من هي الملهمة سحر البزار؟.. من فتاة بـ “تجارة” عين شمس إلى هارفارد وقمم برلمانات العالم

سحر البراز.. اختارها منتدى دافوس قائدة عالمية شابة وكرمتها جامعة ييل كزميلة عالمية

استغرق التحضير لكتابة هذه القصة الملهمة أكثر من شهرين. أحيانًا لسفر بطلتها المتكرر لحضور اجتماعات ومؤتمرات دولية، وربما لنهمي في معرفة المزيد من التفاصيل. تلك التفاصيل التي لا ترى صاحبتها أن بها المعاناة الكافية لنمط القصص الملهمة التي أكتب عنها.

بطلة قصة اليوم لا تختلف كثيرًا في تقييمها لقصتها عن صاحب قصتي الأخيرة المنشورة عن العالم المصري الكبير «مايكل نجيب» الذي فصلته جامعة القاهرة وأعطاه أستاذه الجامعي صفرًا وسافر إلى أمريكا وحصل على الدكتوراه ونشر 112 ورقة بحثية وسجل 6 براءات اختراع وأصبح من أهم علماء علوم المواد في العالم.

بعد نشري قصته، كتب «مايكل نجيب» – بكل تواضع – أنه لا يرى في حكايته أي نوع من أنواع الكفاح والمعاناة الموجودين في القصص الملهمة الأخرى التي يقرأ عنها أو يعرفها.

لا يرى نجيب نفسه عبقريًا وإن كان يعترف أنه ذكي، لكن الملهم في قصته – من وجهة نظره – هو أن شخصًا عاديًا وفي ظروف عادية يمكنه مع الاجتهاد والمثابرة أن يضع قدمًا على طريق النجاح. ويعترف أنه كان محظوظًا في رحلته بأشخاص محترمة ساندوه بطرق مختلفة.

أعود إلى قصتي اليوم عن «سحر البزار»، شابة مصرية تشبه ملايين المصريين، سافرت مع أسرتها للخليج ثم عادت لدخول جامعة حكومية مصرية.

تخرجت ثم عملت في شركات عالمية اجتهدت وبحثت عن تعليم أفضل، فحاولت ثم فشلت بدل المرة خمسة لكنها لم تيأس، ثم جاءتها الفرصة لتدرس في واحدة من أكبر وأهم جامعات العالم.

تعود لتستكمل الرحلة، فتتقلد منصبًا تلو الآخر، وخلال رحلتها لم تتوقف أبدًا عن السير في طريق الخير والتطوع والمساعدة والبناء وخدمة الناس في العشوائيات والمناطق الشعبية وأدغال أفريقيا.

تفوز بعضوية مجلس النواب المصري، وتُنتخب وكيلة للجنة العلاقات الخارجية به. وتمثل صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي كقائدة لمجلس البرلمانيات، وتصبح رئيسة لمنتدى الاتحاد البرلماني الدولي للبرلمانيين الشباب في 178 دولة.

وتتولى رئاسة نساء هارفارد في مجالات الدفاع والدبلوماسية والتنمية، ويختارها المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) قائدة عالمية شابة، وتكرمها جامعة ييل كزميلة عالمية، ويختارها مركز جنيف للسياسة الأمنية كزميلة أيضًا كل هذا وهي لم تتجاوز الأربعين من عمرها! فمن هي سحر البزار وما حكايتها وكيف وصلت إلى ما وصلت إليه؟.

النشأة والدراسة

ولدت سحر محمد بهاء الدين جودة البزار في القاهرة، لوالدين مصريين، كان والدها رحمة الله عليه طيارًا في القوات الجوية المصرية ومن أبطال حرب السادس من أكتوبر عام 1973، ووالدتها كانت أستاذة جامعية وقضت المرحلة الإبتدائية في مدرسة عمر بن الخطاب للغات في مصر، ثم سافرت أسرتها إلى قطر، وعاشت هناك حياة منغلقة حتى أصبحت من أوائل الثانوية العامة عام 2001.

حصلت حينها على منحة كاملة من أمير قطر للدراسة بجامعة قطر لكنها اختارت العودة إلى مصر.

النشاط الطلابي

كانت رغبتها الأولى هي كلية الألسن لكن تأخر التنسيق بسبب المعادلة دفعها لدخول كلية التجارة (إنجليزي) بجامعة عين شمس وأعجبتها الدراسة لتعدد فرص العمل بالمؤهل خلال دراستها الجامعية.

