الفن – مارتن سكورسيزى.. فلسفة أنا الجمهور وشغب الحى الإيطالى يصنعان مجده – البوكس نيوز
البوكس نيوز – الفن – نتحدث اليوم حول مارتن سكورسيزى.. فلسفة أنا الجمهور وشغب الحى الإيطالى يصنعان مجده والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول مارتن سكورسيزى.. فلسفة أنا الجمهور وشغب الحى الإيطالى يصنعان مجده، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
“عندما أصنع فيلما، أنا الجمهور” مقولة شهيرة للمخرج مارتن سكورسيزي صاحب العديد من الشرائط السينمائية المميزة، والفائز بالعديد من الجوائز السينمائية المرموقة، توضح هذه الجملة فلسفته في صنع أفلامه، وكيف تعبر عن ذاته، وتتجمع فيها خزائن ذاكرته السمعية البصرية لصياغة قصص وحكايات تعرض على الشاشة الكبيرة، ويتعلق بشخصياتها الجمهور.
نتيجة النجاح الكبير والمسيرة الفنية الممتدة لـ سكورسيزي، حرصت إدارة مهرجان برلين السينمائي على تتويجه، بمنح المخرج جائزة الدب الذهبي الفخري، ضمن فعاليات الدورة الـ74 للمهرجان السينمائي الشهير، في اعتراف وتقدير من المهرجان بإنجازات المخرج البالغ من العمر 82 عاما، والذي عشق الفن السابع، منذ طفولته في الحي الإيطالي Little Italy بمدينة نيويورك، ذلك الحى الذى وصفه بعد ذلك بأنه كان مصدر إلهامه فى العديد من الأفلام.
مارتن سكورسيزى ذو الأصول الإيطالية ولد عام 1942، وجاءت عائلته من باليرمو، صقلية، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتعلق بفن السينما، وحرص على دراسته، وحصل على درجة البكالوريوس في الاتصالات السينمائية عام 1964، ثم حصل على درجة الماجستير في نفس المجال عام 1966 من كلية السينما بجامعة نيويورك.
عرف المخرج الشاب وقتها طريقه إلى الجوائز منذ بدايته إذ أنتج وقتها العديد من الأفلام القصيرة الحائزة على جوائز منها The Big Shave (1967)، وأخرج فيلمه الطويل الأول Who’s That Knocking at My Door (1967).
مارتن سكورسيزي
نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى التحدث والاستماع إلى بعضنا، وفهم كيف نرى العالم، والسينما هي أفضل وسيلة للقيام بذلك.. جملة شهيرة للمخرج المُكرم مؤخرا بمهرجان برلين السينمائي، تؤكد أنه دائما يعتبر السينما وسيلة التواصل مع الآخر، الأمر الذي أكد عليه في خطابه لحظة تسلمه تكريمه بالمهرجان قائلا: العمل الذي نؤديه شكل فردي يعد جزء من محادثة مستمرة لا نهاية لها في نهاية المطاف.
هذا التواصل يحرص سكورسيزي على أن يبقيه مستمرا، لذا فإن داخله باستمرار خطط لمشاريع فنية مستقبلية، إذ ألمح المخرج خلال حفل تسلمه الجائزة أيضا إلى أنه يخطط للعودة مرة أخرى إلى برلين وربما بد عامين، قائلا: يبدو أنني سأظل دائما أرغب في التقاط الصور.
مارتن سكورسيزي في كواليس فيلم Taxi Driver
أفلام سكورسيزي
عام 1968 فاز المخرج براين دي بالما بجائزة الدب الفضي عن فيلمه Greetings، هذا الحدث الذي وصفه سكورسيزي بنقطة التحول الحقيقية بالنسبة لجيله وجميع من كان يعمل بميزانية منخفضة في أمريكا، لا سيما في هوليوود. وقال سكورسيزي عن ذلك: “كانت الأفلام المستقلة منخفضة الميزانية نادرة جدًا في أمريكا في ذلك الوقت، وساعدت في فتح الطريق أمام صانعي الأفلام مثل جيم ماكبرايد وفيل كوفمان، والاستوديوهات بدأت تأخذنا على محمل الجد.
