أهالي جنين يروون للجزيرة نت تفاصيل الاقتحام الأكبر منذ بداية العام | سياسة – البوكس نيوز
البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول أهالي جنين يروون للجزيرة نت تفاصيل الاقتحام الأكبر منذ بداية العام | سياسة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول أهالي جنين يروون للجزيرة نت تفاصيل الاقتحام الأكبر منذ بداية العام | سياسة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
جنين- وسط ساحة مخيم جنين وقفت آيات عموري تراقب كمية الدمار والخراب الذي لحق منزلها، بعد أن فجره جيش الاحتلال الإسرائيلي أول أمس الخميس في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية.
تقول آيات “شرحت لهم كثيراً أني أعيش لوحدي هنا، لكنهم فجروا المنزل الذي يأويني، تحول إلى مكعب أسود، خسرت كل شيء فيه”.
وعلى امتداد الشارع الذي يقع فيه منزل آيات، تحول كل شيء إلى أكوام من التراب والركام، وأبواب المنازل مفجرة، وزجاج النوافذ متطاير على الأرض، بعد تدمير آليات الاحتلال كل شيء بالمخيم وتفجير المنازل أو هدم أجزاء منها خلال الاقتحام الكبير الذي قامت به القوات الإسرائيلية والذي استمر لساعات.
تقول آيات “صباح أمس كنت أرتب المنزل حين سمعت أصواتاً تأتي من الخارج وبعض الجلبة، لحظات حتى سمعت صراخا في منزل الجيران كان أحدهم يتحدث بالعبرية فأدركت أنهم جنود الاحتلال، أطلقوا النار على منزل جيراني، فتكسرت النوافذ ثم طلبوا منه مغادرة المنزل والنزول إلى الشارع، ثم انتقلوا إلى منزل جارنا في الطابق العلوي وأجبروا من فيه على الخروج إلى الشارع”.
وحاول جنود الاحتلال فتح باب منزل آيات، ثم وضعوا عليه قنبلة وفجروه، ودخلوا بعتادهم إلى الداخل وبدؤوا التفتيش، وخربوا أثاثها وممتلكاتها الشخصية، ورغم تأكيد آيات والجيران بأنها تسكن وحدها في المنزل، فإن جنود الاحتلال أجبروها على الخروج للمنزل المجاور، وبدؤوا بتفخيخه تمهيداً لتفجيره عن بعد.
اقتحام مزدوج
كانت قوات كبيرة من جنود الاحتلال اقتحمت مخيم جنين في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء، وجرفت كافة الطرق المؤدية إلى المخيم ودمرت البنية التحتية، وسط اشتباكات عنيفة مع الشبان دون وقوع إصابات أو شهداء، قبل أن تنسحب الآليات وهذه القوات عند السادسة من صباح الخميس.
ومع ساعات الصباح الأولى، عاد أهالي المخيم وفي مدينة جنين إلى حياتهم العادية، وانتظم دوام المدارس، وبدأ الناس يخرجون لتفقد آثار الدمار في شوارع وحارات المخيم، إلى أن تفاجأ الأهالي بتقدم آليات الاحتلال إلى مشارف المدينة مرة أخرى وأُطلقت صافرات الإنذار، وبدأ يُسمع صوت إطلاق الرصاص بشكل كثيف في محيط المخيم.
وتقول ابنة المخيم شذى الصباغ “كانت ليلة عصيبة دمر فيها الاحتلال كل مداخل المخيم، ومع مضي الوقت كانت أصوات الاشتباكات تقترب من محيط منزلنا أكثر وأكثر، وبحكم سهرنا طول الليل، حاولنا النوم بعد انسحاب جيش الاحتلال صباحاً، لكن بعد 3 ساعات من انسحابهم، عادت أصوات الاشتباك، وبدأنا نرصد تقدم الجرافات والآليات العسكرية إلى المخيم”.
وتبين أن قوة خاصة لم تنسحب من المخيم، فقد كانت متحصنة في أحد المنازل قبل أن يكتشفها مقاوم من المخيم، ويرسل إشارة إلى وحدة الرصد في كتيبة جنين، التي سارعت بدورها لتشغيل صفارات الإنذار في المخيم كخطوة تحذيرية، وعلى الفور طلبت الوحدة الخاصة الإسرائيلية إمداداً من جيش الاحتلال الذي أرسل قوات إسناد مدعومة بالجرافات إلى تخوم المخيم.
حصار طويل
نهار كامل قضته شذى الصباغ رفقة عائلتها في المنزل، دون تمكن أي أحد منهم من الخروج أو التحرك بالقرب من النوافذ، بسبب انتشار القناصة على أسطح العمارات العالية المطلة على شوارع المخيم، تقول شذى “كانت أصوات الاشتباك بين قوات الاحتلال والمقاومين شديدة جداً، وبين لحظة وأخرى كنا نسمع أصوات انفجارات كبيرة، وبحكم الخبرة من تكرار الاقتحامات صرنا نميز بين صوت انفجار العبوات المحلية الصنع وبين القصف بطائرات الاستطلاع”.
وتضيف “كان يوماً صعباً جداً، فمع كل انفجار كانت تصل الأخبار بوجود مصابين وأحياناً شهداء، ومع توارد الأخبار بوجود شهداء من المدينة والقرى المجاورة لها أصبح لدينا قناعة بأن هذا الاقتحام اجتياح كامل للمخيم ومحافظة جنين ككل، وصرنا نتذكر اجتياح عام 2002، الحقيقة أن الاشتباكات كانت شديدة جداً وقوية أيضاً، ويمكن التأكيد بأنها الأقوى بين الاقتحامات السابقة”.
وتصف شذى شدة الاشتباكات التي دارت بالقرب من منزلها فتقول “تحصن عدد من المقاومين في منزل مجاور لنا، كنا نسمع أصوات الاشتباك مع الجنود الذين لم يعرفوا مصدر النار، بقي المقاومون ساعات طويلة يطلقون النار على جنود الاحتلال دون أن يكتشفهم الجنود، لكن مع دخول الظلام استطاع الجنود تمييز مصدر النار وأصبحوا يشتبكون مع المقاومين بشكل مباشر، كل ذلك حدث ونحن في المنزل، كانت أصوات الرصاص تسمع بشدة من نافذة مطبخنا، وكان من الصعب التحرك في المنزل أبداً، تجمعنا كلنا في غرفة واحدة حتى انسحب الجنود”.
وخلال ساعات النهار الطويلة، كان من الصعب إخلاء طلاب مدارس المخيم إلى منازلهم، فقد حوصرت 6 مدارس داخل مخيم جنين وفي المناطق المتاخمة له، وبقي الطلاب والطاقم التدريسي بداخلها لأكثر من 6 ساعات متواصلة، وتواردت أخبار عن دخول جنود الاحتلال إلى ساحة مدرسة الزهراء القريبة من المخيم.
وبحسب وزارة التربية والتعليم فإن 3500 طالب وطالبة حوصروا في مدارسهم، إلى أن سُمح لمحافظة جنين -بتنسيق من الارتباط الفلسطيني- بإرسال حافلات لنقل الطلاب من المدارس إلى أماكن قريبة من ملعب بلدية المدينة، حتى انسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل في وقت متأخر من الليل.
تقول أم عدي كميل التي اُحتجز اثنتان من بناتها داخل مدرسة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالمخيم “مرت الساعات بشكل ثقيل وبطيء، كنت أرتعب عند سماع أي صوت من الانفجارات المتلاحقة التي كانت تحدث في المخيم، فكرت في بناتي وفي شعورهن بالخوف داخل المدرسة، هذا شيء صعب علينا فكيف على الأطفال، وما ذنبهم ليحاصروا كل هذا الوقت في مدارسهم، كان يجب إخلاؤهم منذ بدء الاقتحام”.
وبعد أكثر من 7 ساعات على اقتحام مخيم جنين، أعلنت قوات الاحتلال بدء الانسحاب من المخيم الذي كان يغرق في الظلام الدامس، بسبب قطع التيار الكهربائي عنه بشكل كامل، إضافة لضرب شبكة المياه الرئيسية فيه.