بدأت «سحر» نشاطًا طلابيًا بالجامعة و هو ڤيچن كلوب والذي تم إطلاقه ٢٠٠٢ و يعمل حتى الآن، و بعد التخرج شاركت في تأسيس جمعية «حلوة يا بلدي» عام ٢٠٠٧، لممارسة أنشطة مجتمعية في مناطق شعبية مثل الشرابية وأبو رجيلة، من خلال إنشاء فصول لمحو الأمية وعمل مشاريع لتشغيل الشباب وإنشاء دار مسنين ومشغل للسيدات، وبعض الأنشطة الموسمية مثل شنط رمضان ومعارض ملابس العيد، ومن ضمن الأنشطة أيضًا كان توفير تدريب للطلاب في الشركات الكبرى ومنها فودافون وبروكتل آند جامبل.

أول وظيفة و الـ 60 ألف دولار

تخرجت «سحر البزار» في كلية التجارة عام 2005 بتقدير عام جيد، ثم التحقت بشركة «بروكتر آند جامبل» العالمية في مصنعها بمدينة ٦ أكتوبر.

بعد الوظيفة الأولى، خططت «سحر البزار» للقيام بعمرة من راتبها الشخصي وليس من مال والدها، ثم حدث موقف غريب.

تحكي عنه سحر فتقول: «قعدت أحوش من مرتبي كل شهر وكنت مشتاقة قوي إني أروح العمرة، وكان فاضل شهر وأطلع، وبعدين عرفت إن واحدة جوازتها هتقف على ١٠٠٠ جنيه (أيام ما كانت الألف ألف) فكان الاختيار بين إني أكمل مبلغي علشان أطلع العمرة أو أديها للبنت فقررت أفضل البنت عليا وأعمل بالآية “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم”».

تضيف: «فسبحان الله في نفس الوقت بابا كان عامل شهادات صغيرة بإسمي كل و احدة فيهم بـ ٥٠٠ دولار في البنك، والبنك في السنة دي قرر يشجع الناس تعمل شهادات دولارية، وعمل سحب على الشهادات الموجودة، ودي كانت أول مرة في تاريخ البنك وآخر مرة، ويشاء ربنا إن شهادة من الشهادات بتاعتي هي اللي كسبت والجائزة كانت ٦٠ ألف دولار، فكانت تجارة رابحة مع الله وعوضني أضعافًا كما وعد في الآية الكريمة».

العمل في شركات عالمية

خلال عملها في مصنع «بروكتر آند جامبل» في أكتوبر كانت تستغرق «سحر» وقتًا كبيرًا في الطريق إلى منطقة ٦ اكتوبر ذهابًا وإيابًا وهو ما حرمها من ممارسة أنشطتها التطوعية والخيرية التي كانت تمارسها في الجامعة وجمعية حلوة يا بلدي، لذلك انتقلت إلى شركة «جونسون آند جونسون» بمنطقة مساكن شيراتون بالقرب من سكنها لتعاود ممارسة الأنشطة الخيرية، كمسؤولة موارد بشرية.

وبعد عامين انتقلت إلى شركة «أبوت» وهي شركة أدوية ورعاية صحية أمريكية عالمية للتتقلد منصبًا أعلى، وقضت فيها ثلاث سنوات و7 أشهر في مجال الموارد البشرية وتولت فيها مسؤوليات أكبر من خلال العمل على الحسابات والمرتبات والمزايا والاستحواذ على شركات أخرى مثل Solvay.

حملات التبرع

بجانب عملها في القطاع الخاص، سخّرت «سحر» حياتها لعمل الخير. فتجدها تجمع تبرعات للعائلات في منطقة أبو رجيلة بسبب سقوط منازلهم وتشريدهم، وتبحث عن مصنع ملابس للتبرع لأطفال يتامى من الشرابية أو تنظم زيارة لأطفال معهد الأورام، أو تبدأ حملة لبناء غرفة في مستشفى 57357 وأخرى في مستشفى 500500، أو تدشن حملة لتوصيل المياه في أسيوط والمنيا أو تأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة.

