الان – “دروس في الإنسانية والمعاملة الحسنة”.. المقـ.اومة تأسر عقول وقلوب الرهائن الإسرائيليين . جريدة البوكس نيوز

أمر لافت للغاية عندما تنظر لعلامات الود والرضا والثناء وابتسامات الوداع التي ظهرت على وجوه الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عبر صور عمليات تسليم المحتجزين ضمن اتفاق تبادل الأسرى مع إسرائيل بعد دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ لتوقف حربًا على قطاع غزة استمرت لمدة 49 يومًا.

وبدا الأمر وكأن المخطوفين يودعون أسرهم، الأمر الذي ينبئ بمعاملة حسنة تلقاها هؤلاء خلال فترة احتجازهم لدى فصائل المقاومة، وذلك على عكس الدارج في مشاهد تسليم الأسرى الفلسطينيين ورجوعهم في حالات رثة من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

مظاهر الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أثارت ضجة واسعة وإشادات من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين سلطوا الضوء على المعاملة الحسنة من قبل حماس مع الأسرى والرهائن الإسرائيليين.

ولم تكن مشاهد وداع الأسرى الإسرائيليين لعناصر “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، هي الأولى، إذ إنه وتحديدًا يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أطلت يوشيفيد ليفشيتز، البالغة من العمر 85 عامًا، في فيديو، وهي تودع من اختطفها وتصافحه، قبل أن تنطلق مع أحد أعضاء الهلال الأحمر.

المرأة المسنة البالغة من العمر 85 عامًا، قالت إنها “تلقت معاملة طيبة خلال احتجازها في غزة”، مضيفة أن الرهائن كانوا يتلقون “معاملة طيبة” ممن يحتجزونهم.

وأضافت للصحفيين حينها: “أخبرونا بأنهم مسلمون يؤمنون بالقرآن، ولن يؤذونا”، مؤكدة أنه كان هناك مسعف ومراعاة طبية وتوفير العلاج اللازم.

وعلى خطى ليفشيتز، شكرت الأسيرة الإسرائيلية دانيال، عناصر كتائب القسام على إنسانيتهم غير الطبيعية في التعامل معها ومع ابنتها إميليا.

وقالت دانيال – في رسالة بخط اليد وباللغة العبرية وجهتها للقسام ونشرها الإعلام العسكري للكتائب – : “للجنرالات الذين رافقوني في الأسابيع الأخيرة، يبدو أننا سنفترق، لكنني أشكركم من أعماق قلبي على إنسانيتكم غير الطبيعية التي أظهرتموها تجاه طفلتي إميليا”.

وأضافت: “كنتم لها مثل الأبوين، هي تعترف بأنكم كلكم أصدقاؤها، ولستم مجرد أصدقاء، وإنما أحباب جيدون حقيقيون”. 

وتابعت: “شكرًا لكونكم كنتم صبورين تجاهها، وغمرتموها بالحلويات والفواكه، وكل شيء موجود ولو لم يكن متاحًا”.

وواصلت: “الأطفال لا يحبون الأسر، لكن بفضلكم وفضل أناس آخرين طيبين وقيادات عرفناهم في الطريق، ابنتي اعتبرت نفسها ملكة في غزة”، مضيفة: “أنا للأبد سأكون أسيرة شكر، لأن ابنتي لم تخرج من هنا بصدمة نفسية للأبد”.

وقالت: “سأذكر لكم تصرفكم الطيب الذي منح لنا برغم الوضع الصعب عندكم، والخسائر الصعبة التي أصابتكم في غزة”. 

وختمت المحتجزة التي تم تسليمها في اليوم الأول من تنفيذ الهدنة الموقتة بين حركة حماس والاحتلال: “أتمنى لكم الصحة والعافية.. صحة وحب لكم ولأبناء عائلاتكم.. شكرًا كثيرًا”.

مشهد “ليفشيتز” ورسالة “دانيال” يتكرر دائمًا عندما يتم الإعلان عن دفعات تسليم الرهائن المحتجزين لدى حماس، ما جعل النشطاء يصفون تعامل حماس مع الأسرى بـ”درس في الأخلاق للعالم”.

(شهادة من قلب إسرائيل)

من جانبه، قال المراسل العسكري الإسرائيلي، الون بن دافيد، إن رجال حماس اعتنوا بالرهائن الإسرائيليين خلال فترة احتجازهم في قطاع غزة.

وأضاف مراسل القناة 13 الإسرائيلية: “تحدثت معهم وكرروا نفس الرواية: رجال حماس اعتنوا بنا، أطعمونا وحاولوا توفير أدويتنا”، لافتًا إلى أن “يوشيفيد ليفشيتز لم تكن تكذب”.

جدير بالذكر أن الهدنة بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس والاحتلال الإسرائيلي، دخلت يومها الرابع والأخير وذلك اليوم الاثنين، وسط محادثات جارية لتمديدها.

وبدأت الهدنة الجمعة، بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، يفرج بموجبها عن 50 رهينة إسرائيلية لدى الحركة، مقابل إطلاق 150 أسيرًا فلسطينيًا وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.

ومنذ الجمعة، أطلق سراح 117 أسيرًا فلسطينيًا وسط فرحة عارمة من ذويهم، فضلًا عن 39 رهينة إسرائيلية بموجب الاتفاق، إضافة إلى 24 رهينة من خارج الاتفاق معظمهم تايلانديون يعملون.

وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، الاتفاق مع مصر وقطر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة لمدة يومين إضافيين.

وقالت حماس – في بيان صحفي – : “تم الاتفاق مع الأشقاء في قطر ومصر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة لمدة يومين إضافيين بنفس شروط الهدنة السابقة”.

اقرأ ايضا: “جريمة بحق الإنسانية”.. إدانات عربية ودولية لاقتحام الجيش الإسرائيلي مستشفى “الشفاء”

كما أعلنت دولة قطر التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية ليومين إضافيين في قطاع غزة، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية، مساء اليوم الاثنين.