“أطفال جرحى دون عائلات على قيد الحياة”.. أطباء في غزة يروون قصصًا مروعة . البوكس نيوز
البوكس نيوز – نتحدث اليوم حول “أطفال جرحى دون عائلات على قيد الحياة”.. أطباء في غزة يروون قصصًا مروعة . البوكس نيوز والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول “أطفال جرحى دون عائلات على قيد الحياة”.. أطباء في غزة يروون قصصًا مروعة . البوكس نيوز، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
“طفل جريح دون عائلة على قيد الحياة”، مصطلح انتشر بين الأطباء ومنظمات الإغاثة، في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي تقترب من شهرها السادس.
إذ ظهر مصطلح باللغة الإنجليزية بين الأطباء ومنظمات الإغاثة وهو “WCNSF”، اختصارًا لجملة “Wounded Child, No Surviving Family”، التي يمكن ترجمتها بالعربية إلى “طفل جريح دون عائلة على قيد الحياة”.
اقرأ ايضا: شبح المجاعة يخطف أطفال غزة.. 6 وفيات بين الرضع نتيجة الجفاف وسوء التغذية
وتوصل الأطباء إلى مصطلح “WCNSF” الأولي، لضمان قيام موظفي المستشفى بتعيين شخص ما لرعايتهم.
ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية التي نقلت عن منظمات الأمم المتحدة قولها، إن قطاع غزة هو “أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال”.
ولتسليط الضوء على الأوضاع المتردية في قطاع غزة، قال جراح التجميل البريطاني الفلسطيني، غسان أبو ستة، الذي قضى أسابيع في علاج المصابين في غزة، إن قسم الطوارئ في مستشفى دار الشفاء “كان يعج بأطفال جرحى فقدوا أفراد عائلاتهم”.
وأوضح أبو ستة أن الأطباء في مستشفى الشفاء، وهو أكبر منشأة طبية في قطاع غزة قبل اندلاع الحرب، لاحظوا خلال الأسابيع الأولى من القصف والاشتباكات، أنه وبعد كل غارة جوية، “كان هناك أطفال غير مصحوبين بذويهم يحتاجون إلى العلاج”.
ونبه إلى أنه تم تسجيل حوالي 120 حالة إصابة لأطفال “WCNSF”، “تتراوح أعمارهم بين سنة و 14 عامًا في مجمع دار الشفاء”، وذلك قبل إجلاء معظم المرضى والموظفين في أعقاب غارة إسرائيلية على المنشأة في نوفمبر.
ولا يعرف أبو ستة أين انتهى الأمر بهؤلاء الأطفال، في حين يقول الأطباء في مستشفى “شهداء الأقصى” بوسط غزة، والمستشفى الإندونيسي في الشمال، إنهم عالجوا “ما لا يقل عن 20 من هؤلاء الأطفال”.
وقال أبو ستة إن الناس في غزة “يبحثون عن ملجأ حيث يعتقدون أنهم قد يكونون أكثر أمانًا”، لافتًا إلى أنه “غالبًا ما تتكدس العائلات في شقة واحدة، وعندما يقصف الإسرائيليون تلك الشقة، فإن ذلك سيمحو 3 أجيال”.
وبحسب “واشنطن بوست”، يقول أطباء وعمال إغاثة، إن هؤلاء الأطفال غير المصحوبين بذويهم غالبًا ما يعانون من إصابات مروعة، مثل حروق الأنسجة العميقة، وكدمات الرئة، وتلف الدماغ، وفقدان الأطراف.
وأوضح الأطباء أن بعض الأطفال يصلون إلى المستشفى وهم فاقدي الوعي وبحاجة إلى إنعاش فوري.
فيما وصف المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، جيمس إلدر، الذي أمضى بعض الوقت في غزة العام الماضي، مشاهداته لأطفال فقدوا عائلاتهم بأكملها “بالأمر الذي تكرر بشكل مرعب”.
إلدر، أكد أن البعض بدا كما لو أنه “تم كسرهم (مثل قطع الزجاج) للتو وتم تجميعهم بشكل سيء، في انتظار عمليات جراحية متعددة”.
وقال إن هذه الظاهرة “تؤكد الطبيعة العشوائية وشراسة هذه الهجمات، حيث سعت العائلات إلى محاولة الحفاظ على سلامتها”.
وأضاف أنه التقى في مدينة خانيونس بالطفل محمد، البالغ من العمر 13 عامًا، من جباليا، والذي نجا من هجوم أدى إلى مقتل عائلته بأكملها في نوفمبر.
وأوضح إلدر إن الصبي كان يعاني من “حروق رهيبة” في وجهه، لكن على الرغم من الألم كان يرفع ذراعه ليشير بإبهامه للأعلى، في حركة معناها أنه بحالة جيدة.
وأفاد الأطباء وعمال الإغاثة، الذين قابلتهم صحيفة “واشنطن بوست” في هذا التقرير، بأن الصراع المحتدم “جعل من الصعب تقديم إحصاء كامل لجميع حالات (الأطفال الجرحى دون عائلات على قيد الحياة) في جميع أنحاء القطاع”.
العاملون في المجال الطبي، قالوا أيضًا إنه وسط انقطاع الاتصالات وفوضى النزوح الجماعي، فمن المحتمل أيضًا أن يكون بعض الأطفال قد تم لم شملهم مع أقاربهم.
وفي فبراير الماضي، قدرت “يونيسيف”، أن حوالي 17 ألف طفل في غزة غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عن أسرهم.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، دمرت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 ألف وحدة سكنية، وألحقت أضرارًا بـ 290 ألف وحدة أخرى.
وعندما طُلب منه التعليق، قال الجيش الإسرائيلي، إنه ليس من الممكن حتى الآن تقديم إحصاء دقيق لـ “درجة الدمار الذي لحق بمنازل الفلسطينيين”.
وأوضح المتحدث الإسرائيلي، أن أفعال الجيش “تستند إلى الضرورة العسكرية ووفقًا للقانون الدولي”، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وقالت طبيبة الأطفال سيما الجيلاني، وهي مستشارة فنية رفيعة المستوى للصحة الطارئة في لجنة الإنقاذ الدولية، والتي عادت من غزة الشهر الماضي، إن معظم الجروح التي رأتها بين الأطفال “كانت إصابات ناجمة عن انفجارات”.
ووصفت الطبيبة حالة فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا يُعتقد أنها طفلة غير مصحوبة بذويها، قائلة إن “وجهها وأعلى رقبتها كانا متفحمين، فيما علقت ذراعاها في وضع مثني”.
وقالت جيلاني، التي تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية لأكثر من عقدين من الزمن، إن المسؤولية عن مستقبل هؤلاء الأيتام “تقع على عاتق المجتمع الدولي”، الذي يجب أن يدفع من أجل “وقف مستدام لإطلاق النار وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية”.
وأضافت: “خلافًا لذلك، فإن هذه الحرب تولد جيلاً من الأيتام الذين ليس لديهم حالياً إمكانية الوصول إلى التعليم، ولا يمكنهم الولوج إلى المدرسة، ولا يمكنهم اللعب وليس بمقدورهم الحصول على خدمات الصحة ومتطلبات النظافة الشخصية”، قائلة: “إنها صورة قاتمة للغاية.. ومستقبل قاتم للغاية”.
من جانبه، قال أحمد المخللاتي، جراح التجميل الذي عمل في مستشفى الشفاء والمستشفى الأوروبي في غزة، إنه عالج “ما لا يقل عن 25 حالة” من حالات أطفال “WCNSF”.
وأضاف أنه يحاول أن يمنع عواطفه من التدخل في عمله، لكنه وجد نفسه في عدة مناسبات غير قادر على إجراء الجراحة بسهولة.
وتابع بأسى: “من الصعب حقًا أن تقوم بعملك عندما تفكر في هؤلاء الأطفال، ومستقبلهم، وأحلامهم، وكيف ستبدو حياتهم، وكيف سيعيشون بقية حياتهم”.
وختم بالقول: “أحاول فقط أن آخذ نفسًا عميقًا وأقول إنها حياة قاسية، لكن الله سيكون بجانبهم لمساعدتهم، ويجب أن أعمل مرة أخرى”.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
اقرأ ايضا: “الوضع مأساوي”.. الصحة العالمية: شرايين الحياة انقطعت عن غزة
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.