الحصري والتجويد

في عام 2011 ذهبت «سحر البزار» إلى مسجد الحصري في مدينة السادس من أكتوبر، وطلبت مقابلة أحد المسؤولين، تقول عن ذلك اليوم: «وصلوني بنجوى طوغان، اللي لقت بنت صغيرة فجأة من غير موعد في مكتبها وبتقولها إنتم بعيد قوي وأنا عايزة أنقل علمكم الناحية التانية علشان تكون صدقة للإنسانية. حبيبتنا نجوى مضحكتش عليا ولا قالتلي صدقة إيه اللي للإنسانية؟ و لا قالت إيه كلام العيال ده و لا قالت إنتي عايزة تحركي الحصري من مكانه.. بالعكس صدقتني ووقفت في ضهري و قالتلي لو لقيتي مكان كويس هأعملك اللي إنتي عايزاه».

تضيف: «روحت ولفيت لحد ما لقيت شقة إيجار لمدة سنة، قلتلها خلاص أنا جاهزة وممكن أأجرها وأفرشها لـ “الحصري”، قالتلي الحصري عمره ما يطلع من ٦ أكتوبر إلا على مكان مضمون.. أقل حاجة إيجار ٣ سنين.. رجعت لفيت لحد ما واحدة جميلة سمعت الموضوع اتبرعت بإيجار المكان بتاعها لـ ٢٥ سنة».

بسبب هذا النشاط والدأب تم افتتاح «مؤسسة الحصري» في مساكن شيراتون لتعليم مئات السيدات والأطفال قراءة القرآن الصحيحة وكانت «سحر البزار» قد بدأت بنفسها وبنهاية عام 2012 حصلت على شهادة «مدرس تجويد» من مؤسسة الشيخ الحصري لخدمة أهل القرآن وتنمية المجتمع.

توفت «نجوى طوغان» فيما بعد في حادث سيارة بطريق الساحل الشمالي فنعتها سحر البزار قائلة: «أنا متأكدة إن شاء الله هتكوني في مكان رائع لأنك وهبتي حياتك لتعليم آلاف مؤلفة من الناس. ربنا يرحمك ويرفعك لأعلى الدرجات».

بريتش بتروليوم

خلال عام 2012 جاءت لـ «سحر» فرصة للعمل في «بريتيش بتروليوم» في مصر، وهي ثالث أكبر شركة بترول في العالم.

كانت «سحر» تعتبر هذه الوظيفة من أحلام حياتها لتعيينها مسؤولة عن المسؤولية المجتمعية في الشركة وقدرتها على تنفيذ العديد من الأنشطة المجتمعية وهو المجال الذي تحبه وتعشقه وتتطوع فيه وليس الموارد البشرية التي تخصصت فيها.

وخلال عملها في «بريتيش بتروليوم» أشرفت على ميزانية قيمتها 20 مليون دولار لمدة خمس سنوات تقوم بعمل مسح لاحتياجات المجتمع وترصد احتياجات التعليم وغيرها وتخطط لمشاريع حقيقية على الأرض وتستقدم مؤسسات مجتمع مدني لتنفيذها.

المسؤولية الاجتماعية بالقطاع الخاص

وخلال  عام 2013، عملت «سحر البزار» كمستشارة متطوعة للمسؤولية الاجتماعية لعدد من الشركات مثل «فينوس للنقل الدولي»،والخديوية للخدمات اللوجستية والبحرية، ودار المعمار (dmg) التي دشنت خلال العمل حملة للتطوع الجديد  وأدارتها سحر البزار.

تحكي «سحر» عن نفسها فتقول: «أول ما ابتديت، ابتديت في خدمة العشوائيات وكان عندي ١٩ سنة. رحت الشرابية ورحت المرج ورحت أبو رجيلة.. الحقيقة لما رحت هناك وشفت الأسر اللي هناك وتعاملت مع كل الفئات الموجودة، سواء العمرية أو سواء أنواع المشاكل المختلفة، فلقيت إن أنا دوري لازم إني أخدم الناس اللي حواليا، فبدأت بقى الرؤية بتاعتي تكبر أكتر من الشرابية ومن المرج وأبو رجيلة وابتديت أشتغل كمان في خدمة الناس في الصومال وكينيا».

5  سنوات من الإخفاقات

خلال تلك الفترة كانت سحر تتقدم كل عام للحصول على الماجستير من جامعات مختلفة في أوروبا ولمدة أربع سنوات متتالية؛ يتم قبولها بالجامعة وتُرفض من المنح الدراسية وتتفاوض مع الجامعات لتخفيض المصاريف أو الحصول على منحة كاملة لكنها تعجز، ثم قررت في السنة الخامسة التقدم إلى أفضل جامعة في العالم “جامعة هارفارد” بمنحة من وزارة المالية لكن الجامعة لم تقبل الطلب المقدم منها!! استشارت خريجين سابقين واستعانت بمراجع لغوي، وحصلت على خطابات تزكية أقوى ثم في ديسمبر 2013 ضغطت على زر الإرسال للمرة الثانية. وبعد ثلاثة أشهر، قُبلت! بعد سنوات من التقديم المستمر وبمنحة كاملة.

درست في «هارفارد» الإدارة العامة للحكومات والسياسات الحكومية وبعد الانتهاء من الماجستير، استقرت لعام آخر بجامعة هارفارد لتساعد في تدريس ٣ مواد عن القيادة في المجالات المختلفة من ضمنها الحكومات ودرست مادة القيادة التكيفية، ومادة أخرى لتحليل القادة وقصصهم.

العمل مع البنك الدولي في مصر

عادت «سحر البزار» إلى مصر مرة أخرى في 2016، للعمل مع البنك الدولي على مشروع للحماية المجتمعية وتمكين الشباب وتوظيفهم في المناطق العشوائية ورقيقة الحال، وكانت هي همزة الوصل بين البنك الدولي وجامعة «إم آي تي» لقياس الأثر وكذلك الجمعيات الأهلية في مصر التي تعمل في هذا المجال واستمرت في العمل مع البنك لعامين وهي مدة المشروع .

عام الحزن

كانت السنة الأخيرة في عملها مع البنك الدولي صعبة، فعام 2017 هو عام الحزن في حياة «سحر البزار». خلال 6 أشهر فقط، توفى والدها وعمها، واثنتين من صديقاتها وزوج خالتها، وزوج عمتها. وللمفارقة، فإن «سحر» ولدت في يناير، وتوفي والدها وجدتها لوالدها في يناير، حيث توفي والدها في 25 يناير 2017 في الذكرى السادسة لوفاة والدته التي توفيت في نفس اليوم عام 2011.

كانت سحر البزار شديدة الارتباط بوالدها، وبعد وفاته قررت عمل صدقة جارية على روحه، وكان هو محبًا للإطعام، فذهبت إلى الجمعية الشرعية بالشرابية واتفقت معهم على استغلال دار مناسبات تابعة لهم وغير مستغلة، لفرشها كمطعم على أن تختار الجمعية الأكثر احتياجًا من أرامل وأيتام وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والدخل الضعيف.

وشمل الاتفاق أن يتم شراء الخضار من السوق المجاور للمطعم حتى تعمل المنفعة على التجار، وأن يتم توظيف الأرامل كطباخات للتوفير فرص عمل لهن، كما تم الاتفاق مع مؤسسة مصر الخير لتوفير المواد الغذائية الأساسية مثل الرز والمكرونة والفراخ واللحوم.

اختارت سحر البزار اسم «بيتنا» كاسم للمطعم، بحيث إن الناس تقول «رايحين ناكل في بيتنا»، وبعد إطلاقه في أبريل 2017، بدأ المطعم بإطعام يومي مجانًا ما عدا الجمعة لعدد 400 فرد في اليوم ثم زادوا إلى 900، ثم أصبح المطعم دورين، ويعمل منذ سبع سنوات حتى يومنا هذا، كما يقدم خدمة دليفري لكبار السن المشتركين في المطعم ولا يستطيعون النزول.

وتحلم «سحر البزار» أن يكون لمطعم بيتنا فرعًا في كل محافظة.

العمل في وزارة التضامن الاجتماعي

خلال عام الحزن وهذه المحن الصعبة والمتتالية، أرسلت «سحر» بريدًا إلكترونيًا إلى وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة «غادة والي» التي كانت تبحث عن شخص لديه خبرات قريبة من خبرات سحر.

بعد شهر من اللقاء الأول بينهما، بدأت «سحر» العمل معها في 2017 لتصبح أصغر مستشارة للوزيرة تولت مسؤولية التواصل مع المنظمات الدولية والقطاع الخاص لخلق شراكات لبرامج الحماية الاجتماعية بوزارة التضامن كسكن كريم، والمرأة المعنفة، وذوي الاحتياجات الخاصة وتوظيف الشباب واستطاعت خلق فرص شراكات وفرت من خلالها ملايين من الجنيهات للوزارة لدعم هذه المشروعات، ثم رحلت «سحر» بعد أكثر من عامين في منصبها برحيل الوزيرة التي انتقلت لمنصبها الجديد بالأمم المتحدة.

