11 عامًا على أحداث اعتصام رابعة المسلح.. الحقائق الدامغة تكشف الأباطيل والأكاذيب
البوكس نيوز – نتحدث اليوم حول 11 عامًا على أحداث اعتصام رابعة المسلح.. الحقائق الدامغة تكشف الأباطيل والأكاذيب والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول 11 عامًا على أحداث اعتصام رابعة المسلح.. الحقائق الدامغة تكشف الأباطيل والأكاذيب، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
في كل عام تسعى جماعة الإخوان إلى نشر وإذاعة العديد من الوقائع المزيّفة حول أحداث اعتصام رابعة المسلح، وحقائق ما جرى على أرض الواقع، وفي الذكرى الحادية العشرة لهذا العمل الإرهابي والاعتصام الذي استمر لنحو 47 يومًا ننشر أحد فصول كتاب اعتصام رابعة بين الحقائق والأكاذيب للزميل مصطفى بكري رئيس التحرير.
يقول الزميل بكري: في صباح الأربعاء 14 من أغسطس 2013 وبعد فشل جميع محاولات الفض السلمي للاعتصامين، أعلن مصدر أمني مسئول أنه خلال دقائق سيتم فض اعتصامي رابعة والنهضة، موضحًا أن ساعة الصفر ستبدأ في السادسة من صباح يوم الأربعاء، ومع توافد قوات الأمن المركزي ومدرعات الشرطة إلى شارع يوسف عباس المؤدي إلى ساحة الاعتصام أدركت الجماعة أن الأمر جدٌ لا هزل فيه.
وجهت الشرطة النداء للمعتصمين بالخروج السلمي إلى الباصات التي ستنقلهم آمنين إلى خارج منطقة الاعتصام، إلا أن ذلك لم يجد صدى لدى المعتصمين.
وبالفعل بدأت القوات في فض الاعتصام، بينما اعتلى الإخوان أسطح عقارات رابعة العدوية وأطلقوا الرصاص على قوات الأمن.
تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان
لقد رصدت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها المجلس القومي لحقوق الإنسان وقائع الأحداث التي شهدتها عملية الفض فجر يوم الأربعاء 14 من أغسطس 2013، حيث قالت اللجنة في تقريرها: «في حوالي الساعة السادسة من صباح يوم الأربعاء الموافق 14 من أغسطس 2013، بدأت قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية، وبتأمين من القوات المسلحة في التحرك إلى المناطق المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، وقامت بإغلاق شارع يوسف عباس وشارع الطيران بالأسلاك الشائكة، وأحاطت جميع المخارج بأعداد من القوات التابعة لها، فتمركزت بطريق النصر تجاه المنصة أمام جامعة الأزهر، وفي الجهة المعاكسة بين طيبة مول وميدان الساعة، وفي شارع الطيران عند مبنى التأمين الصحي، وفي الجهة المقابلة بعد مدخل شارع صلاح سالم، في إطار خطة قوات الأمن والتي تضمنت تحديد ممر آمن لخروج المعتصمين وحددته بطريق النصر من ميدان رابعة في اتجاه النصب التذكاري (1).
وقال التقرير: «في حوالي الساعة السادسة والعشرين دقيقة صباحًا بدأت قوات الشرطة في بث رسائل إلى المعتصمين عبر مكبرات الصوت تناشدهم فيها إعلاء مصلحة الوطن وإنهاء اعتصامهم فورًا، وتتعهد بعدم ملاحقة المواطنين باستثناء الصادر بشأنهم أوامر بالضبط والإحضار، وتؤكد كل الحرص على سلامة المواطنين وتناشدهم إجلاء المعتصمين من النساء والأطفال وكبار السن وعدم استخدامهم كدروع بشرية، وتحذر المعتصمين من القيام بأعمال عنف أو استخدام السلاح ضد قوات الفض، والذي سيُقابل بمنتهى القوة والحزم، وأن عملية فض الاعتصام تتم بقرار من النيابة العامة وبحضور وسائل الإعلام».
ويقول التقرير: «لقد استمرت الإنذارات الأولى لفض الاعتصام حتى السادسة وخمس وأربعين دقيقة صباحًا، وأثناء ذلك دارت مناقشات بين قوات الأمن وأفراد تأمين الاعتصام في منطقة ممر الخروج الآمن، وأكد أحد أفراد الشرطة وجود وسائل مواصلات للمعتصمين من الأقاليم، وعدم التعرض لهم أو القبض عليهم، وأن من معه أسلحة من المعتصمين عليه أن يتركها قبل الخروج، ولن يسأله أحد عن ذلك، وكان رد أفراد قوات التأمين من المعتصمين أنهم لن يتركوا الميدان، وبدأوا في إلقاء الحجارة على قوات الأمن في هذه المنطقة».
ويقول التقرير: «في الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة بدأت قوات الأمن في إطلاق صفارات تُحدث طنينًا وألمًا شديدًا في الآذان، تُستخدم كوسيلة من وسائل فض التجمعات، تلاها تحرك الجرافات لإزالة الحواجز والسواتر الترابية والخرسانية التي وضعها المعتصمون بداخل الميدان لإعاقة قوات الأمن من الدخول، فبدأ المعتصمون بإلقاء الطوب على هذه الجرافات، وردت قوات الأمن على الطوب بالمياه، فألقى المعتصمون على قوات الأمن قنابل المولوتوف، وردت عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع الكثيف، وأطلق المعتصمون الخرطوش وصاحب ذلك تقدم قوات الأمن تجاه الميدان».
وقال التقرير: «لقد سقط الكثير من المعتصمين مغشيًا عليهم، مختنقين من آثار كثافة الغاز، وبدأ المستشفى الميداني يفتح أبوابه لتلقي هذه الحالات، وأخذت المنصة والإذاعة الداخلية لرابعة وهي منصة مقامة أمام مسجد رابعة مُوصَّلة بمكبرات صوت في مختلف أرجاء الميدان، تطالب المعتصمين بالثبات أمام الهجوم وعدم الاستجابة لمطالبة قوات الأمن، وبدأت في تصوير عملية الفض على أنها حرب على الشرعية أو عملية إبادة جماعية، وبدأ عدد من المعتصمين في إشعال إطارات السيارات وجذوع الأشجار من أجل إحداث سحابة دخان تقلل من آثار الغاز المسيل للدموع.. وشهدت المنطقة الواقعة بين شارع الطيران وشارع يوسف عباس تصعيدًا مفاجئًا باستخدام الأسلحة النارية من قبل المعتصمين تجاه قوات الأمن أسفرت عن مقتل ضابط وأربعة مجندين، فردت قوات الأمن بإطلاق نيران كثيفة تجاه مصدر إطلاق النيران سقط على إثرها ما يقرب من 50 قتيلًا بحسب شهادة الشهود، وتزامن مع هذه الوقائع تقدم قوات الأمن من جميع المحاور عن طريق النصر تجاه النصب التذكاري إلى محيط الميدان».
ويقول التقرير: لقد تقدم أحد قادة الأمن يحمل مكبرًا للصوت ووقف في مواجهة دار المناسبات المجاورة لمسجد رابعة لبث نداءات الميدان مع وعد بعدم التعرض للمعتصمين، فأُطلق النار عليه من قبل مسلحين من اتجاه دار المناسبات ليسقط قتيلًا في الحال ومع سقوطه تحول مجرى الأحداث في الميدان إلى حال تبادل كثيف لإطلاق النار بين قوات الأمن وعناصر مسلحة في محيط مسجد رابعة، شارع أنور المفتي، وشارع سيبويه المصري، وشارع الطيران، في ظل ارتباك المعتصمين غير المسلحين وعدم قدرتهم على الخروج من أي مكان، حتى الممر الآمن نتيجة الاشتباكات.
