القوات الأميركية تطور إمكاناتها في السعودية تحسبا للتهديدات الإيرانية
بعدما رمت الولايات المتحدة بثقلها في الشرق الأوسط، بإرسال قاذفات “B-52” ذات القدرة النووية وتمديد إقامة حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز”، بالتزامن مع التهديدات الإيرانية المتزايدة، كشف تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” عن قيام واشنطن بتوسيع انتشار قواتها وتطوير قواعد للاستخدام المزدوج في السعودية، أحد أكبر حلفائها العسكريين والاقتصاديين في المنطقة.
ولا يبدو أن عكوف الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن، على ترتيب ملفاتها المعقدة في الداخل، أثّر في سير الأهداف والخطط العسكرية الطويلة المدى التي وضعتها الولايات المتحدة بالتنسيق مع شركائها، إذ تورد الصحيفة الأميركية أن واشنطن تعمل بالتعاون مع الرياض على تطوير خيارات الموانئ والقواعد الجوية في الصحراء الغربية للسعودية، لاستخدامها في حال نشوب صراع مع إيران.
ووفقاً لقائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، فرانك ماكنزي، فإن “خطة إنشاء القواعد الجديدة ستمنح الولايات المتحدة مرونة إضافية في المنطقة من خلال تعقيد خيارات الخصم”. وتأتي تصريحات ماكنزي الأخيرة، لتكشف عن عمليات تجريبية عدة أجراها الجيش على مدار العام الماضي أو أكثر، في بعض المواقع لنقل المعدات من المنطقة وإليها.
وأوضح ماكنزي، أن الخطة ستفتح المجال أمام الولايات المتحدة والسعودية للتفاوض على خطط للاستثمار في البنية التحتية لكل الموانئ التجارية والصناعية في ينبع الساحلية، وقاعدتين جويتين في تبوك والطائف، لجعلها أكثر قابلية لاستخدام الجيش الأميركي، إلى مواقع إضافية قيد الدراسة، رفض تحديدها.
ونقلت “وول ستريت جورنال”، عن القائد العسكري الأميركي، أن الجيش اتخذ بالفعل بعض الخطوات التنفيذية، التي تمثلت في نقل القوات والأصول الجوية والأسلحة عبر الموانئ والقواعد لإثبات كيفية استخدام المواقع لنشر القوات والأصول العسكرية، مع تقليل تعرضها للصواريخ الباليستية الإيرانية، في حين لم يرد المسؤولون السعوديون على طلب الصحيفة الأميركية للتعليق.
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، إن القواعد الجديدة في السعودية لن تستخدم لإذكاء حرب مع إيران، مؤكداً أنها ستكون “ذات استخدام مزدوج، وليس للأغراض العسكرية فحسب”.
وأقرّ الجنرال ماكنزي بأن القواعد الجديدة في السعودية ستمنح المسؤولين العسكريين بدائل لعشرات القواعد التي تستخدمها الولايات المتحدة في أنحاء المنطقة، مثل ميناء الشعيبة في الكويت، وقاعدة العديد الجوية في قطر، التي أنشأت مراكز لوجستية عسكرية، يُنظر إليها على أنها عرضة للصواريخ الباليستية الإيرانية، بحسب مسؤولين.
وتأتي التصريحات الأخيرة، بعدما دانت الخارجية الأميركية، الأحد 24 يناير (كانون الثاني)، محاولة هجوم فاشل لجماعة الحوثي على الرياض، مؤكدة دعمها السعودية ضد الهجمات التي تستهدف أراضيها، ومحاسبة المتورطين في تقويض الاستقرار.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في بيان، إن بلاده تدين بشدة الهجوم الأخير على الرياض، موضحاً أن واشنطن تقوم بجمع معلومات عنه والذي يبدو أنه كان محاولة لاستهداف المدنيين.
وأكد برايس أن الإدارة الأميركية تعمل على تهدئة التوترات في المنطقة على أساس مبادئ الدبلوماسية، بما في ذلك إنهاء الحرب في اليمن، مضيفاً “سنساعد شريكتنا السعودية في الدفاع ضد الهجمات على أراضيها، ومحاسبة من يعمل لتقويض الاستقرار”.
وكانت واشنطن أرسلت تعزيزات عسكرية إلى السعودية عام 2019، بعد الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو، واتهمت الرياض إثرها إيران بالوقوف خلفها.
ويتمركز الآلاف من الجنود الأميركيين والمقاتلات النفاثة وغيرها من الأسلحة في قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، للرد على التهديدات الإقليمية من طهران.