العودة للمنظمات الدولية

بعد الخروج من الوزارة، عملت سحر لمدة سبعة أشهر في شركة الاستشارية «تيترا تك» الأمريكية المتخصصة في مجال الاستشارات الإدارية المتخصصة والخدمات الفنية.

وعملت «سحر» معها على مشاريع في قطاعات متعددة؛ مثل الحوكمة والتعليم والنمو الاقتصادي وتنمية القدرات وكانت خلال تلك الفترة تعمل كحلقة وصل بين السفارة البريطانية في مصر وعدة وزارات؛ مثل المالية والتضامن الاجتماعي والتعليم والصحة، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الفنية للسفارة البريطانية في مصر.

رئيس منتدى البرلمانيين الشباب

وخلال عام 2020، انضمت «سحر» إلى حزب مستقبل وطن وخاضت معه الانتخابات البرلمانية لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها تستفيد فيها بمجال دراستها. اُنتخبت «سحر» وكيلة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب.

وبعد ٦ أشهر من دخولها المجلس خاضت انتخابات دولية وأصبحت رئيسة منتدى البرلمانيين الشباب للاتحاد البرلماني الدولي كأول مصرية في هذا المنصب تقود ١٧٩ دولة واستمرت في منصبها لعامين.

دعت الشباب البرلمانيين من أكثر من ٧٠ دولة لأكبر مؤتمر للمنتدي الشباب البرلمانيين بالاتحاد البرلماني الدولي في شرم الشيخ قبل مؤتمر المناخ COP 27 لتصبح مصر أول دولة مضيفة لـ COP تنظم مؤتمرًا برلمانيًا للشباب لتوصيل توصياتهم لرئاسة الـ  COP.

وتبنت «سحر» مبادرة اشتركت فيها ٥٠ دولة لمطالبة البنك الدولي وصندوق النقد بزيادة فرص مبادلة الديون بمشاريع لصالحه لتكييف المناخي وأيضًا لوقف خدمة الدين بشكل مؤقت عن الدول لتوجيه جزءًا أكبر من موازنة هذه الدول لتوفير خدمات لشعوبها وحمايتهم من آثار المناخ بدلًا من توجيهها للبنك.

قائدة عالمية من منتدى دافوس

في عام 2022 اختار المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) سحر البزار كقائد عالمي لتكون أول نائبة مصرية يتم اختيارها لهذا البرنامج، وأن تكون جزءًا من شباب مؤثر ورفيع المستوى في دولهم كرؤساء مثل إيمانويل ماكرون ووزراء من دول الخليج وغيرهم وفي نفس العام اختارتها جامعة ييل ثالث أقدم معهد للتعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية كزميل دولي ممثلة لمصر.

وفي عام 2022 أيضًا، تلقت سحر البزار دعوة من البيت الأبيض لإلقاء كلمة في المؤتمر الأمريكي الأفريقي  كممثل  كممثل لشباب القادة من أفريقيا.

قيادة أول مجلس للنساء البرلمانيات

وفي أبريل ٢٠٢٤، تم اختيار «سحر البزار» لقيادة أول مجلس للنساء البرلمانيات للبنك الدولي وصندوق النقد للمرة الأولى منذ نشأتهما في سنة ١٩٤٤، وتولت مسؤولية تشكيل واختيار الدول الممثلة في المجلس التنفيذي وهي كندا وتونجا (جزيرة جنوب المحيط الهادي) والهند والسنغال وكينيا واليونان وأوروجواي التي تمثلها نائبة رئيس الدولة.

لا أتوقع تنته رحلة «سحر البزار» عند هذا الحد، فالشابة التي حلمت بتغيير العالم منذ 15 عامًا، لن تتوقف أحلامها، وأتوقع لها تولي منصبًا دوليًا أو محليًا مرموقًا في المستقبل القريب.

تسلحت «سحر» بالعلم بعد أن اكتسبت الخبرة في القطاعات المختلفة الخاص والحكومي والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، لتضرب أروع المثل والقدوة لكل الشباب الحالمين بمستقبل أفضل لهم ولأوطانهم، لم تستسلم لدراستها بجامعة حكومية أو تخرجها بتقدير «جيد»، ولم تتوقف عن مراسلة الجامعات الأجنبية للحصول على الماجستير، لم تيأس حتى درست ودرّست في هارفارد، وتجتهد في مهمتها النيابية، متخذة من «راوية عطية» أول برلمانية مصرية، قدوة ومثلًا ملهمًا لها.