بلوشستان تصرخ من أجل الحرية ضد قمع باكستان

بلوشستان تصرخ من أجل الحرية ضد قمع باكستان

البوكس نيوز – رياضة – نتحدث اليوم حول بلوشستان تصرخ من أجل الحرية ضد قمع باكستان والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول بلوشستان تصرخ من أجل الحرية ضد قمع باكستان، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.

ترجمة عدنان علي
الارتفاع الأخير في اعمال العنف في مختلف انحاء بلوشستان، حيث فقد 70 شخصا حياتهم في غضون أيام قليلة، انما يؤكد على حقيقة قاتمة. ان شعب هذه المقاطعة الغنية بالموارد والفقيرة في جنوب غربي باكستان يتعرض لدفع نحو حافة الهاوية من قبل دولة خذلتهم. ان الهجمات التي ينفذها المتمردون البلوش هي مظهر مأساوي لتمرد كان يغلي لعقود من الزمان. وهذا التمرد ولد من اليأس والإحباط والرغبة بالحرية والخلاص من القمع. ولسنوات كانت المقاطعة مسرحا لصراع حيث قاتلت مجموعات مسلحة مختلفة، وأبرزها جيش تحرير بلوشستان، ضد ما يرون انه استعمار لأرضهم من قبل باكستان.
إن الهجمات على المدنيين، بما في ذلك المذبحة الأخيرة التي راح ضحيتها 23 شخصاً في منطقة مساخيل، بغيضة ولابد من إدانتها بشكل لا لبس فيه. ولا يمكن تبرير العنف، وخاصة ضد الأبرياء، كوسيلة لتحقيق غاية. ومع ذلك، فإن ارتفاع مثل هذه الحوادث ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي وباكستان نفسها. إن هذه الانفجارات العنيفة ليست جذر المشكلة؛ بل هي أعراض لقضية أعمق كثيراً وهي قضية لا يمكن حلها بالقوة العسكرية وحدها.
بلوشستان، على الرغم من مواردها الطبيعية الهائلة، تظل واحدة من أفقر المناطق في باكستان. والثروة المتولدة من حقول الغاز والمعادن والموارد الأخرى تتدفق إلى حد كبير خارج المقاطعة، فتستفيد منها الحكومة المركزية والمناطق الأخرى بينما تترك بلوشستان فقيرة. ويتفاقم هذا الاستغلال الاقتصادي بسبب التهميش السياسي. لطالما شعر شعب بلوش بالاستبعاد من أروقة السلطة، حيث طغت أصواتهم على أصوات الجماعات العرقية الأكبر والأكثر هيمنة في البلاد. لقد كان رد الدولة الباكستانية على دعوات بلوشستان للحكم الذاتي والعدالة قاسياً. فقد تعرضت المقاطعة لحملة عسكرية قاسية، حيث اتُهمت قوات الأمن بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاختفاء القسري والتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء. وقد وثقت جماعات حقوق الإنسان هذه الانتهاكات على نطاق واسع، ولكن لم يكن هناك سوى القليل من المساءلة.
إن موجة العنف الأخيرة، بما في ذلك عمليات القتل المستهدفة على الطرق السريعة وتدمير البنية الأساسية الحيوية، هي إشارة واضحة إلى أن الوضع يخرج عن نطاق السيطرة. إن تحذير جيش تحرير بلوشستان للمدنيين بتجنب الطرق السريعة يشير إلى مستوى اليأس بين المتمردين، الذين لا يرون أي وسيلة أخرى لجذب الانتباه إلى قضيتهم. وفي إدانتها لهذه الهجمات، وصفت وزارة الداخلية الباكستانية القتلى بأنهم “مواطنون أبرياء”، ولكن هذا السرد يتجاهل الواقع المعقد على الأرض، حيث أصبحت الخطوط الفاصلة بين المسلحين والمدنيين، والمضطهدين، غير واضحة بشكل متزايد.
لقد غض المجتمع الدولي الطرف الى حد كبير عن انتهاكات حقوق الانسان التي تحدث في بلوشستان، وركز بدلا من ذلك على الاهمية الستراتيجية لباكستان في المنطقة. ان العمليات العسكرية والمزيد من القمع لن يؤدي الا الى توليد المزيد من الاستياء مما يؤدي الى المزيد من العنف. بالنسبة لباكستان فقد حان الوقت للاعتراف بان تمرد البلوشستان ليس مجرد مشكلة امنية بل هو مشكلة سياسية يجب على الدولة الانخراط في حوار مع زعماء ومتمردي بلوش ومنحهم مقعدا على الطاولة حيث يمكن التفاوض على مستقبل بلوشستان سلميا.
بالنسبة للشعب البلوشي فان النضال من اجل الحرية والعدالة لم ينته بعد. لكن العنف ليس هو الحل. يجب على البلوش الاستمرار في مقاومة القمع. ولكن يجب ان يفعلوا ذلك بطريقة تبني التضامن وليس الانقسام. ان صرخة بلوشستان من اجل الحرية هي صرخة من أجل العدالة والكرامة وتقرير المصير. انها صرخة يجب ان تسمعها باكستان والمنطقة والعالم. لقد انتهى وقت الصمت الان هو وقت العمل.

وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة