ما السر وراء عودة الحديث عن الملف النووي الإيراني؟
البوكس نيوز – رياضة – نتحدث اليوم حول ما السر وراء عودة الحديث عن الملف النووي الإيراني؟ والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول ما السر وراء عودة الحديث عن الملف النووي الإيراني؟، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
خامنئي أعاد فتح الباب أمام محادثات الملف النووي الإيراني
مع إبداء المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن برنامج طهران النووي، لاحت رياح تحول المشهد الإقليمي في الأفق، واعتُبر أن تصريحه فتح الباب أمام المحادثات.
في التفاصيل، قال خامنئي في مقطع مصور بثه التلفزيون الرسمي لحكومته إنه “لا يوجد عائق أمام التعامل” مع “عدوها”.
وأضاف: “لا ينبغي أن نعلق آمالنا على العدو. بالنسبة لخططنا، يجب ألا ننتظر موافقة الأعداء. ليس من قبيل تناقض الحوار مع نفس العدو في بعض المواضع، لا يوجد عائق”.
ووضعت تصريحات علي خامنئي خطوطا حمراء واضحة لأي محادثات تجري في ظل حكومة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان وجددت تحذيراته من أن الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها.
كما حذر خامنئي، حكومة بزشكيان، قائلا “لا تثقوا بالعدو”.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني الجديد عباس عراقجي أن إحياء الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 مع القوى العالمية الست “غير قابل للاستمرار في شكله الحالي”.
وفي مقابلة صحفية، صرح عراقجي بأنه بدلاً من مجرد إحياء الاتفاق، “يجب إعادة فتح الاتفاق” للسماح بإجراء تعديلات أساسية. ومع ذلك، أوضح يوم السبت أن هذا لا يعني “موت” الاتفاق.
ولكن الخبراء الإيرانيين الذين سُمح لهم بالتحدث في وسائل الإعلام في طهران يعرضون حلولاً مختلفة. ويدعو أحد الخبراء إلى إجراء مفاوضات شاملة بين إيران والولايات المتحدة لحل جميع القضايا العالقة، في حين يقترح آخر أن يقبل الغرب حقيقة تخصيب اليورانيوم في إيران والتركيز على تأمين اتفاق يمنع تطوير الأسلحة النووية.
يُذكر أن في عام 2015، وقعت إيران والقوى العالمية الكبرى (مجموعة 5+1) خطة العمل الشاملة المشتركة، بهدف الحد من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات، حيث لعب عراقجي دورًا رئيسيًا في المفاوضات. في عام 2018، انسحب الرئيس ترامب من جانب واحد من الاتفاق، مشيرًا إلى عيوبه، بما في ذلك فشله في معالجة برنامج الصواريخ الإيراني.
ولم تنجح جهود إحياء الاتفاق في عامي 2021 و2022 في ظل إدارة بايدن التي عارضت انسحاب ترامب. واتهمت الدول الغربية طهران برفض المقترحات التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي.
إيران تراوغ؟
أعرب بعض الخبراء ومراقبي إيران عن اعتقادهم بأن توقيت وخطاب خامنئي قد يكونان جزءاً من حملة خداع لتخفيف العقوبات.
وقالت أندريا ستريكر، نائبة مدير برنامج منع الانتشار والدفاع البيولوجي في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: “ينبغي للقوى العالمية أن تنظر إلى استعداد المرشد الأعلى لاستئناف المحادثات النووية على أنه خدعة بسيطة للحصول على تخفيف مستمر للعقوبات بغض النظر عمن يُنتخب رئيساً للولايات المتحدة”، بحسب ما أورد موقع “إيران إنترناشيونال“.
ورأت سترايكر أن تصريحات خامنئي مجرد تمثيلية هزلية، حيث كان لدى الأمة أكثر من ثلاث سنوات لإحياء الاتفاق النووي في عهد إدارة بايدن. وبدلاً من ذلك، شهد العالم تقدم إيران في برنامجها النووي من خلال تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لصنع عدة قنابل.
وأظهرت تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعت عليها رويترز أن إنتاج إيران من اليورانيوم عالي التخصيب مستمر وأنها لم تحسن تعاونها مع الوكالة على الرغم من قرار يطالب بذلك في آخر اجتماع لمجلس إدارتها.
وذكر أحد تقريرين سريين للوكالة الدولية للطاقة الذرية أرسلتهما إلى الدول الأعضاء أن مخزون إيران من اليورانيوم في صورة سداسي فلوريد اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60%، وهو ما يقرب من نسبة 90% تقريبا من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة، زاد بنحو 22.6 كيلوغرام إلى 164.7 كيلوغرام.
ووفقا لمقياس الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن هذا يقل بنحو كيلوغرامين عن الكمية الكافية نظريًا لصنع أربع قنابل نووية إذا تم تخصيبها بدرجة أكبر.
في هذا السياق، ربطت بعض التقارير التطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني بالتوتر في الشرق الأوسط، وأشارت التقارير المذكورة إلى أن إيران قايضت قرارها بعدم الرد، أو على الأقل التمهل به، على إسرائيل بعد اغتيال اسماعيل هنية على أراضيها، باستئناف المفاوضات التي تهدف في واقع الأمر إلى التخفيف من العقوبات على اقتصاد طهران المنهك.
ووفقاً للتقارير نفسها، فإن إيران أدركت أن التهدئة هي مراد إدارة بايدن ومفتاح الانتخابات الأمريكية المقبلة بالنسبة للديمقراطيين، وقد تزيد من صعوبة وصول دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوي، لذلك، ومن أجل كل هذه الحسابات تخلت عن الضربة الانتقامية ضد إسرائيل، واختارت ملف المفاوضات عوضاً عن ذلك.
من جانبها علقت وزارة الخارجية الأميركية على تصريحات خامنئي بأن الولايات المتحدة “ستحكم على قيادة إيران من خلال أفعالها وليس أقوالها”، بحسب ما نقلت عنها وكالة “أسوشيتد برس” الثلاثاء.
وقالت الوزارة: “لقد قلنا منذ فترة طويلة إننا ننظر في نهاية المطاف إلى الدبلوماسية باعتبارها أفضل وسيلة للتوصل إلى حل فعال ومستدام في ما يتصل بالبرنامج النووي الإيراني، ومع ذلك، فإننا بعيدون كل البعد عن أي شيء من هذا القبيل في الوقت الحالي في ظل التصعيدات الإيرانية على كافة الأصعدة، بما في ذلك التصعيد النووي وفشلها في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.