الفن – رباعية «المتحدة» الاستثنائية فى رمضان – البوكس نيوز
البوكس نيوز – الفن – نتحدث اليوم حول رباعية «المتحدة» الاستثنائية فى رمضان والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول رباعية «المتحدة» الاستثنائية فى رمضان، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
عشنا وتربينا على أن الفقرة الترفيهية اليومية فى طفولتنا هى «الكارتون»، نتكدس أمام الشاشات، وتتحرك أنظارنا وعقولنا وقلوبنا مع الرسومات سريعة الحركة على الشاشة الصغيرة، فنخرج من واقعنا لنتقمص حكايات الشخصيات التى نراها، ونعيش عالما من الخيال نراه أمامنا ونتوحد مع تفاصيله، ونتعلم دون نصائح مباشرة، ونقلد من غير أن ندرك ذلك.
لطالما نادت التربية الإيجابية القويمة بالفعل لا النصح المباشر، بالنزول لمستوى تفكير الطفل لا إجباره أو توجيه تعليمات مباشرة له، فطفلك الصغير يحب الصلاة ويحرص عليها عندما يراك تصلى، ويكره التنمر عندما يجدك مسالما لا تحتقر أحدا، فالموقف يعلم الطفل أكثر من الكتب والتعليمات.. وهكذا تبدو مسلسلات الأنيميشن الأداة المثالية فى الأدوار التربوية، وقد تحققت فى الموسم الأخير عبر باقة أعمال مميزة طرحتها الشركة المتحدة.
عقيدة النبلاء طفل متزن واثق
النهج القويم والفكر المتطور، صارا عقيدة راسخة فى فكر الشركة المتحدة، إذ رأت أن تقدم للطفل المصرى منتجا هادفا يسعى لتربيته وتقويمه وتعليمه وتهذيبه، دون أن يقدم له نصيحة مباشرة، وفضلت أن تُنجز ذلك عبر إنتاج محتوى يُشبه الأطفال ليروا أنفسهم فيه، ويكون طبيعيا دون مبالغات، فالطفل قد يخطئ ثم يصيب، ويتعلم ويثابر، ويقع ويقوم وينجح، بتفاصيل طبيعية مقنعة ومن دون جمل ثقيلة أو شعارات رنانة، أو أفكار تغريبية لا تشبه مجتمعنا وقيمه، ولا تتناسب مع ثقافتنا وهويتنا وجذورنا الحضارية والأخلاقية. والطفل يدخل إلى العالم بذاكرة بيضاء وعقل على الفطرة، لذا يتأثر بكل ما يحيط به، ويُشبه الاسفنجة فى امتصاص القيم والسلوكيات بالمشاهدة والتجربة، ومن خلال الاقتداء بالأهل والأصدقاء ومن يتقاطعون معه اجتماعيا، ومن المهم أن تراعى مسألة التقليد فى وضع برامج وأساليب التربية، وما يطرح أمام الطفل من خلال مناهج الدراسة، والأنشطة والهوايات، والمحتوى المسلى والترفيهى والتربوى والتثقيفى، وكل ذلك يلقى مسؤولية مضاعفة على العاملين فى إنتاج محتوى الأطفال.
«المتحدة» تقدم البديل المفيد
لطالما تعطشنا فى السنوات الأخيرة لمحتوى يشبهنا ويُلائم أطفالنا، بعدما غزت المواد الغربية ومسلسلات الأنيميشن غير العربية الشاشات، فأصبح الطفل مقلدا لشخص لا يشبهه، يقتبس ثقافة لا تناسبه، فيصبح فردا منفصلا عن مجتمعه، لا يرتبط به ولا يشعر بالانتماء إليه، ويفتقد الهوية.
التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، شعار رفعته الشركة المتحدة، إيمانا منها بأهمية الطفل وثقافته وتنشئته السليمة، وحققته عمليا فى مسلسلات رمضان الكرتونية 2024، بمستوى عالٍ ويدعو للفخر فى محتواه وتفاصيله وجودة تنفيذه، وبتسليط الضوء على ثلاثة من أهم محاور التربية والتقويم، وتأسيس وبناء طفل مرتبط بثقافته وهويته، وتشمل: مسلسل سر المسجد الذى يتحدث عن التوعية الدينية، و«يحيى وكنوز 3» ويناقش قضية الهوية وحروب الوعى، و«نور والكوكب السعيد» عن البيئة والقيم الإيجابية المرتبطة بالحياة والمعاملات ومساعدة الآخرين، و«نورة» عن فتاة متميزة تسعى وراء تحقيق حلمها، وكلها موضوعات تُغذى القيم الإيجابية وتؤسس الطفل تأسيسا صحيحا على المستوى النفسى والعقلى.
خلطة «المتحدة» المنضبطة
تعمل الشركة المتحدة بمنطق واضح، ولغاية وطنية وتوعوية مُحكمة ومنضبطة، وقد امتلكت وصفة تفصيلية أقرب إلى خلطة النجاح المضمونة. عبر الاهتمام بمعيار الجودة فى الحكاية وكتابتها، وتحقيق عنصر التسلية والإمتاع، وصياغة الرسائل المطلوبة من خلال الدراما بعيدا عن الوعظ والمباشر، والأهم الارتقاء بمستوى الصورة وتنفيذ الجرافيك والموسيقى والتمثيل الصوتى.
وتغطى الأعمال شريحة عريضة من القيم والأفكار والموضوعات، ففى كل مسلسل تغطية شاملة لكل القضايا التى تقع فى نطاق فكرته الأساسية، كما أنه يتكامل مع بقية المسلسلات الأربعة، لتشكل خريطة الأنيميشن فى مسلسل رمضان بناءً واحدا متكاملا، فيه البُعد الدينى بجانب التاريخى، والأُسرى مع الشخصى، واهتمامات الأطفال عموما بجانب الاقتراب من عالم الفتيات تحديدا.
فى مسلسل سر المسجد، الهدف أن يتعلق الطفل بالمسجد، سعيا إلى ترسيخ القيم الروحية لديه وتهذيب نفسه وإعادة الاعتبار لفقه المعاملات دون تشدد أو تفريط. وبهذه الأفكار فإنه يحقق مفهوم الانضباط، كما يواجه التطرف والخطابات العشوائية التى يقدمها المتطرفون. وفى «يحيى وكنوز 3» تأكيد للهوية المصرية التى سعى البعض لتشويهها، من خلال حكاية طفلين يبحثان ويجولان لاكتشاف أصولهما وتاريخهما وهويتهما. أما مسلسل «نورة» فرسالته أن تعرف حلمك وتتمسك به وتسعى لتحقيقه رغم الصعوبات.
تأثير ناعم أقوى من 100 نصيحة
قد يتصور الآباء أن الفنون الموجهة للأطفال مجرد تسلية عابرة، ولا يعرفون الأثر الذى تتركه فى نفوس أبنائهم، وقدرتها على تقويم السلوك ودعم الجهود التربوية للأسرة والمدرسة، فالرسوم المتحركة جاذبة للأطفال، وتحقق انتقالا سلسا بين عالمى الواقع والخيال، فيتوحد الطفل مع الشخصيات والأحداث، ويكتسب القيم والرسائل الإيجابية ببساطة من خلال الصورة الجميلة والقصة الممتعة، فشخصية «نورة» مثلا ستكون محببة لأغلب الفتيات، بملامحها المصرية الجميلة وشعرها البنى وملابسها المتناسقة، حتى أنها ستبدو نموذجا تحب الفتيات الوصول إليه، وبالتبعية سيقتدين بها.
يقول تقرير نشره موقع gopius من واقع دراسات وأبحاث علمية، إن مسلسلات الرسوم المتحركة الهادفة التعليمية تُعزز الصحة العقلية للطفل، ومهاراته الإدراكية، كما تُنشط الحواس بما يترك أثرا إيجابيا على الاستيعاب والقدرات الذهنية والمهارات، بفضل كفاءة المدخلات الحسية وثرائها، ويوضح التقرير أن الرسوم المتحركة لها دور أيضا فى تقليل الضغط النفسى على الأطفال، وتحسين المزاج، فضلا على أهميتها التربوية باعتبارها واحدة من الوسائل السهلة والفعالة فى تبسيط المفاهيم والأفكار وتقريبها لعقل الطفل.
وأضاف أن الدروس الأخلاقية وحب الوطن والقيم الحميدة التى تقدمها الرسوم المتحركة أمر فى غاية الأهمية، إذ تعزز ميول الطفل المهارية والفنية والإبداعية، وتلهمه أفكارا جيدة وتساعده على التفكير والتعبير، كما تُحفز وظائفه الإدراكية وذكاءه المعرفى والاجتماعى.
أطباء: النفسية محتاجة كارتون
عن أهمية مسلسلات الكارتون، يقول الدكتور عادل سلطان، استشارى الأمراض النفسية بكلية طب قصر العينى، إن محتوى الأنيميشن الهادف بمثابة الملاذ للطفل من أجل التثقيف والمتعة وتنشيط الخيال، مضيفا: «تجمع العائلة والأطفال حول مسلسل كارتون هادف نظيف أصبح من أهم المتطلبات، لأنه يخلق تواصلا اجتماعيا بين أفراد الأسرة، ويُحسن صحته النفسية ويجعله متوازنا على المستوى الاجتماعى والنفسى والسلوكى، بفضل إغنائه بالمتعة والترفيه، وتمتعه بجو عائلى سليم وداعم ويُشاركه فى الاهتمامات واللحظات المبهجة».
وشدد على أن الطفل الذى يحصل على جرعة سليمة من المحتوى الدينى والفكرى والثقافى، ويتشبع بالثقافة السليمة، يكون فى مأمن من أية اضطرابات نفسية أو صعوبات اجتماعية، ناصحا بضرورة تعزيز ثقافة الطفل وسلامته نفسيا وعقليا، من خلال مشاركته فى أنشطته واهتماماته، ومواكبة المحتوى الذى يتابعه ومناقشته فيه، من أجل تقوية إمكاناته الحوارية وتعزيز سلامه النفسى واتزانه العقلى والاجتماعى.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.