شهداء و جرحى
وعلى الأرض، كانت أعداد الشهداء تزداد مع مرور وقت الاقتحام الإسرائيلي، وقصفت الطائرات المسيرة الإسرائيلية تجمعاً للشبان وسط المخيم، فاستشهد 3 على الفور، ومنعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من دخول المخيم والوصول إلى المصابين والشهداء، وبعد مرور ساعات من الاشتباكات العنيفة بين المقاومين وجنود الاحتلال، استطاع المقاومون تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار بآلية “النمر” العسكرية.
وبحسب مقاومين في المخيم، فإن عدد الشهداء الكبير كان بسبب استهداف قناصة الاحتلال أي مواطن يتحرك في المخيم وفي محيط مستشفى جنين الحكومي، بالإضافة لمركز مدينة جنين المعروف بدوار السينما.
وكانت قوات الاحتلال قد أطلقت النار بشكل مباشر على المواطنين في ساحة مستشفى جنين الحكومي، الذي يبعد عن مدخل مخيم جنين قرابة 30 متراً، وقال مدير المستشفى الحكومي وسام صبيحات إن قوات الاحتلال اقتحمت غرفة الطوارئ، وأرغمت سيارات الإسعاف الموجودة في الساحة على فتح أبوابها لتفتشيها، والتدقيق بهويات المصابين قبل السماح للطاقم الطبي بنقلهم إلى داخل المستشفى.
ووصل مستشفيات المدينة أكثر من 17 إصابة، وُصف عدد منها بالخطرة، بينما استشهد 14 شاباً غالبيتهم من المواطنين العاديين، ليرتفع عدد شهداء محافظة جنين منذ بداية العدوان على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قرابة 38 شهيد.
المقاومة مستهدفة
وكان من أبرز الشهداء المشيعين الشهيد أيهم العامر، وهو أحد مقاتلي كتيبة جنين وشقيق الشهيد أيسر العامر قائد كتيبة جنين بالمخيم والذي اغتالته قوات الاحتلال في اشتباك مسلح بالمخيم قبل حوالي أسبوعين.
يقول المقاوم من كتائب القسام أبو حسين “الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة لا تتمكن من الوصول إلى المقاومين بسهولة، وإن غالبية الشهداء من المواطنين الذين يطلق عليهم الجنود النار من العمارات العالية أو في الشوارع” ويضيف “بفضل الله نحن نشتبك مع الاحتلال من مسافات قريبة وبطرق مباشرة، والحمد لله فإن نسبة المصابين والشهداء منا ليست كبيرة، خصوصاً في اقتحام يوم أمس”.
ويوضح أبو حسين “كل شهيد خسارة كبيرة بالنسبة لنا، سواء كان مقاوماً أو مواطناً، الدم الفلسطيني غالٍ، لكن الاحتلال يحاول الوصول إلى المقاومة والقضاء عليها، وهذا ما لم يحدث حتى اليوم” ويرى أن إمكانية الوصول إلى المقاومين واستشهادهم تكون بالغالب بسبب القصف الإسرائيلي بالطائرات المسيرة.
ويرى أهالي المخيم أن تكرار الاقتحامات الإسرائيلية واستمرار جيش الاحتلال في تدمير البنية التحتية وتجريف الطرق الواصلة إلى المخيم تمهيد لاجتياح كبير تجهز له إسرائيل، وتعلق على ذلك شذى “أهل المخيم يتوقعون اجتياحاً شاملاً، لذا فقد أقمنا أكثر من نقطة إسعاف ميداني في حواري المخيم، وفي مناطق مختلفة من مدينة جنين أيضاً، إضافة لتجهيز كل منزل شنطة إسعاف أولية صغيرة”.
وتضيف “بعد الحرب على غزة أصبحنا نتوقع أن يجتاح الاحتلال الضفة أيضاً، إسرائيل لا تريد لنا العيش هنا، يريدون إنهاء الوجود الفلسطيني من كل المدن والقرى في الضفة وغزة”.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.