عبداللطيف الزيلعي من تجاوز كل أفكار القنوات الفضائية المتكلسة، الكسيحة، العقيمة؛ البائسة، وحده من شقَّ طريقه لتقديم لوحة فنية إنسانية خالصة، وسيمفونية تسبر غور الإنسان التهامي النقي، الإنسان الذي لم يتخلص من إنسانيته، بل تشبث بها في أعماقِ أعماقه!
البرنامج = نموذجٌ لجبْر الخواطر، بلا تكلف، نموذج للعطاء الذي يغمر الإنسان حدَّ الامتلاء، فرحًا؛ ودمعًا، وبكاءً.. في خاطرك مجبور، يظهر المحتاج في صورة رفيعة، متعالية، ناصعة، لا يخالجك شعور بإراقة ماءِ الوجه، أو ما أسميه دومًا: بتوثيق الضعف الإنساني، والارتزاق منه، وإنما ظهور يتجلىٰ فيه طُهْر الشعور..!
برنامج خاطرك مجبور للاعلامي عبداللطيف الزيلعي واليمن المَحْرُوم!
مطلع 2022 كنت مشاركا في منتدى دولي للصحافة في مدينة تونس وعلى هامش هذا الحدث (يجمع صحفيين وعاملين في مجال الإعلام من دول عربية وغربية) تمت استضافتي في برنامج يبث مباشرا في إحدى الإذاعات المغاربية للحديث عن الإعلام المجتمعي وأهميته بالنسبة لليمن كبلد يشهد نزاع مسلح ومعوقاته وهما أمران تحدثت عنهما بوضوح طيلة فترة الحوار الإذاعي.
الشاهد في الموضوع في ذلك الوقت وقبل أن يبدأ بث الحلقة ضللت أستمع وأجيب عن أسئلة قدمتها لي مذيعة وطاقم البرنامج حول تجربة يمنية رائدة في إنتاج المحتوى الإنساني وهي تشير بشكل خاص إلى برنامج “خاطرك مجبور” ومقدمه عبد اللطيف الزيلعي، من بين زحمة وسائل الإعلام اليمنية التي تتلقى تمويلا ضخما لم يشغل ذهنا وإعجاب مذيعة البرنامج وزملائها وزميلاتها سوى برنامج الزميل الزيلعي الذي كان يبث على الفضاء الرقمي كان جميعهم يروون لي بانبهار عن كل لمسة إبداعية وإنسانية إثارات إعجابهم في برنامج الرجل كجمهور أولا وعاملين في مجال الإعلام الدولي ثانيا.
لا أخفيكم أنني يومها شعرت بالاعتزاز والفخر الكبيرين بهذا الرجل الذي لم أعرفه ولا يعرفني بشكل شخصي رغم أن المحيطين به زملاء مقربون جمعتني بهم مرحلة التعليم الجامعي في قسم الإعلام بجامعة الحديدة.
واليوم ومن داخل عشته المبنية من جذوع الأشجار والنخيل وبجهاز كمبيوتر محمول يطلق الزيلعي القادم من أرياف تهامة قناته الفضائية “اليمنية” ليقدم تجربة يمنية عصامية وفريدة في إنتاج المحتوى البصري وينتقل به من اليوتيوب والفيس بوك إلى فضاء الأقمار الاصطناعية المتجاوزة لمعوقات البيئة الرقمية واختلاف المستويين العلمي والثقافي في اليمن ليلبي رغبات الجمهور اليمني الواسع في كل القرى والمدن وبمختلف الفئات العمرية خصوصا في بلد مايزال يعاني جزء كبير من أبنائه من الأمية والأمية الرقمية.
وعلى الرغم من بهجة شريحة واسعة من الجمهور بخبر إطلاق اليمنية كأول فضائية اجتماعية يملكها شابا بدأ رحلته من مواقع التواصل الاجتماعي غير مسنودا بجهات تجارية أو سياسية إلا أن الأخير لم يخلوا وهو في ذروة نشوته بتحقيق حلمه الذي ضل يراوده لأكثر من عقد الزمان؛ لم يخلوا من هجمات تأثيميه من قبل أشخاص لم أجد لديهم سببا واضحا لهذا الغارات الرقمية سوى إحباط الرجل كما يبدو ولا أعلم هل دهشة الإنجاز تجلب لصاحبها هذا العدوان بهذا الشكل المريب، هل كان على الزيلعي أن لا يتطور؟ لا يطمح؟ لا ينجز؟ ليبقى في منأى عن هذه الأباطيل ويسلم من محاولات التشويه!
بإطلاق اليمنية يبقى اليمنيون على موعد جديد مع أول محتوى مجتمعي تلفزيوني متجدد وعصري ينتجه شبان أكفاء لا علاقة لهم بالسياسة ودهاليزها؛ وهي فرصة لرؤوس الأموال لتحقيق أمرين مهمين:
أولا: تحقيق المسؤولية الاجتماعية: من خلال دعم المحتوى المجتمعي اليمني لتلبية حق الناس في المعلومة المفيدة والمستنيرة والتي على أساسها يتخذ المجتمع قرارات ملاءمة وواعية مثل تحقيق التكافل الاجتماعي في ظل النزاع المسلح، الهام الناس قيم ومبادئ المواطنة الفاعلة.
ثانيا: تحقيق فوائد تسويقية: من خلال الإعلان في شاشة فضائية يمنية تخاطب الجميع ويتوقع بشكل واضح تميزها بإعداد المشاهدين عن دونها خصوصا وأنها غضون يومين من إعلان البث التجريبي حصدت الألف التفاعلات على صفحتها في فيس بوك وحققت رواجا كبيرا وتابعها أكثر من ٣٠ ألف شخص حتى وقت كتابة هذا المقال، وهو إنجاز لم يسبق لأي قناة يمنية تحقيقه بهذا الشكل وفي هذا الوقت القياسي هذا برأس المال المتواضع التي بدأت به القناة الشابة فماذا لو امتلكت نصف التمويل والإمكانات التي تمتلكهما قنوات أخرى؟
لقد أخبرنا الكثير من الفلاسفة والمتحدثين أن الشباب “ثروة بشرية” لا يمكن الاستهانة بها إلا عبد اللطيف الزيلعي قدم لنا درسا عمليا حول قوة وإثر العقل الإنساني حينما يتحلى بالطموح والعزيمة، وختاما لست حزينا ممن أساء للرجل بل حزين عليهم… كيف قيدهم اليأس؟ كيف بدت ملامحهم ذابلة والزيلعي يتذوق لذة الإنجاز ومن حوله الألف من جمهوره مسرورين؟ لماذا حرم أنفسهم أصدقاءنا المتهكمين شعور الإيثار والفرح ما الذي كان سيصيبهم أن بدو مثلي ومثل الكثير مفتخرين بابن جلدتهم!
خاطرك مجبور
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.