دراسة بحثية تُوصي بإظهار دور المؤسسات الدينية في مواجهة الأفكار المنحرفة
البوكس نيوز – نتحدث اليوم حول دراسة بحثية تُوصي بإظهار دور المؤسسات الدينية في مواجهة الأفكار المنحرفة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول دراسة بحثية تُوصي بإظهار دور المؤسسات الدينية في مواجهة الأفكار المنحرفة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
جانب من المناقشة
محمود الوروارى
ناقش قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة قناة السويس، رسالة دكتوراه بعنوان:” أثر اليأس والقنوط على الضروريات الخمس ودور المؤسسة الدينية في علاجهما”والمقدمة من الباحث محمد إسماعيل حرى، بمديرية أوقاف الشرقية.
تناولت الرسالة علاج مشكلة اليأس والقنوط التي يعاني منها كثير من البشر اليوم، إذ استفحل اليأس بصوره المختلفة، وشمل العديد من جوانب الحياة، فجعل الناس في حالة من الفتور والخوف الذي يطارد النفوس ليلا ونهارًا، فأفرز فقدان الثقة، والعزوف عن العمل والإنتاج والإتقان والإبداع، وليست هذه المشكلة وليدة اليوم أو الأمس بل عرفتها البشرية منذ القدم، وقد تناول القرآن الكريم هذه القضية في أكثر من موضع، وبين أسبابها، وحذر من عواقبها، وبين الفقهاء أهمية علم المقاصد وأنه من أهم علوم هذه الشريعة الإسلامية الغراء التي لا يستغنِي عنها مسلم بحال، لأن الشريعة الإسلامية جاءت بما يصلح الإنسان في الدنيا والآخرة، فالهدف الأسمى للشريعة الإسلامية هو سعادة الإنسان وإصلاح دنياه ونجاته في الآخرة.
كما تناولت الرسالة: دراسة موضوع اليأس والقنوط في الشريعة وما لهما من آثار على المقاصد الضرورية للشريعة، وسبل معالجة هذه الظاهرة التي انتشرت في المجتمع الإسلامي في عصرنا الحاضر، أهمية كبري نستخلصها من تحذير القران والسنة من عواقب التمادي في اليأس والقنوط، وما لمقاصد الشريعة الإسلامية من أهمية كبرى تتناول جميع الجوانب اليومية للفرد والمجتمع، وإضافة لما سبق ما جاء في نصوص الشريعة الإسلامية من وسائل مختلفة لعلاج آثار اليأس والقنوط والحفاظ على مقاصد الشريعة بجميع صورها.
و تهدف الدراسة: بيان صلاحية الشريعة الإسلامية السمحة لكل زمان ومكان، واهتمام الإسلام بقضايا المجتمع، والقدرة على علاجها، مع مراعاة أحوال الناس، و تسليط الضوء على بعض الظواهر الخطيرة الناتجة عن اليأس والقنوط، وبيان الأسباب والدوافع والعواقب وكيفية العلاج من خلال دور المؤسسة الدينية المصرية في ذلك والمتمثلة في الأزهر -ـحفظه الله- منارة الإسلام والعلم في العالم الإسلامي، ووزارة الأوقاف المصرية من خلال الدور الأساسي للخطباء في المساجد، ودور دار الإفتاء المصرية لبيان أن رسالة الإسلام هي إصلاح الدنيا بالدين.
وخلال المناقشة طالب الباحث، بضرورة الاهتمام بدراسة المقاصد الشرعية لاسيما الضروريات الخمس والتوسع في ذلك لعلاقتها الوثيقة بالكثير من النوازل والحوادث والمستجدات ومعالجتها، والدفاع عن الدين وما يحاك له من مدعي التنوير والحداثة، بكشف الشبهات والرد عليها، ومواجهة حملات الاستهزاء المتعمدة بالنصوص الشرعية والطعن في علماء الأمة وحملة لواء الدين، والتوجيه الدائم بكفالة الإسلام لحق الحياة الإنسانية والعناية بها، وإقامة المؤتمرات التي تندد بانتهاك حق الإنسان في حياة آمنة مطمئنة، وإظهار دور المؤسسات الدينية في وضع العلاج النافع لما يتعرض له المجتمع من قضايا وأفكار منحرفة، وقيام أجهزة الإعلام على اختلاف أنواعها بالدور المنوط بها حيث إرشاد الناس وتوجيههم إلى خطر اليأس والقنوط وما يترتب عليهما من آثار مضرة بالفرد والمجتمع، و بث ونشر روح التفاؤل والأمل في النفوس وانتزاع اليأس والتشاؤم تحقيقًا لسلامة وأمن المجتمع.
وأشار الباحث في رسالته لدور علماء الأزهر والأوقاف في علاج أثر اليأس والقنوط على الضروريات الخمس من خلال المؤتمرات والخطاب والمواعظ الأسبوعية وإصدار الفتاوى بجانب المقالات والكتابات المنشورة في مجلة الأزهر والصحف القومية.
هذا وتكونت لجنة الإشراف والحكم على الرسالة من الأستاذ الدكتور عبد الحفيظ محمد حسن، أستاذ البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن بالكلية، ووكيل الكلية للدراسات العليا الأسبق (مناقشًا ورئيسًا)، الدكتور الحسيني سليمان جاد، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الزقازيق (عضوًا ومناقشًا)، الدكتور حسنين السعيد حسنين أستاذ الدراسات الإسلامية ووكيل معهد الدراسات الأفروأسيوية (مشرفًا وعضوًا)، الدكتور حسن محمود غنايم، أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بكلية الآداب جامعة قناة السويس (مشرفًا وعضوًا).
و منحت لجنة المناقشة والحكم علي الرسالة الباحث درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، حضر المناقشة لفيف من علماء وزارة الأوقاف والأزهر الشريف وعدد من أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.