وفي حدود الساعة الواحدة ظهرًا استطاعت مسيرات المؤيدين للاعتصام الوصول من شارع رمسيس إلى طريق النصر في اتجاه النصب التذكاري، كما وصلت مسيرات أخرى عند تقاطع ميدان الساحة مع طريق النصر في اتجاه طيبة مول، أدى وصول هذه المسيرات إلى تراجع قوات الأمن عن ميدان رابعة، بغرض وقف تقدم الوافدين من مؤيدي الاعتصام من جميع الجهات، وهو ما أدى إلى توقف العمليات المسلحة داخل ميدان رابعة مؤقتًا، تجمع على إثرها المعتصمون حول المنصة مرة أخرى، واعتلت قيادتهم المنصة «البلتاجي» ودعوا المعتصمين إلى الثبات وعدم الخروج من الميدان، وظل الوضع على هذا النحو حتى الثالثة عصرًا.
ويقول: لأن الممر الآمن – طريق النصر- كان مغلقًا نتيجة الاشتباكات حاول عدد من المعتصمين إيجاد ممرات آمنة فرعية عبر الشوارع الجانبية، التي تعرض الكثير منهم بداخلها إلى الإمساك بهم من قبل اللجان الشعبية التي كونها المواطنون من سكان المنطقة تحت منازلهم وتسليمهم لقوات الأمن.
ويضيف التقرير: في حدود الساعة الثالثة عصرًا نجحت قوات الأمن في وقف تقدم المسيرات القادمة من المحاور المختلفة، وقامت بتنظيم صفوفها والعودة مرة أخرى لدخول الميدان وتم ذلك عبر ثلاثة محاور، طريق النصر اتجاه طيبة مول، وطريق الطيران من الاتجاهين، وتم تأمين طريق النصر – الممر الآمن- تجاه النصب التذكاري، وكان الهجوم باستخدام الغاز المسيل للدموع بكثافة شديدة مما دفع المعتصمين للخروج بكثافة عن طريق النصر دون إعاقة.. وفي الوقت ذاته دمرت الجرافات جميع الخيام الموجودة في محيط الميدان والشوارع الأساسية المحيطة، وأشعلت النيران في الخيام الخاوية، وأثناء دخول إحدى الجرافات لإزاحة أحد الأكشاك كانت إحدى الخيام بها الكثير من الجثامين فتوقف سائق الجرافة حتى يتم إخلاء الجثامين التي لم يتم تقدير أعدادها (ثمانية طبقًا لتقديرات الطب الشرعي)، واحترق بعضها نتيجة اشتعال النيران في الخيام القريبة.
ويقول: في حدود الساعة الخامسة إلا الربع انضمت تشكيلات جديدة من قوات الأمن داخل الميدان وحدثت اشتباكات بين المعتصمين وبعض المواطنين المرافقين لقوات الأمن، وتبادلوا إطلاق المولوتوف، مما أسفر عن اشتعال النيران في الخيام القريبة من المنصة، وانتقلت النيران إلى مسجد رابعة مما أدى إلى إحراقه، وامتدت النيران أيضًا إلى واجهة المستشفى الملاصق للمسجد.
ويضيف: بحلول الساعة السادسة مساءً أحكمت قوات الأمن سيطرتها كاملة على ميدان رابعة وما حوله، وتم إخراج جميع المعتصمين بمحيط الميدان، كما قامت بإخلاء المستشفى الميداني والمركز الطبي المجاور من كل الأطباء والمساعدين خارج الميدان، بعد أن سمحت قوات الأمن لأطباء وأهالي ومعتصمين بإخراج الجثامين والجرحى من المستشفى بعد امتداد الحريق إلى واجهته وقرر المعتصمون نقل هذه الجثامين إلى مسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد الذي يبعد 700 متر من مسجد رابعة.
ويقول: بحلول الساعة الثامنة والنصف مساءً انتهت عملة فض الاعتصام بسقوط 632 قتيلًا – بحسب بيان مصلحة الطب الشرعي ومصادر أخرى- وما يقرب من 1492 مصابًا كما تم إلقاء القبض على 800 شخص تقريبًا من المعتصمين(1).
لقد استغرق فض اعتصام رابعة 14 ساعة تقريبًا من بين كر وفر وإطلاق للرصاص وسعى إلى دفع آلاف المعتصمين للخروج والعبور من خلال الممر الآمن وركوبهم الباصات إلى الميادين العامة دون تعرضهم للسؤال.
إرهاب في كل مكان
أما عن اعتصام النهضة بميدان الجيزة فقد كان الفض سريعًا، خاصة بعد أن تسرب إلى المعتصمين أن السلطة عازمة على الفض، فتحرك الكثيرون منهم إلى داخل كلية الهندسة ثم أشعلوا النيران في مبنى الكلية، ثم اندلعت اشتباكات شارك فيها أهالي منطقة بين السرايات ضد المعتصمين الذين أطلقوا عليهم الرصاص، وأسفرت عملية الفض عن سقوط 88 قتيلًا و266 مصابًا، بينما سقط 63 قتيلًا و314 مصابًا في المناطق المحيطة بالميدان.
وبعد فض اعتصامي رابعة والنهضة بدأ الإخوان عمليات عنف وإرهاب استهدفت رجال الجيش والشرطة والأهالي وأحرقوا عشرات الكنائس ودُور العبادة واعتدوا على أقسام الشرطة والمنشآت العامة والخاصة وأشاعوا الفوضى في أنحاء البلاد كافة، ولولا حسم الجيش والشرطة والسعي إلى احتواء الأزمة ومواجهة المتآمرين لانهارت الأوضاع في البلاد.
وفي هذا الوقت وجه محمد البرادعي طعنة إلى الدولة المصرية عندما قدم استقالته من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية لرفضه فض اعتصام رابعة بالقوة كما قال، ولكن الرئيس عدلي منصور وافق على الاستقالة، التي استغلتها جماعة الإخوان في الترويج لأكاذيبها في الخارج.
وفي أعقاب الاشتباكات التي جرت في مواجهة عمليات إطلاق الرصاص من عناصر الإخوان أعلنت وزارة الصحة عن مقتل 638 وإصابة 4201 بالقاهرة والمحافظات، حيث قامت العناصر الإرهابية باقتحام وإحراق عدد كبير من أقسام الشرطة والكنائس والمنشآت، وقد قامت العناصر الإرهابية في أعقاب فض الاعتصام بإحراق قسم شرطة كرداسة وقتل وإصابة العشرات في مجزرة دموية سيتوقف عندها التاريخ كثيرًا، وأيضًا أقسام الوراق والتبين والحوامدية بالجيزة وتهريب الكثير من المسجونين، كما قاموا بخطف مأمور قسم شرطة الوراق وإصابة 7 ضباط وأفراد شرطة، وجرت اشتباكات واعتداء على قسم حوش عيسى بالبحيرة، وهاجم الإخوان جميع مراكز شرطة المنيا وقسم عين شمس واحتجاز وإصابة 12 ضابطًا في أسوان وإضرام النيران في سيارات الأمن المركزي، ومهاجمة قسم شرطة الأزبكية وحرق مبنى التحريات العسكرية بمطروح واقتحام قسم شرطة الإبراهيمية، والاستيلاء على الأسلحة الموجودة بالقسم، واقتحام وحرق قسم شرطة كرداسة، وقتل 11 ضابطًا وجنديًّا والتمثيل بجثث البعض منهم، وإطلاق النار على السجن العسكري في (أبو زعبل)، ومحاولة اقتحام مديرية أمن الفيوم واقتحام قسم العياط وقسم شرطة ثالث الإسماعيلية وقسم شرطة المرافق بمطروح ومركز شرطة ساحل سليم، وكمين شرطة في طريق بلبيس – القاهرة الزراعي، واقتحام قسم شرطة الواسطى ببني سويف، والاعتداء على كمين شرطة أعلى الكوبري الدائري بمنطقة باسوس بالقليوبية، وحرق نقطة شرطة كحك بالفيوم، والاعتداء على نقطتي شرطة المنوات وشبرامنت بالجيزة، وتم إحباط محاولة لاقتحام معسكر الأمن المركزي في (أبو قرقاص) بالمنيا، والكثير من مراكز الشرطة الأخرى.
وفي يوم الجمعة 16 من أغسطس هاجمت عناصر الإخوان والمتحالفون معهم مديرية أمن القاهرة ومحاولة حرق قسم شرطة القلج بالقليوبية، وقسم شرطة الحمام بمطروح وإطلاق النار على سيارات الأمن المركزي بالشرقية، مما أسفر عن إصابة ضابط و19 مجندًا والقيام بهجوم على قسم أول أكتوبر واستشهاد مجند وإصابة ضابط شرطة في هجوم مسلح على كمين بالتجمع الخامس وإحراق نقطة شرطة المنصورية بالجيزة ومحاصرة قسم منشأة القناطر بالقليوبية ومحاولة اقتحام قسم شرطة إمبابة و(أبو النمرس) وحجز الترحيلات بالجيزة وإحباط محاولة هروب السجناء من قسم شرطة ثان – طنطا.. وتحطيم نقطة الشرطة في ميدان روكسي بمصر الجديدة وتحطيم نقطة شرطة تابعة لقسم أول مدينة نصر.
وقامت الجماعة باقتحام مكتبة دار الكتاب المقدس في أسيوط وإشعال النيران بكنيسة ماري حنا بمركز أبنوب بأسيوط وإحراق مطرانية القوصية وأكثر من خمسة عشر منزلًا لمسيحيين في الشارع المؤدي إلى المطرانية، والاعتداء على كنيسة الواسطى ببني سويف، واقتحام كنيسة مارجرجس في عزبة النخل، وحرق كنيسة مارجرجس بسوهاج ومحاولة اقتحام مطرانية الجيزة بشارع مراد، وكنيسة دميانة بكفر الشيخ وكنيستي العذراء بالمعادي ومارجرجس بكفر توسيكا وإحراق الكنيسة الإنجيلية بالمنيا، والكثير من الكنائس الأخرى.
وقام الإرهابيون بالاعتداء على المنشآت والمحاكم في الكثير من المحافظات، وقطع الطرق والمحاور والاعتصام على قضبان السكة الحديد.
لقد تحولت البلاد إلى كتلة مشتعلة من النيران وانتشرت عمليات القتل والتخريب في جميع المحافظات بلا استثناء وجابت مسيرات ضخمة أنحاء البلاد تندد بما تسميه بالانقلاب على الشرعية.
وبدأت الجماعة تستغل حادثة رابعة وتُصِّدر للخارج صورة «الضحية» وتقدم أرقامًا غير صحيحة عن الذين سقطوا جراء محاولات فض اعتصام رابعة.
وبعد القبض على المرشد العام للجماعة محمد بديع يوم الثلاثاء 20/8/2013 أعلنت الجماعة تولى د.محمود عزت نائب المرشد مهام المرشد، الذي اختفى لفترة طويلة وكان يدير عمليات العنف في البلاد.
إعلان حالة الطوارئ
وأمام تردي الأوضاع وانتشار أعمال العنف والإرهاب في جميع أنحاء البلاد، أعلنت رئاسة الجمهورية حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة شهر واحد ابتداءً من الرابعة عصر الأربعاء 14 من أغسطس 2013، في الوقت الذي أعلن فيه د.محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية للشئون الخارجية استقالته من منصبه لرفضه فض اعتصام رابعة والنهضة بالقوة.
كانت البيانات القادمة من واشنطن تحمل رسائل الإدانة، وتعبر عن القلق، وقد عبر الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور عن رفضه لتصريحات الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، حيث قال إنه تابع ما صدر عن الرئيس باراك أوباما بشأن الأوضاع في مصر، معربًا عن خشيته من أن تؤدي تلك التصريحات التي لا تستند إلى حقائق الأشياء لتقوية جماعات العنف المسلح وتشجيعها في نهجها المعادي للاستقرار والتحول الديمقراطي بما يعرقل إنجاز خارطة المستقبل التي تصر مصر على إنجازها في موعدها من دستور إلى انتخابات برلمانية ورئاسية.
وقال البيان: إن القاهرة إذ تقدر اهتمام الجانب الأمريكي بتطورات الأوضاع في مصر، إلا أنها كانت تود أن توضع الأمور في نصابها الصحيح، وأن تدرك الحقائق الكاملة لما يجري على الأرض.
وأكد البيان: أن مصر تواجه أعمالًا إرهابية تستهدف مؤسسات حكومية ومنشآت حيوية، شملت العشرات من الكنائس والمحاكم وأقسام الشرطة والكثير من المرافق العامة والممتلكات الخاصة، وأن جماعات العنف المسلح استهدفت إزهاق الأرواح.
وأعلن الرئيس عدلي منصور عن أسفه لسقوط ضحايا مصريين، مؤكدًا أنه يعمل بقوة على إقرار الأمن والسلم المجتمعي، وأن مصر تؤكد تمامًا سيادتها التامة وقرارها المستقل.
وكانت القوات المسلحة قد أصدرت بيانًا يوم 14/8/2013 أهابت فيه بجميع المواطنين الالتزام بإجراءات حظر التجوال بمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية والقليوبية والسويس والبحيرة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وشمال سيناء وجنوب سيناء والإسماعيلية.
وقد ردت القوات المسلحة على قرار الرئيس أوباما بإلغاء مناورات النجم الساطع مع الجيش المصري على لسان مصدر عسكري، بالقول: إن تدريبات النجم الساطع لا تؤثر في كفاءة المقاتل أو الجيش المصري بأي حال من الأحوال، وإن القوات المسلحة لا تعتمد في تسليحها على مصدر واحد، ولديها دائمًا مصادر متنوعة للأسلحة من الدول الشرقية والغربية، ولن يؤثر فيها أي إجراء يتعلق بقطع المعونة العسكرية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي يوم الأحد 18/8/2013 ألقى الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي كلمة أمام ضباط الجيش والشرطة أشاد فيها بالدور الوطني المشرف لرجال القوات المسلحة والشرطة المدنية معًا، لتأمين الجبهة الداخلية ومواجهة التحديات الأمنية التي تشهدها البلاد بكل قوة وثبات وإصرار على حماية الأمن القومي المصري.
وأكد السيسي أن للشعب المصري إرادته الحرة في أن يختار من يشاء لحكمه، وأن القوات المسلحة والشرطة سيظلان أمناء على إرادة الشعب في اختيار حكامه، وأكد أن مصر أمانة في رقبة الجميع، ويجب علينا كجيش وشرطة أن نحفظ الأمانة ونحمي مصر وشعبها.
كانت الحملات الإعلامية الممنهجة تسعى إلى تشويه صورة مصر بالخارج وتقديم أفراد جماعة الإخوان باعتبارهم ضحايا للآلة العسكرية والأمنية المصرية، حيث تجاهل البعض البيان الذي أصدره د.شريف شوقي المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء في 17/8/2013، والذي قال فيه: إن أنصار الإخوان قاموا بحرق 12 كنيسة و6 مجالس مدنية و5 مقار لدواوين المحافظات واقتحام 2 سجن مركزي ومحاولة اقتحام مكتبة الإسكندرية ومهاجمة أقسام الشرطة والسجون، كما أن عدد شهداء الشرطة بلغ في هذه الأيام الثلاثة التي تلت فض اعتصامي رابعة والنهضة 57 شهيدًا و563 مصابًا.
ولم تتوقف الأحداث وعمليات العنف عند هذا الحد، بل شهدت البلاد مئات العمليات الإرهابية والقتل والاعتداء على المؤسسات ومهاجمة رجال الجيش والشرطة، إلا أن القيادة المصرية كانت لكل ذلك بالمرصاد، حيث توحدت مواقف القُوى المدنية مع القُوى الأمنية والعسكرية، لتصنع ملحمة وطنية يسجلها التاريخ بأحرف من نور دفاعًا عن الكيان الوطني والشعب المصري.
اقرأ أيضاًمحضر اجتماع الحكومة قبل فض اعتصام رابعة 2014.. مصطفى بكري يكشف تفاصيل جديدة وماذا فعل البرادعي
النطق بالحكم على 4 متهمين في قضية «فض اعتصام رابعة»
المشدد 15 سنة لـ14 متهما وبراءة آخر بـ«فض اعتصام رابعة»
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.