من يستهدف كورال الأوبرا؟! – الأسبوع
البوكس نيوز – نتحدث اليوم حول من يستهدف كورال الأوبرا؟! – الأسبوع والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول من يستهدف كورال الأوبرا؟! – الأسبوع، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
فى ظل الأمل الذى لاح فى الأفق فى إعادة الثقافة إلى مسارها وأهدافها، نضع أمام وزير الثقافة جانبًا على أعلى درجة من الأهمية من مشكلات الأوبرا المصرية التى يواجه شطر لا يستهان به من العاملين بها مشكلات تكاد تقضى على أحد أهم الفرق التى تعتمد عليها الأوبرا المصرية وتفسد أحد أهم مهام الثقافة التى لا ينبغى أن تضع الربح أولاً، وهو ما نأمل أن يضعه الوزير ضمن أولوياته.
ويكفى أن ننوه إلى أن أوبرا عايدة وهى واحدة من أهم الأوبرات التى تنتجها الأوبرا المصرية والتى يمكن أن تكون سببًا فى وصول السياح من كل مكان فى العالم لمشاهدتها، لم يتم الإعلان عن حفل واحد لها منذ عامين، وهى واحدة من الأوبرات التى يشارك بها كورال الأوبرا تمثيلاً وأداء صوتيًا، أما عن المشكلات التى توقفت بسببها أوبرا عايدة فهى جديرة أيضًا بالمناقشة، وتطرح عددًا من التساؤلات عن مهمة المعاهد الفنية، وهل مصر خلت من نجوم جدد وبها معهد كالكونسرفتوار، وما هو الموقف تحديدًا مع السوبرانو إيمان مصطفى التى تلعب دور عايدة؟ ولماذا لم يتم الحرص على وجود الصف الثانى الذى يمكن أن يغطى أى نقص، ويحل أى مشكلة؟! فهل يمكن أن تكون تلك هى عينة من المشكلات التى تواجهها واحدة من أهم الأوبرات التى تعرضها الأوبرا ثم يتم التلويح أو التسبب فى تدمير الكورال الذى يعتبر أحد أهم أعمدة كل الأوبرات التى تنتجها دار الأوبرا ومنها كارمن إبراهيم وغيرها؟!
ولا يؤدى كورال الأوبرا أداء صوتيًا فقط بل يشارك على المسرح فى الأداء الحركى والتمثيلي، ويكفى أن نشير إلى مشهد مارش النصر من أوبرا عايدة لنعرف دور الكورال فى هذه الأوبرا.
ويواجه الكورال مشكلتين أساسيتين إحداهما فى بنود العقود التى أبرمتها الأوبرا مؤخرًا مع أعضاء الفرقة وهى عقود بها بنود إذعان حرفية إضافة إلى مشكلات إدارية أخرى.
لقد قامت الأوبرا بمحاولة فى منتهى الغرابة لتطبيق قرار رئيس الوزراء بتطبيق الحد الأدنى للمرتبات، بأن وضعت عقودًا جديدة للمتعاقدين مسبقًا، وفى ظل حالة من الاستعجال تم التوقيع على تلك العقود من فرقتى كورال الأكابيللا وكورال الأوبرا فى 1 يوليو الماضى دون النظر للبنود التى احتوتها تلك العقود، بينما لم يوقع أوركسترا الأوبرا والأوركسترا السيمفونى والموسيقى العربية بكل فرقها واستطاعت فرقة الموسيقى العربية بالجلوس مع الدكتورة لمياء زايد رئيس الأوبرا التوصل لحل أحد أهم المشكلات، وهى مشكلة الحفلات، وهى ليست المشكلة الوحيدة، فقد اختفت من تلك العقود الجديدة المكافأة التى كانت مقررة من قبل لنهاية الخدمة وهى شهر واحد عن كل عام من العمل، أما عن الحفلات التى كانت من قبل غير موجودة فى العقود، ويأخذ عنها عضو الفريق بشكل معتاد أجرًا إضافيًّا مع كل المشاركين فى العرض، فقد أصبحت المكافأة لحضور الحفل جزءًا من الأجر الذى يتم به استكمال الحد الأدنى وفى حالة التغيب عن حضور الحفل يتم العودة للأجر القديم بالنسبة للمتعاملين بالعقود وهو “2300 جنيه”.
وبالنسبة للمعينين والعقود فقد فوجئوا بأن بند الإثابة الذى كان يصل إلى 700 جنيه شهريًا قد تم إلغاؤه، مع بند الحفلة الرئيسي الذى كان يصل إلى أجر 4 أو 5 عروض شهريًا، وتم استبدال كل ذلك للمعينين والمتعاقدين بمبلغ ثابت أقل بكثير، والتساؤل من هو صاحب تلك الأفكار التى اقتصت مكافآت الفرقة فى ظل الغلاء الفاحش الذى يمر به كل مواطن فى مصر الآن؟ ومن صاحب كل تلك الأفكار التى جعلت شباب الفرقة يفكرون فى تركها لينضموا للموسيقى العربية رغم قيمة ما يحفظونه من أوبرات وجودة أدائهم وندرة وجود أمثالهم؟
ومع كارثة أنه لا توجد لائحة للفرقة تتضمن الجزاءات والإثابات، فعلى الرغم من مناقشتها منذ سنوات، إلا أنه لم يتم التوقيع عليها حتى الآن، فقد تجمدت الترقيات بعد أن تخطت مدير الفرقة المدد القانونية التى يحددها القانون، وتم إسقاط اللجنة التى تم الإعلان عنها لشغل درجة مدير عام الأوركسترا والكورال والسوليست وهى الإدارات التى تشرف عليها المديرة الحالية، وأعلن عن تلك اللجنة فى يناير 2024 وأسقطت لمرور 6 شهور بسبب عدم عقد اللجنة وفقًا للقانون.
والعجيب أن المعينين والعقود معرضون لاختبارات لتصنيفهم لفئات فنية “أ، وب، وج، ود”، وذلك على الرغم من أن من المعينين القدامى من له خبرة أكثر من 15 عامًا، وكذلك هناك خبرات تصل إلى 25 عامًا بين الذين يعملون بعقود، وهم الذين يمكن اعتبارهم من مظاليم الأوبرا، فمهما طالت مدة عملهم فإنهم عندما تنتهى مدة عقودهم لا ينالون مكافأة، أو تكريمًا!.
والتساؤلات هنا: هل أبلغت الأوبرا المالية لتوفير ميزانية الحد الأدنى أم تعاملت بشكل منفرد بأن أعادت توزيع المكافآت داخليًا، فاقتطعت من البعض لصالح البعض بما خلق حالة من الاحتقان، والأغرب أن يشاع أنه من الممكن أن يتم إيقاف النشاط لشهور إذا لم يحقق النشاط دخلاً ماليًا محددًا، وهى شائعة لا نظن أن لها أًساسًا من الصحة فى وجود وزير فنان توسم فيه الجميع خيرًا، يفهم، ويقدر الدور الحقيقى للإبداع، وأن نشر بعض أنواع الفنون لها مكاسب أخرى ودور أهم بكثير من المكاسب المالية، لهذا تنفق الدول التى تعى ذلك دون انتظار لتلك المكاسب، ومع ذلك، فنحن جميعًا ندرك أن الفنان يؤدى ما عليه وليس من مهامه تسويق العمل وعمل دعايته فى الداخل والخارج بما يؤدى لنجاحه تجاريًا، وهذا التسويق هو ما يجب مساءلة من يقومون به فى حالة فشل خططهم الدعائية فى ظل نجاح العمل فنيًا.
فإذا كنا نتحدث عن فرقة لا يوجد مثيل لها على مستوى الشرق الأوسط ومنشأة بقرار جمهورى من الرئيس جمال عبد الناصر منذ عام 1960 وتحفظ أعمالاً فنية عالمية بلغات مختلفة منها الإيطالى والفرنسى والألمانى والتركى، فمن الذى يتحمل كارثة استهداف قوى مصر الناعمة؟ وما هى الأهداف الحقيقية التى تقف وراء ما يحدث؟!
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.