ليلة القدر في رمضان.. هل هي ليلة وترية؟

تبقى ساعات قليلة على بداية الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان الكريم، والتي تحتوي على ليلة القدر المباركة. 

يتساءل العديد من المسلمين عما إذا كانت ليلة القدر هي ليلة وترية؟ ولقد قدمت دار الإفتاء المصرية إجابة رسمية على هذا السؤال عبر موقعها الإلكتروني.

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن هناك اختلافًا بين العلماء في هذه المسألة. فبعضهم يرون أن ليلة القدر هي ليلة ثابتة في العشر الأخيرة من رمضان، في حين يرون آخرون أنها تأتي في تواريخ مختلفة في كل عام، وهناك من يرون أنها تكون أي ليلة من العشر الأخيرة، بينما يرون آخرون أنها ليلة وترية من العشر الأواخر.

وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن بعض الحديث النبوية يشير إلى أن ليلة القدر هي ليلة وترية، مثل حديث أبي بن كعب الذي يقول: “تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان”. 

كما ذكرت حديثًا لعائشة رضي الله عنها تشير فيه إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر ويجتهد في ليلة القدر أكثر من غيرها.

وأوضحت دار الإفتاء أن كلمة “الوتر” تعني الفرد، وأن الليالي الوترية تشير إلى الليالي التي تأتي في أيام فردية من الشهر. وقد ذكرت أن بعض الصحابة والتابعين كانوا يأملون ليلة القدر في الليالي الوترية من العشر الأواخر.

وعلى الرغم من ذلك، أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا يوجد دليل قاطع يحدد ليلة القدر بوضوح في ليلة وترية محددة. 

وأن الأحاديث التي تحدد ليلة القدر في تاريخ معين هي ضعيفة، ومن الأفضل للمسلم أن يبذل جهودًا في العشر الأواخر بأكملها، وخاصة في الليالي الوترية.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى ليلة القدر، مثل هدوءها وسكونها، وصفاء الجو ونوره، وتفاعل المسلمين في العبادة فيتلك الليلة، ومع ذلك، لا ينبغي للمسلم أن يعتمد فقط على هذه العلامات، بل يجب أن يستمر في العبادة والدعاء والتضرع إلى الله طوال العشر الأواخر من رمضان.

يمكننا القول أن هناك اختلافًا في آراء العلماء بشأن ما إذا كانت ليلة القدر هي ليلة وترية أم لا، وبغض النظر عن ذلك، فإن الأفضلية تكمن في اجتهاد المسلم في العشر الأواخر بأكملها والتفاني في العبادة والدعاء، مع الأمل والتوكل على الله أن يتقبل أعمالنا وأن نحظى بليلة القدر المباركة.