مدخل:
إن ما حققه الأخ الرئيس من مكانة متفردة ليس من فراغ بل نتاج تجربة أكتسبها من معايشته للأحداث منذ انهيار دولة الجنوب المدنية على يد قوى القبيلة اليمنية الإرهابية في بداية التسعينات وإدراكه لما أحدث هذا الانهيار من صدمة مدوية للعقل الجنوبي أفاقته من سباته العميق ونقلته من فضاء الرؤية الرومانسية إلى رحاب الرؤية الواقعية الملموسة.
كما كان لمرارة الهزيمة التي ألمت بالجنوبيين في صيف 1994م أثرا عميقا في صناعة الشخصية المقاومة للأخ الرئيس ولهذا أدرك الكل بأن الحل يكمن في طرد الاحتلال اليمني بنفس الوسيلة التي احتل فيها الجنوب إلا أن هذه المهمة الجسيمة تحتاج إلى فعل ثوري منظم وهذا يتطلب ولادة بطل جنوبي ثائر يكن في مقدمة هذا الفعل الجسيم ليكسر حاجز الخوف ويستنهض الإرادات الجمعية ويخلق ثقافة القناعة بالتضحية فأصبح الكل منتظر بشوق قدوم ذلك البطل المنقذ ومتى؟ وكيف ستتشكل مكانته وتسمو إلى مستوى قيادة الفعل الثوري المسلح؟
وانطلاقا من كل ذلك أدرك الرئيس الزبيدي ومنذ وقت مبكر حقيقة ثورية مشهورة مفادها (أن القيادات في الثورات لا تصنعها الغرف المعطرة بل تصنعها الأحداث الملتهبة على الأرض) ولأنه انطلق من ساحات النضال الملتهبة فمسيرته النضالية للوصول إلى مراكز القرار الدولية لم تكن معبدة بالورود بل كانت طريقا شائكة محفوفة بالمخاطر ومع ذلك شق طريقه بصبر وحكمة وتروي مساهما وبقوة في صناعة الفعل الثوري التصاعدي الذي من خلاله تشكلت شخصيته القيادية بوساطة الأحداث الساخنة التي خاضها بجسارة متجاوزا كل أصوات النشاز وهذا من أهم أسباب نجاحه دوما وإذا ما نظرنا إلى مجمل تلك الأحداث الجسيمة التي صقلت شخصية الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وجعلت منه هامة وطنية متفردة سنجدها في (نقاط البحث) على النحو الآتي:
1- الرئيس الزبيدي وحركة حتم لتقرير مصير الجنوب
ما بين قلق الشارع الجنوبي وسعادة قوى الاحتلال اليمني لعدم تمكن الجنوبيين من تبني فعل ثوري مقاوم لتحرير واستقلال الجنوب حينها فاجئ الرئيس الزبيدي الجميع بإعلانه قيام حركة حتم لتقرير مصير الجنوب بالكفاح المسلح بقيادته في العام 1996م بهدف استعادة الدولة الجنوبية لتستعيد دورها في حماية المصالح العربية والإقليمية والدولية التي انهارت بانهيارها ولن تعود إلا بعودتها لينهض المحبطون للتشكيك بعدم قدرة حتم في المواجهة المسلحة إلا أن حتم نفذت مشروعها بامتياز فأزعج ذلك قوى الاحتلال اليمني وسقطت حجج المشككين وارتفعت مكانة الأخ الرئيس
2- الرئيس الزبيدي ومشروع التصالح والتسامح الجنوبي
اشتغل الاحتلال اليمني على إشكاليات الماضي الجنوبي بهدف خلق حالة من الإحباط لدى الشارع الجنوبي لكنه صدم عندما فاجئ الرئيس الزبيدي وكل القيادات (العالم أجمع) التبني لمشروع التصالح والتسامح الجنوبي وكان للأخ الرئيس دور كبير ومميز بحكم وجوده كقوة منظمة في حركة حتم مما جعله مرجع للكل ومع ذلك بادر المشككون في فشل هذه المهمة إلا أنها نجحت بامتياز وحينها جن جنون قوى الاحتلال وسقطت حجج المشككين ومنح الأخ الرئيس ورفاقه وكل القيادات مكانة مشرفة عند الجماهير الجنوبية .
3- الرئيس الزبيدي وثورة الجنوب السلمية
ما بين حالة الإحباط الجنوبي وارتياح قوى الاحتلال اليمني
لعدم تمكن الجنوبيين من تفجير ثورة جنوبية تحررية عامة تفاجئ الكل حين تمكن الأخ الرئيس ورفاقه وكل القوى الجنوبية من إعلان الثورة السلمية الجنوبية لتحرير الجنوب وعزز من قيمة هذه التجربة لما لها من فرادة على المستوى الإقليمي والدولي كونها تشتغل على الضغط السلمي بدلا من الاشتغال على آلة الموت وهذا ما يفضله النظام العالمي الجديد في كثير من التجارب ومع ذلك شككت القوى المأزومة من تجاوب كل الجنوبيين مع الثورة السلمية إلا أن الكل تجاوب وبقوة وهنا قامت الدنيا ولم تقعد بقوى الاحتلال اليمني وسقطت مراهنات المشككين وهو ما عزز من مكانة الأخ الرئيس وكل القيادات الجنوبية التي شاركت في تفجير الثورة السلمية الجنوبية .
4-الرئيس الزبيدي والشراكة مع التحالف لطرد الحوثيين
عمل الاحتلال اليمني على تشويش المشهد السياسي جنوبيا لخلق حالة من الإحباط في الشارع الجنوبي بهدف تعطيل عملية الانخراط الشعبي في صفوف المقاومة المسلحة لطرد الحوثيين على اعتبار أن ثورة الجنوبيين سلمية وليست عسكرية وحينها تفاجئ الجميع بإعلان الرئيس عيدروس ورفاقه في كل القوى الجنوبية بالانخراط المباشر في عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لطرد الحوثيين وما يميز الأخ الرئيس أنه كان أكثر جاهزية للقتال لامتلاكه قوة عسكرية منظمة ومدربة ومنضبطة منذ أيام النضال السلمي وهو ما حدث بالفعل عندما تمكن وقواته إلى جانب كل القوى الجنوبية الجاهزة عسكريا من التصدي للغزو الحوثي للجنوب بل والتمكن من تحرير جبهة الضالع قبل وصول قوات التحالف العربي والتحرك لتصفية عدن من عصاباتهم وخلاياهم النائمة وملاحقتهم إلى أوكارهم اليمنية ، إلا أن المشككين خونوا وقللوا من النجاح ورغم ذلك نجحت وبقوة وهذا ما أزعج قوى الاحتلال اليمني وسقطت حجج المشككين وهنا ارتقت مكانة الرئيس عيدروس وكل القيادات الجنوبية التي شاركت بطرد القوات الحوثية من الجنوب.
5-الرئيس الزبيدي والشراكة مع الشرعية ضد الحوثيين
ما بين حالة اليأس التي عمت الشارع الجنوبي وتشفي قوى الاحتلال اليمني بفعل هيمنة القاعدة على عدن ومحاولة تحويلها إلى إمارة إسلامية ولاسيما بعد تمكنها من اغتيال الكثير من القيادات الجنوبية وعلى رأسها الشهيد القائد جعفر محمد سعد محافظ محافظة عدن حينها تفاجئ الجميع بقرار الأخ الرئيس القائد عيدروس ورفيقه الأخ القائد شلال علي شائع بركوب قارب الموت من أجل الجنوب حين قبل الأخ الرئيس عيدروس بشغل منصب محافظ محافظة عدن والقائد شلال علي شائع قبل بشغل مدير أمن عدن مدركين برؤية استباقية بأن محاربة الإرهاب لن تتم إلا بسلاحين سياسي وعسكري فكان لهما ذلك من خلال انخراطهما بالشرعية وبمشروعهم الجنوبي بهدف الإثبات للداخل والخارج بأن القوات الجنوبية هي وحدها القادرة على محاربة الإرهاب ورغم ذلك بث المشككون كعادتهم إشاعات تخوينية خبيثة وراهنوا على عدم جدوا هذه المهمة إلا أن القائدين اثبتوا نجاحهما وحققوا للجنوب ما لم يكّن بالحسبان حين تم القضاء على القاعدة في عدن بعد تضحيات جسيمة جرَّى العمليات الإرهابية التي استهدفت الكل وعلى رأسهم القائدين عيدروس وشلال في عدة عمليات إرهابية ومع ذلك بادر المحبطون بالتخوين والتقليل من أهمية هذه الخطوة إلا أنها نجحت وبقوة فأزعج ذلك النصر قوى الاحتلال الإرهابية وأسقطت مراهنات المشككين وارتفعت مكانة عيدروس وشلال داخليا وخارجيا .
6- الرئيس الزبيدي وتشكيل القوات المسلحة الجنوبية
حاول الاحتلال اليمني تيئيس الشارع الجنوبي عن استحالة امتلاك الجنوب لقوة عسكرية وأمنية منظمة يتعامل معها التحالف رسميا وحينها سرعان ما فاجئ الرئيس عيدروس ورفيقه القائد شلال الكل بتأسيس قوة عسكرية وأمنية جنوبية رسمية منظمة لمكافحة الإرهاب بعد أن اقتنع التحالف العربي والدول الكبرى بأن الجيش اليمني مخترق من قبل قوى الإرهاب الحوثية والإخوانية وإن لا حل إلا بتأسيس قوة عسكرية وأمنية خالية من عصابات الإرهاب ولا يوجد أفضل من القوات الجنوبية ورغم ذلك بث المشككون سمومهم بين العامة مقللين من أهمية نجاح هذه المهمة إلا أنها نجحت وبقوة فأزعج هذا المنجز قوى الاحتلال الحوثية والإخوانية وسقطت حجج المشككين وارتفعت المكانة القيادية للأخ الرئيس والقائد شلال.
7-الرئيس الزبيدي والتفويض الشعبي لتشكيل حامل سياسي
عمل الاحتلال اليمني وبقوة على خلق حالة من الإحباط في صفوف الشارع الجنوبي عن استحالة إجماع القيادات الجنوبية على قيام حامل سياسي للثورة الجنوبية وحينها فاجئ الرئيس عيدروس الكل في الدعوة لتشكيل حامل سياسي للحفاظ على كل منجزات الثورة السلمية والمقاوماتية وعليه سرعان ما بادر شعب الجنوب العظيم بكل شرائحه المذكورة إلى تفويض الرئيس عيدروس علنا في يوم الرابع من مايو 2017 عبر مليونية شعبية شاركت فيها معظم القوى ولم تعترض أي جهة معينة مانحة إياه الصلاحية الكاملة في تشكيل حامل سياسي برئاسته لكل وبكل أبناء الجنوب لقيادة النضال الجنوبي حتى استعادة الدولة المدنية الجنوبية الفدرالية ، ومع ذلك لم يبخل المحبطون من التشكيك في نجاح هذ المشروع إلا أنه نجح وبقوة فأزعج ذلك قوى الاحتلال اليمني وأسقط من مزاعم المشككين وبهذه الخطوة صعّدت الجماهير الثائرة من مكانة الأخ الرئيس القيادية وأكسبته مكانة متميزة لدى التحالف العربي وفي المنطقة والعالم أجمع
8- الرئيس الزبيدي والدعوة إلى حوار جنوبي جنوبي مفتوح
ما بين حالة الحزن في الشارع الجنوبي وتشفي قوى الاحتلال اليمني لعدم اتساع مساحة الحوار الجنوبي الجنوبي حينها فاجئ الرئيس عيدروس الكل في الدعوة إلى حوار جنوبي جنوبي مفتوح وعلى مبدأ من لم يأتينا سنذهب إليه لأن الجنوب لن يكون إلا لكل وبكل أبنائه ،ومع ذلك لم تنجُ هذه الخطوة كغيرها من التشكيك بنجاحها إلا أنها نجحت بامتياز فانزعجت قوى الاحتلال اليمني من ذلك وسقطت مراهنات المشككين وهنا ارتفعت مكانة الأخ الرئيس وتعززت قيمتها في الداخل والخارج .
9-الرئيس الزبيدي والشراكة مع تحالف العالم ضد الإرهاب
عمدت قوى الاحتلال اليمني إلى بث الدعايات الخبيثة بين صفوف الجنوبيين بأن قوى الإرهاب قد استوطنت الجنوب ومن الصعب القضاء عليها وحينها فاجئ الرئيس الكل كعادته بتشكيل قوى جنوبية خاصة لمحاربة الإرهاب في سياق الشراكة العالمية والانطلاق لتصفية خلاياهم وملاحقتهم إلى أوكارهم في كل شبر جنوبي بهدف حماية المصالح الجنوبية والعربية والإقليمية والدولية ومع ذلك راهن المشككين على عدم قدرة القوات الجنوبية في اجتثاث الإرهاب إلا أن القوات الجنوبية نجحت ولا زالت وبقوة فأزعج ذلك قوى الاحتلال اليمني الحوثية والإخوانية وسقطت حجج المشككين وتعززت مكانة الرئيس القيادية.
10-الرئيس الزبيدي وشراكة المناصفة بالرئاسة والحكومة
حاول الاحتلال اليمني خلق حالة من الإحباط عند الجنوبيين بأن المجلس الانتقالي لا يستطيع أن يتحرك إلا في مساحة داخلية ضيقة وحينها فاجئ الرئيس الزبيدي الكل بالقرار الاستراتيجي الذي اتخذه المجلس الانتقالي برئاسته في الموافقة على الدخول في شراكة مناصفه بالرئاسة والحكومة مع الشرعية وفق اتفاقية الرياض وبمباركة إقليمية ودولية مشيرا إلى أن ذلك سيكون له ثمن محدود لكن فوائده كبيرة جدا لقضية شعب الجنوب سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيدين الإقليمي والدولي ورغم أهمية هذه الخطوة ألا أن المشككين كعادتهم خونوا وقللوا من أهمية هذه الخطوة الهامة ومع ذلك نجحت نجاحا ساحقا وهو ما أزعج قوى الاحتلال اليمني وأربك المشككين وعزز من مكانة الرئيس القيادية.
11- الرئيس الزبيدي وتمثيل الجنوب في الأمم المتحدة
لم يعد الاحتلال اليمني قادرا على تحمل النجاحات التي يحققها الرئيس عيدروس يوميا لهذا سارع إلى محاولة التقليل من جهود الأخ الرئيس وبث الدعايات المحبطة عن محدودية سلطة الرئيس عيدروس وحينها فاجئ الرئيس عيدروس الكل بمشاركته في الجلسة 79 للأمم المتحدة بطريقة مغايرة لما حدث في الجلسة السابقة ولاسيما حين خاطب قادة العالم أجمع بعدالة قضية شعب الجنوب من أعلى منبر للقرار العالمي وبشكل رسمي لأول مرة منذ احتلال الجنوب في العام 1994 م مؤكدا على أحقية التعامل الدولي مع قضية شعب الجنوب في إطار تفاوضي خاص وفقا واتفاقية الرياض التي رعتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتحت إشراف إقليمي ودولي وعلى إثرها سرعان ما بادر المزايدون مخونين ومحبطين ومقللين من أهميتها إلا أنها تمت بنجاح ساحق وعلى إثرها قامت قيامة قوى الاحتلال الحوثية والإخوانية وسقطت حجج المشككين وتعززت كثيرا المكانة القيادية للأخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
*باحث أكاديمي ومحلل سياسي.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.