مركز الأطراف الاصطناعية عدن وتعويض المبتورة أطرافهم جراء الحرب
البوكس نيوز – رياضة – نتحدث اليوم حول مركز الأطراف الاصطناعية عدن وتعويض المبتورة أطرافهم جراء الحرب والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول مركز الأطراف الاصطناعية عدن وتعويض المبتورة أطرافهم جراء الحرب، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
تقرير عبدربه اليزيدي
يذهب محمد جميل “23 عامًا” سيرًا على قدميه بعرج خفيف، بصحبة والدته، لتلقي جلسته الطبيعية، بالكاد ستلحظ عليه أن إحدى ساقيه مصنوعه من المعدن والجبس، بعد أن تعرضت للبتر من أسفل مفصل الركبة بسبب صاروخ حراري أطلقه الحوثي، ونجى بباقي جسده بإعجوبة.
تلقى محمد العلاج في الخارج سابقا، واليوم يستكمل علاجه في مركز الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي، بمديرية المنصورة بالعاصمة عدن، تحدثت “ العاصفة نيوز” مع محمد الذي كان برفقة والدته في المركز، وأخبرنا أنه فقد ساقه بصاروخ حراري استهدف مركبتهم العسكرية في الساحل الغربي شرق عدن منطقة ذوباب تحديدًا، عندما كانوا في مهمة عسكرية عام 2017، فقد فيها اثنان من رفاقه، وانكتب له عمرًا جديدًا بساق معدنية، واليوم يتلقى العلاج الطبيعي في هذا المركز، خاصة وأن إصابته كانت وهو في سن السادسة عشرة فقط.
والدة محمد ظنت أن ولدها الوحيد سيعيش بقية حياته بقدم واحدة، وأنه بعد الإصابة وبتر قدمه لن يستطيع ممارسة حياته الطبيعية، مستدركة حديثها بالقول: “لكن إيماني بالله كان كبير، والحمد لله تم تركيب ساق وقدم كاملة في الخارج لابني الوحيد، وعاد إلى عدن، وكان أول مشكلة واجهتنا استمرار نمو العظم المتبقي من الساق المبتورة، وخروج العظم النامي من ركبته مخترقا لنسيج اللحم والجلد، ما استدعى منه الانتظام على الجلسات طبيعية لتدليك المفاصل وتمدد اللحم في مركز الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي، بالإضافة إلى مشكلة أخرى تعلقت بزيادة نمو ولدي محمد حتى عمر العشرين وقصر طول الساق الاصطناعية، وقام هذا المركز بعمليات الصيانة والتعديل للساق المعدنية بما يتناسب مع طول قامته”.
الحرب و2000 حالة بتر وعلاج طبيعي
مركز الأطراف الاصطناعية في مديرية المنصورة بالعاصمة عدن يستقبل نحو 2000 شخص من ذوي الإعاقة الحركية الذين يزورون المركز بشكل دوري لتلقي خدماته المختلفة، في حين حافظت الحرب والألغام على هذا المعدل وزيادته سنويا بنسبة 10 في المئة على أقل تقدير.
المركز الذي أنشئ في عام 2000م من قبل وزارتي الصحة، والشؤون الاجتماعية، والمنظمة البلجيكية للمعاقين “هاند كاب”، يقدم خدمات بشكل مجاني للمعاقين بكافة أعمارهم، على مستوى عدن والمحافظات المجاورة، عدا عن رسوم رمزية يدفعها المستفيد، ويعتمد على دعم المنظمات الإغاثية الذي يسمح باستمرار تقديم خدماته، ويحتاج المركز لدعم المنظمات الدولية في تقديمهم الحوافز المالية والعينية وموازنة شهرية لتسيير عمل المركز في خدمة الجرحى ومصابي الحرب.
الطاقة الاستيعابية للمركز
مدير مركز الأطراف الاصطناعية د. عبدالرب المفلحي، عرض علينا إحصائيات أعداد المستفيدين، في المركز الذي يُصنع فيه الأطراف من أقدام وأذرع، بإيدي محلية تلقت تدريبها في ورشات المركز المجهز بطاقم فني مؤهل علميًا في صناعة الأطراف والعلاج الطبيعي للأطفال والكبار، ويتقاطر إليه جرحى الحرب الجنود، وغيرهم من المواطنين نساء وأطفال ضحايا آلاف الألغام التي تستمر جماعة الحوثي في زرعها يوميًا.
و
وقال مدير المركز د. عبدالرب المفلحي في حديثه لـ” العاصفة نيوز” إن المكان يستقبل مئات الحالات شهريًا بين حالات بتر أطراف بحاجة إلى تعويض اصطناعي، أو إصابة في الجهاز العصبي تحتاج إلى تمارين وعلاج طبيعي، وجلسات تدليك يخوضها المصاب حتى يتماثل للشفاء ويفتح المجال لمستفيد آخر تبدأ معه فتح الملف ومعاينة الطبيب المختص، ولابد من جلسة مع اخصائي نفسي واجتماعي يوفرها المركز مجانًا، ضمن برنامج العلاج المُعد وفق أسس علمية تتماشى مع كل حالة واحتياجاتها بشكل منفرد.
ولفت مدير المركز د. عبدالرب المفلحي إلى أن المركز يحظى بدعم وإشراف من وزارة الصحة، كونه يتبعها في المقام الأول، منبهًا في حديثه لـ” العاصفة نيوز” أن المركز يخضع لمعايير طبية وعلمية بحتة ويحتاج للتمويل، لأجل أن يستمر في تقديم خدماته بهذا المستوى فهو يحتاج لدعم مستمر من المنظمات الدولية المعنية مثل الصليب الأحمر الدولي، منظمة الهاند كاب، ومنظمة اليونسيف.
دعم المركز وتوفير علاج الجرحى
تشير الإحصائيات إلى أن المركز قد وفر تكاليف علاج جرحى الحرب، فجميع من يتم تسفيرهم للخارج لتلقي العلاج وتركيب أطراف اصطناعية يقضون فترة من الزمن في التمهيد والعلاج قبل تركيب الطرف.
وكون هذا المركز موجود في البلد، فقد تم توفير التكاليف ومنع زيادة صرف المال في قيمة السفر والسكن، إصافة أن المرضى في النهاية عندما يعودون إلى البلد يحتاجون إلى تغيير مقاس الطرف مع مرور الوقت كما حدث في حالة محمد جميل التي ذكرناها في بداية التقرير، ناهيك عن حاجة الطرف البديل الاصطناعي لأعمال صيانة دورية كل نص عام على الأقل، وهذه الخدمات يقدمها المركز بشكل مجاني في عدن.
الدور المهم الذي يقدمه مركز الأطراف الاصطناعية عدن، يستدعي من الدولة والمنظمات الدولية الاهتمام بالمركز وهموم ذوي الإعاقة في الحرب، وعدم إغفال دورهم في تحرير المدن من قبضة المليشيا والإرهاب، ولهم الدور الأبرز في الأمن والاستقرار، ويحتاجون لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.