فرص السلام.. هل اقترب موعد تسوية الصراع الروسي الأوكراني؟
البوكس نيوز – رياضة – نتحدث اليوم حول فرص السلام.. هل اقترب موعد تسوية الصراع الروسي الأوكراني؟ والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول فرص السلام.. هل اقترب موعد تسوية الصراع الروسي الأوكراني؟، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
تلميحات بإمكانية إيجاد حل دبلوماسي والتوصل إلى «سلام» عكستها تصريحات وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، أخيراً، الذي شدد على أن الوقت قد حان للتفكير بالسلام في كييف، وأن بلاده تسعى لعقد قمة في سويسرا لصياغة مبادرة للسلام.
دعوة وزير الخارجية الأوكراني جاءت بعد أن تكبدت كل من روسيا وأوكرانيا خسائر هائلة منذ بدء الحرب الدائرة بينهما بلا هوادة حتى الآن.
يأتي ذلك على الرغم من أنه لا تبدو في الأفق بوادر توصل لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثالث، ورغم أن الحديث عن المفاوضات والرغبة في السلام عادة ما يطفو إلى السطح من حين لآخر، لكنه لا يترجم لتحركات عملية من شأنها التوصل لاتفاقات حقيقية قابلة للتنفيذ على الأرض.
إحباط
ويقول الباحث في العلاقات الدولية، أحمد سيد أحمد، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، إن أوكرانيا تعيش حالة من الإحباط بعد مرور عامين على الحرب التي تتسم بـ«اللا حسم» السياسي أو العسكري، في ظل تعثرها وفشلها في تحرير الأراضي التي سيطرت عليها روسيا التي تتصدر المشهد.
وأشار إلى أن موسكو سيطرت على أكثر من 80% من مناطق شرق أوكرانيا تضم جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك، إضافة إلى مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا، على الرغم من الدعم العسكري الغربي والأمريكي الكبير لأوكرانيا، وحزم المساعدات العسكرية والاقتصادية على مدار عامين.
وأضاف: «فشلت تلك المساعدات في قلب موازين القوة لصالح أوكرانيا سواء بهزيمة روسيا أو تحرير أراضي شرق أوكرانيا، كما أن حزم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب وأوروبا على روسيا لم تؤثر أو تدفع موسكو إلى الانسحاب من مناطق شرق أوكرانيا».
ورجح أحمد أن تكون جميع محاولات طرح مبادرات للسلام في أوكرانيا بعيدة المدى، في ظل استمرار النهج الغربي، وذلك لعدة أسباب، من بينها أن جميع مبادرات السلام التي طرحتها أوكرانيا ويدعمها الغرب رفضتها روسيا لكونها أقرب إلى الشروط التعجيزية.
يشار هنا على سبيل المثال إلى مبادرة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني خلال قمة العشرين في نوفمبر 2022، والتي تناولت نقاطاً شملت انسحاب روسيا الكامل من كل الأراضي الأوكرانية بما فيها شبه جزيرة القرم، إضافة إلى طلب تعويضات من روسيا عن الأضرار التي لحقت بأوكرانيا بسبب الحرب، فضلاً عن محاسبة المسؤولين الروس على التدخل العسكري.
اعتبارات
وتظل فرص السلام في ظل النهج الأوكراني والدعم الأمريكي والغربي لأوكرانيا صعبة؛ لأن «واشنطن تريد استمرار الحرب لاعتبارات سياسية خاصة باستنزاف روسيا اقتصادياً وعسكرياً في أوكرانيا، من أجل تحجيم روسيا ومنع صعودها في النظام الدولي متعدد القطبية، وبالتالي فإن الغرب لا يقدم مبادرات سلام تعكس موازين القوى على الأرض من خلال التفاوض، ولكن تقدم شروطاً تعجيزية»، بحسب الباحث في الشؤون الدولية. وأكد أن السلام الوحيد الذي يتحقق يتطلب اتباع نهج «الواقعية السياسية»، وأن تكون التنازلات متبادلة بين الطرفين، إضافة إلى توقف الغرب عن استفزاز روسيا بالإصرار على ضم أوكرانيا أو دول في شرق أوروبا لحلف الناتو، ما تعتبره موسكو تهديداً لأمنها القومي، وعدم نشر منظومات صواريخ استراتيجية في شرق أوروبا.
شروط
واستبعد المحلل الروسي الباحث في جامعة الصداقة بين الشعوب في روسيا، ديمتري بريجع، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، وجود فرصة للسلام في أوكرانيا خلال الوقت الحالي، وأن هذا السلام يشترط تغيير الموقف الأوكراني نفسه.
ونبه إلى أن هناك قانوناً تم إصداره من قبل الرئيس الأوكراني يمنع التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما يصعب من أي فرضية للتفاوض مع روسيا ورئيسها الذي يرغب في الاحتفاظ بالسلطة حتى عام 2030.
وأفاد بأن القارة الأوروبية غير مهيأة للسلام في الوقت الحالي، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي لأكثر من مرة أعلن رفضه التفاوض مع أوكرانيا والغرب، الذي يعتبره عدواً لموسكو، حتى إن القادة الجدد في أوروبا أيضاً غير مستعدين للتفاوض مع روسيا على غرار السابقين.
ورجح أن يتم السلام في أوكرانيا عبر نجاح المرشح الرئاسي الحالي بالانتخابات الأمريكية دونالد ترامب في العودة إلى البيت الأبيض من جديد، ووضع إدارة جديدة سيكون لديها انفتاح أكثر على روسيا والتفاوض معها، إضافة إلى قطع الدعم عن القوات الأوكرانية، متوقعاً أن يتم إجبار الطرف الأوكراني على التفاوض مع الطرف الروسي والقبول بالشروط الروسية.
كما أكد أن رهان الرئيس الأوكراني على الدعم الغربي غير المحدود لأوكرانيا لن يعطي أية نتيجة، فالمفاوضات والسلام هما الحل بين روسيا والغرب، وروسيا وأوكرانيا، قبل خسارة كييف مزيداً من الأراضي في ظل استعدادات روسية لدخولها وخوض معركة كبيرة.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.