“أطهو الطعام وأتناوله وأنا نائم”.. هل يحدث هذا الأمر فعلاً مع بعض الأشخاص؟
البوكس نيوز – رياضة – نتحدث اليوم حول “أطهو الطعام وأتناوله وأنا نائم”.. هل يحدث هذا الأمر فعلاً مع بعض الأشخاص؟ والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول “أطهو الطعام وأتناوله وأنا نائم”.. هل يحدث هذا الأمر فعلاً مع بعض الأشخاص؟، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
الدكتور وليد هندي “هذا الاضطراب شائع عند النساء وبالأخص ممن دون الـ20 سنة”
يقوم في الليل.. يطهو الطعام ويتناوله.. ثم يعود للنوم.. وعندما نسأله في الصباح عما فعله الليلة الماضية لا يتذكر! هل حقاً هناك أشخاص يحدث معهم هذا الأمر؟
حالة “اضطراب الطهي المرتبط بالنوم”، هي حالة نادرة من نوعها تصيب القليل من الناس، ولكن ما أسباب حدوثها؟ وهل هي معنية بالأكل فقط أم أن هناك أموراً أخرى أيضاً يقومون بها ولا يتذكرونها؟
اضطراب الطهي المرتبط بالنوم.. ما هو؟
قال استشاري الصحة النفسية، الدكتور وليد هندي خلال حديثه مع العاصفة نيوز إن اضطراب طهي الأكل المرتبط بالنوم “SRED” هو اضطراب نفسي شهير، وهو نوع من أنواع الباراسومنيا “سلوك غير طبيعي يحدث أثناء النوم”.
وأضاف هندي أن هذا الاضطراب يعد أحد اضطرابات النوم المهمة، حيث يستيقظ الشخص المصاب به من النوم ليلاً دون أن يكون واعياً بذلك، يطهو الطعام ويتناوله، وفي اليوم التالي يجد الأطباق والملاعق وأدوات الأكل كلها موجودة في المطبخ، ولا يتذكر أبداً أنه هو من قام بذلك.
الأعراض والملامح النفسية
هناك العديد من الأعراض التي تظهر على الشخص المُصاب وتؤكد إصابته بهذا النوع من الاضطراب، حسبما أوضح استشاري الصحة النفسية، ومنها:
- أن لا تستغرق عملية طهي وتناول الطعام أكثر من 10 دقائق.
- يقوم الشخص المُصاب بإعداد وطهي أنواع معينة من الأكل كالحلويات والوجبات الخفيفة.
- لا يستطيع المُصاب السيطرة على نفسه عند قيامه بهذه الأمور.
- يحدث الاضطراب على شكل نوبات متكررة “يمكن أن تحدث لأكثر من مرة باليوم”.
الأسباب
حول أسباب الإصابة بـ”حالة اضطراب الطهي المرتبط بالنوم”، قال الدكتور وليد هندي أن هناك أسباباً عديدة تؤدي للإصابة بهذا النوع من الاضطرابات، منها:
- أن يكون الشخص مُصاباً بأي من أنواع اضطرابات النوم الأخرى، مثل: اضطراب تململ الساقين أو اضطراب حركة الأطراف الدورية أو توقف النفس أثناء النوم أو إيقاع النوم أو الاستيقاظ غير المنتظم.
- تناول الشخص لأدوية المهدئات والمنومات التي تستهدف علاج الأرق بشكل مفرط دون معرفة آثارها الجانبية.
- متلازمة الإجهاد، أي عندما يكون الشخص مجهداً ومرهقاً، فلا يشعر بما يحدث حوله وينام من شدة التعب.
- مشكلة الأرق.
- شرب الكحول وتعاطي المخدرات.
- تدخين السجائر والإقلاع عنها فجأة.
- اتباع الشخص لنظام غذائي قاسي لفقدان الوزن.
ما مدى خطورته؟
أوضح هندي خلال حديثه مع العاصفة نيوز، أن خطورة هذا الاضطراب تكمن بأنه في كثير من الأحيان، لا يكون الشخص المُصاب مستوعباً لما يقوم بإعداده من طعام، حيث يضع أحياناً الحلو على المالح، وممكن نتيجة أكل الحلويات أن يصاب بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، ولا يتوقف الأمر على هذا وحسب، بل يمكن أن يأكل الشخص أطعمة منتهية الصلاحية، مثل التونة المعلبة أو نوع جبنة منتهية الصلاحية أو رغيف خبز متعفن عليه بكتيريا.
ولذلك فإن من مخاطر حالة اضطراب الطهي المرتبط بالنوم أنه يعرّض الشخص للإصابة بالسموم، ونظراً لعدم وعيه بما يحدث حوله أيضاً، يمكن أن يصيب نفسه بأضرار جسدية، مثل: أن يحرق نفسه وهو يشعل النار لطهي الطعام أو يجرح يده بينما يفتح علبة التونة وما إلى ذلك.
ما هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة به؟
وأكد استشاري الصحة النفسية أن هذا الاضطراب شائع عند السيدات ولا سيما ممن دون الـ 20 سنة، وبصفة عامة، تبلغ نسبة الإصابة به عند السيدات 70%، وقد وجد الخبراء بالدراسات المقارنة أيضاً أن السيدات من سن 22 إلى 29 سنة يصبن بهذه الحالة أكثر من الرجال بنسبة 65-80%.
ونظراً لأن أحد أسباب الإصابة بهذا الاضطراب هو “اتباع الشخص لنظام غذائي قاسي لفقدان الوزن”، والنساء هن أكثر من يعانين مما يسمى باضطراب “تشوه صورة الجسم” حسب المؤشرات، فهذا يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بحالة اضطراب الطهي المرتبط بالنوم.
العلاج والحلول
أما عن طرق علاج اضطراب الطهي المرتبط بالنوم، أوضح الدكتور وليد هندي أن أحد العلاجات التي يتم استخدامها لمثل هذه الحالات هي الأدوية “بجرعات خفيفة”، مثل أدوية الاكتئاب التي تحسّن السلوك عامةً، والأدوية التي تساعد على تحسين جودة النوم والمزاج العام، وقال استشاري الصحة النفسية “عند ذهابي إلى إيطاليا، وبالتحديد لمدينة بولونيا، رأيت حالةً تعاني من هذا الاضطراب كنت قد عرفتها من أحد أصدقائي الأطباء، ووجدت حينها أن الناس هناك يتعالجون من هذا الاضطراب فعلاً عبر الأدوية”.
وأضاف هندي أن هناك علاجاً بيئياً وسلوكياً للشخص المصاب أيضاً، والذي يتمثل في الآتي:
- مراقبته ممن حوله وهو نائم ليلاً، بحيث يعدّلون مساره أو ينبّهونه ويصحّوه بلطف عندما يقوم بهذا الأمر.
- قفل باب المطبخ أو إغلاق الثلاجة في الليل.
- إبعاد كل ما يمكن أن يؤذي المُصاب من طريقه.
- أن يكتب المُصاب مذكّراته اليومية وما حدث معه من أمس إلى اليوم.
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب تعاطي المخدرات وشرب الكحول.
- التقليل من التوتر وتعلم طرق الاسترخاء والتأمل.
- التقليل من شرب الكافيين لتحسين جودة النوم.
الجدير بالذكر أن هناك 14 نوع آخر من اضطرابات النوم، كاضطراب المشي أثناء النوم أو التحدث أثناء النوم أو هلع النوم أو الجاثوم وما إلى ذلك، واضطراب طهي الأكل المرتبط بالنوم هو النوع الخامس عشر، ويعد الأخطر من بينهم، حيث يوصي الدكتور وليد هندي المُصابين بهذا الاضطراب بضرورة علاجه وأن لا يتم الاستهانة فيه أبداً، وأن يستشيروا الطبيب حال معرفتهم بذلك فوراً.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.