ومن جملته المشهورة أنا الجمهور، صاغ أحد المخرجين تأثيرا فى السينما العالمية حكاياته الفنية، متأثرا بنشأته وسط حي عنيف في الجانب الشرقي من مانهاتن، حتى أن أفلامه تحكي عن العنف حيثما وجد، متوغلا داخله، ليصيغ حكايته بصدق، مثلما فعل في فيلمه الأخير Killers of the Flower Moon “قتلة زهرة القمر” الذي حجز مكانه بقوة في موسم الجوائز، ويحكي الفيلم قصة تاريخية حقيقية، وقعت في عشرينيات القرن الماضي عن تعرض شعب قبيلة أوسيدج بالغرب الأوسط من السهول الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية للقتل على أيدي جماعات شريرة من المجتمع الأمريكي، التي ارتكتب مجازر طمعًا في ثروات القبيلة، حيث كانت تعيش فوق أرض مليئة بالثروات الطبيعية.
وحول ذلك العمل قال سكورسيزي في تصريحات صحفية سابقة إن هناك أمور كثيرة حول تاريخ البشر وأنفسهم يجب أن يٌحكى، وعدم فعل ذلك لا يُعني أنها ستختفي.
Mean Streets
المخرج الحائز على الأوسكار سبق أن ناقش موضوعات تتعلق بالعنف عبر شرائط سينمائية سابقة، ومنها فيلم Mean Streets (1973)، الذي يعد نظرة جريئة للحياة في الحي الإيطالي الصغير، فالفيلم الذي تولى بطولته روبرت دي نيرو تدور قصته حول رجل عصابات كاثوليكي متدين، يجب عليه أن يوفق بين رغبته في السلطة، ومشاعره تجاه حبيبته المصابة بالصرع، وإخلاصه لصديقه المزعج.
ترك سكورسيزي بصمته على هوليوود بينما تخلص في الوقت نفسه من العديد من تقاليدها ومنها ما يتعلق بالميزانية المرتفعة التي تخلى عنها مكرسا نفسه لميزانية أصغر، فهو يصنع أفلاما تعبر عن رؤيته الخاصة، بلغت نحو 27 فيلما روائيا وأكثر من 12 فيلما وثائقيا.
مارتن سكورسيزي وليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيور
وما يميز المخرج الأمريكي من أصل إيطالي قدرته على الحصول على أفضل أداء من نجوم أفلامه، ومنهم المفضلين لديه روبرت دي نيرو الذي تعاون معه في أفلام عدة منها فيلمه الشهير المتوج بالجوائز Taxi Driver الصادر عام 1976، و The King of Comedyعام 1982، وأيضا ليوناردو دي كابرويو في أفلام منها فيلم الإثارة والغموض Shutter Island ، و The Wolf of Wall Street، قبل أن يجمع الاثنين معا في تحفته السينمائية الجديدة “قتلة زهرة القمر”.
المخرج الذي يؤمن بأن السينما هي “ما يوجد في الإطار وما هو خارجه” وأنه ليس هناك شيئا بسيطا بل إن الأسلوب البسيط هو الأصعب، توج بالعديد من الجوائز في مشواره الفني منها الأوسكار وجائزتي جولدن غلوب وجائزتي بافتا، بالإضافة إلى جائزة أخرى من نقابة المخرجين الأمريكية، كما أنه أحد مؤسسي مؤسسة السينما العالمية، وسبق أن حصل على وسام الفيلق الفرنسي وسام الشرف عام 1987، وأيضا هو رئيس مؤسسة الفيلم، وهي مؤسسة غير ربحية مكرسة للحفاظ على المواد السينمائية المتدهورة.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.