الزكاة في اليمن: من واجب ديني إلى أداة سياسية

الزكاة في اليمن: من واجب ديني إلى أداة سياسية

البوكس نيوز – رياضة – نتحدث اليوم حول الزكاة في اليمن: من واجب ديني إلى أداة سياسية والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول الزكاة في اليمن: من واجب ديني إلى أداة سياسية، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.

تهامة 24 – محمد مطهر

في ظل الصراع المستمر في اليمن، لم تسلم حتى الواجبات الدينية من التسييس. ما كان في الماضي حقاً للفقراء والمحتاجين تحوّل اليوم إلى ساحة صراع سياسي جديد. الزكاة، الركن الثالث من أركان الإسلام، باتت مساراً مثيراً للجدل في اليمن، حيث يسود النقاش حول أين تذهب الأموال، ومن المستفيد الحقيقي منها. هل الزكاة تُصرف حقاً كما أمر بها الدين، أم أنها أصبحت أداة سياسية في يد القوى المسيطرة؟

  • 20240507 adenmedia 5.webp - رئيس الجمعية الوطنية يستقبل في العاصمة عدن المعزّين بوفاة المناضل محسن بن فريد

الجذور الدينية للزكاة: الزكاة، في جوهرها، تمثل رمزاً للتضامن الاجتماعي والتكافل بين أفراد المجتمع. النصوص الدينية واضحة بشأن من يستحق هذه الأموال: الفقراء، المساكين، الغارمين، والعاملين عليها، إضافة إلى دعم المؤلفة قلوبهم وابن السبيل. إنها منظومة تهدف إلى إعادة توزيع الثروة وتحقيق العدالة الاجتماعية. لكن في اليمن اليوم، نجد أن هذه الفلسفة الإنسانية قد تأثرت بتوجهات سياسية، مما يدفعنا للتساؤل عن دور الزكاة في ظل الهيمنة السياسية.

سيطرة الحوثيين على إدارة الزكاة: في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، أصبحت الزكاة أداة سياسية أكثر منها واجباً دينياً. تم إنشاء هيئات خاصة بإدارة الزكاة، وجُمع المال تحت إطار السلطة الحوثية. وفقاً لمصادر عدة، يتم توجيه جزء من هذه الأموال لدعم الأنشطة العسكرية وتأمين الولاء السياسي، بينما الفقراء والمحتاجون الذين لا يدينون بالولاء لهم قد لا يحصلون على نصيبهم المشروع من الزكاة. هذه السياسة تتناقض مع روح الإسلام وتعكس استغلالاً لموارد المجتمع لتحقيق أهداف ضيقة.

الزكاة بين الطاعة الدينية والتحديات السياسية: من الواضح أن الزكاة تحولت من واجب ديني إلى سلاح سياسي. في ظل هذه السيطرة، نجد أن موارد الزكاة باتت تُوظّف لخدمة السلطة القائمة، وليس لتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة. السؤال هنا: أين موقع الفقراء والمحتاجين من كل هذا؟ كيف يمكن أن يتم تبرير تحويل أموال الزكاة إلى موارد لتمويل الصراع بينما يعاني الشعب اليمني من الفقر والحاجة؟ إن هذا الوضع يدعو إلى مراجعة حقيقية لدور المؤسسات الدينية والاجتماعية في اليمن، وضرورة العودة إلى المبادئ الأساسية التي من أجلها شُرعت الزكاة.

المثقف والصحفي أمام مسؤولية الكشف عن الحقيقة: لا شك أن المثقفين والصحفيين اليمنيين اليوم أمام مهمة عظيمة. عليهم مسؤولية كشف الحقائق ومساءلة القوى المسيطرة حول مصير أموال الزكاة. هل نحن أمام تسييسٍ للدين على حساب المحتاجين؟ هل تُستخدم هذه الأموال في تحسين أحوال الفقراء، أم أنها تُستغل لتعزيز السلطة القائمة؟ إن توعية الرأي العام اليمني، وتسليط الضوء على هذه القضية، يعدّ ضرورة ملحة في ظل الأوضاع الراهنة.

الزكاة في اليمن اليوم ليست مجرد أموال تُجمع وتُوزع وفقاً لما أمر به الدين. إنها أداة قد تُستخدم لزيادة الهيمنة السياسية وإدارة الصراع. المثقفون والصحفيون اليوم مدعوون لفتح هذا الملف الشائك وكشف الحقيقة للشعب اليمني، لأن بقاء هذه القضية في الظل سيزيد من معاناة الفقراء ويكرس اللامساواة في توزيع الموارد. حان الوقت لطرح هذا الموضوع على طاولة النقاش وإعادة توجيه الزكاة لتؤدي دورها الحقيقي: دعم الفقراء والمحتاجين، بعيداً عن أي استغلال سياسي.

وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة