السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث.. «الشيخ الغزالى» . البوكس نيوز

البوكس نيوز – نتحدث اليوم حول السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث.. «الشيخ الغزالى» . البوكس نيوز والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث.. «الشيخ الغزالى» . البوكس نيوز، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.

بقلم: عادل نعملن

ويظل اتهام «إنكار السنة والطعن فى السيرة المطهرة والنيل منها» يطارد كل من يحاول «تنقية السنة مما قد يشوبها» حتى لو كان شيخًا معممًا أزهريًا منهم، فإنه يظل مرفوعًا على الأعناق حتى إذا ما خالف ورأى أمرًا مناقضًا فإن الطعنة تأتيه من كل جانب، ويتسارع الجميع إلى صرعه، والشيخ محمد الغزالى نفسه لم يسلم من السب والشتم حين ذكر أن غايته من كتاب «السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث» هى «تنقية السنة مما شابها» ولقد طالت غيره من أصحاب الفكر والتجديد.

حتى من نادى منهم بأن تكون دلالات وشواهد  القرآن الكريم أحد أهم الضوابط والروابط والصلات فى  السيرة النبوية، وقد ذكر الشيخ فى مقدمة كتابه «قد شتمنى بعض الناس، فوجدت الإعراض أولى! ومن من الأنبياء لم يشتم؟ لكن الشتم الذى أوجعنى اتهام البعض لى بأنى أخاصم السنة النبوية (وأنبه القارئ العزيز: إن تهمًا كثيرة قد طالت الإمام أبا حنيفة النعمان أيضًا صاحب مدرسة الرأى، وكان متشددا فى قبول الأحاديث، وقالوا ليس قويًا فى الأحاديث.

وهو كثير الخطأ والغلط، ومسكين وضعيف فى الحديث)، وقد كان أبوحنيفة من مذهبه ألا يرفع يديه قبل الركوع ولا بعده، ولا يقرأ من القرآن شيئًا خلف الإمام، وربما صلى بعد لمس المرأة، ولذلك قالوا عنه واتهموه «بأنه جاهل بالإسلام»، ويتساءل الشيخ الغزالى فى مقدمة الكتاب «هل البديل الأفضل جلباب قصير ولحية كثيفة؟ أم عقل أذكى، وقلب أنقى، وخلق أزكى، ونظرة أسلم وسيرة أحكم؟!

ويستكمل الشيخ فى المقدمة فى شرح أحد أهم أسباب إلهاء الشعوب، وانقساماتها الفكرية حول الدين، وشغلهم بالتافه من الجدال، وحصارهم بالمتطرف من آراء الفقهاء والمشايخ، فيقول: (إن السلطات المستبدة قديمًا وحديثًا يسرها الخلافات العلمية التى لا تمسها!! هل الشك ينقض الوضوء أم لا؟ هل رؤية الله فى الآخرة ممكنة أم ممتنعة؟ هل قراءة الإمام تكفى عن المصلين أم لا تكفى؟ ويتمنى حكام الجور لو غرق الجمهور فى هذه القضايا فلم يخرج منها!! وما أوجع الشيخ كما جاء على لسانه أن يرى بعض الشباب يهتم بمسألة هل مصافحة المرأة تنقض الوضوء أم لا أكثر من اهتمامه بالانتخابات وإجراءاتها ونتائجها.

وهناك خمسة شروط لقبول الحديث، كما جاء على لسان الغزالى أولًا: لا بد أن يكون راوى الحديث واعيًا، يضبط ما يسمع ويحكيه بعدئذ طبق الأصل. ثانيًا: ومع الوعى لابد من خلق وثيق، وضمير يتقى الله ويرفض أى تحريف. ثالثًا: هاتان الصفتان يجب أن تكونا فى سلسلة الرواة، فإذا اختلفا فى واحد واضطربت إحداهما فإن الحديث يسقط عن درجة الصحة. أما عن المتن «أى نص الحديث ذاته فله شرطان، الأول: ألا يكون شاذًّا. ثانيًا: ألا تكون فيه علة قادحة. ويستكمل الشيخ: إن علماء السنة والتفسير والفقه منوط بهم اكتشاف العلة والشذوذ.

ويعطينا الشيخ الغزالى مثالًا من هذه الأحاديث المعلولة، بحديث عن الرسول (ص) «أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه»!! ولقد أنكرت هذا الحديث السيدة عائشة وغضبت حين سمعت به، بل حلفت أن الرسول ما قاله، وقالت: أين منكم قول الله سبحانه وتعالى «ولا تزر وازرة وزر أخرى» فهى ترد ما خالف القرآن بجرأة وثقة، ومع ذلك فإن هذا الحديث المرفوض من السيدة عائشة مثبت فى الصحاح، ويُتداول بين الناس، بل إن «بن سعد» فى طبقاته الكبرى كرره فى بضعة أسانيده.

ومن الأحاديث المعلولة أيضًا حديث «حديث الغرانيق» والذى أجازه بن حجر العسقلانى فى شرح صحيح البخارى، وأعطاه الإشارة الخضراء، فمر بين الناس وتمسكوا به وأفسد الدين والدنيا، والحديث من روايات الزنادقة!! هكذا يصفه الشيخ!! وجاء على لسانه «ولقد انخدع به محمد بن عبد الوهاب إمام الوهابية» فجعله فى السيرة التى كتبها، وجاء «سلمان رشدى» فاعتبر هذا الحديث المكذوب فى كتابه «آيات شيطانية» أحد مكوناته.

ويتساءل الشيخ الغزالى: لو جاء من أحد منا لوجب قتله والقصاص منه «أليس من حق علماء الكلام والفقه والتفسير أن يحاربوا هذا القذى – أى الدنس؟ بل إن حراس السنة الصحيحة رفضوا هذا الحديث المحقور»، أى الحقير أو التافه، وما زالت كتب السير تحمل هذا الحديث، فما حديث الغرانيق الذى أشار إليه الشيخ فى كتابه، الذى رفضته السلفية واتهمت الشيخ الغزالى بأنه (قد خاصم السنة) ووصفه الشيخ الغزالى هذا الوصف «المحقور»؟! وإلى المقال القادم.

الدولة المدنية هى الحل.

وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة