طائر يفهم لغة البشر ويرشدهم إلى مكان العسل بأفريقيا | علوم – البوكس نيوز
البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول طائر يفهم لغة البشر ويرشدهم إلى مكان العسل بأفريقيا | علوم والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول طائر يفهم لغة البشر ويرشدهم إلى مكان العسل بأفريقيا | علوم، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
تمكن فريق بحثي دولي من علماء الأنثربولوجيا من التوصل إلى أن “دليل العسل الكبير” يتعلم إشارات البشر في المناطق التي يعيش بها، ويستخدمها ليقودهم إلى مكان العسل، فيقومون بجمعه والاستفادة منه.
و”دليل العسل الكبير” هذا إنما هو طائر شهير في مناطق متفرقة من قارة أفريقيا، مثل إثيوبيا وكينيا وتنزانيا وموزمبيق وبتسوانا وجنوب أفريقيا، ويمتلك ريشا بني اللون مع ذيل خارجي أبيض، ويقف بوضعية منتصبة. ويتغذى هذا الطائر على بعض مكونات أعشاش النحل، مثل الشمع والبيض واليرقات.
ويختلف الجنسان في هذا النوع من الطيور، حيث يمتلك الذكر منقارا ورديا وحلقا أسود وغطاء أذن أبيض كبيرا، أما الأنثى فلديها منقار داكن وحلق شاحب.
يتعلم لغة البشر
وكان معروفا للعلماء منذ سنوات طويلة أن هذا الطائر يفهم إشارات السكان المحليين، وحينما يسمعها فإنه ينطلق في طريقه ناحية أعشاش النحل، مع إصدار صوت مميز يجذبهم إليه، فيحصلون على العسل ويأكل هو ما تبقى من قرص العسل.
ولكن السؤال الذي أثار انتباه علماء الأنثربولوجيا كان عن طبيعة تلك العلاقة، فهذا الطائر بري تماما وغير مُدرب، والغريب أنه يفهم إشارات مختلفة في دول مختلفة، ففي تنزانيا مثلا يتمكن السكان من قبائل الهادزا من إثارة انتباه الطائر بصفير موسيقي يشبه صوت العصافير، أما في موزمبيق فيجذب صيادو العسل من قبائل الياو هذه الطيور بصوت رتيب يتبعه نخر منخفض يشبه أن تنطق “بررر .. إه”. (استمع إلى الأصوات المستخدمة في جذب الطيور في الملف الصوتي التالي)
وبحسب الدراسة التي نشرها هذا الفريق في دورية “ساينس”، فإن الطيور كانت أكثر استجابة للأصوات التي تصدرها الثقافة المحلية مقارنة بالثقافات الأخرى.
وللتوصل إلى تلك النتائج قام الباحثون بتسجيل أصوات من الثقافتين الهادزا والياو، ثم قاموا بتشغيل تلك الأصوات في المجتمعين، وقاموا بملاحظة استجابة دليل العسل الكبير، ووجدت أن الطيور كانت أكثر عرضة للظهور وقيادة الشخص إلى العسل عندما سمعت تسجيلات من نوع النداء الذي يصدره شركاؤها البشريون المعتادون، مقارنة بالأصوات التي يصدرها صيادو العسل من بلد مختلف.
وتدعم هذه النتيجة فكرة مثيرة جدا لانتباه العلماء، وهي أن الطائر يتعلم لغة البشر التي يحدثونه بها، ولا توجد إشارات عامة يستجيب لها بشكل عام، ويعد هذا بحسب الدراسة مثالا نادرا للتطور الثقافي المشترك بين البشر والحيوانات البرية.
مصدر خير غير معتاد
وأظهرت بعض الدراسات السابقة في هذا النطاق أن دليل العسل الكبير حقق فائدة هائلة للبشر الذين يسكن معهم في المكان نفسه، حيث ارتفع معدل عثور جامعي العسل على أعشاش النحل بنسبة 560%.
ولكن الأغرب في هذا السياق، بحسب بيان رسمي صادر من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس المشاركة في الدراسة، أن العلماء وجدوا أن هذا الطائر كان يقود السكان إلى أعشاش ذات إنتاجية أعلى بشكل ملحوظ من تلك التي عُثر عليها بدونه.
وبسبب هذا الطائر الصغير، تحسنت صحة هؤلاء السكان المحليين الذين يعملون بجمع الثمار واصطياد الحيوانات، حيث بات العسل يمثل بين 8% و10% من حمياتهم الغذائية اليومية.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.