الاتحاد الأوروبي يحذر: الاتفاق النووي الإيراني عند “منعطف حرج”
حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن الاتفاق النووي الإيراني عند “منعطف حرج” في وقت تهدد خطوات طهران لخرقه الجهود الرامية لإعادة الولايات المتحدة إليه.
وكتب بوريل في رسالة إلى وزراء خارجية أوروبيين “رأينا تطورات مقلقا جدا في ما يتعلق بالجانب النووي وكذلك جولات جديدة من العقوبات الأميركية”.
وأضاف في الرسالة التي بعث بها، الإثنين، قبل اجتماع للدبلوماسيين الكبار أن “ذلك يهدد بتقويض الجهود الدبلوماسية، ومنها جهودنا، لتسهيل عودة الولايات المتحدة لخطة التحرك الشاملة المشتركة … وإعادة إيران لتطبيق كامل لالتزاماتها في خطة التحرك الشاملة المشتركة”.
ويعرف الاتفاق بـ”خطة التحرك الشاملة المشتركة” وهو الأداة المتفق عليها لتطبيق اتفاق 2015.
ويسعى الاتحاد الأوروبي ودول أخرى موقعة على الاتفاق لإقناع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بالعودة إليه بعد بذل الجهود للحفاظ عليه عقب انسحاب دونالد ترامب قبل أكثر من عامين. لكنهم يواجهون صعوبة في التوفيق بين إيران والولايات المتحدة بعدما أعاد ترامب فرض عقوبات صارمة وردت إيران بخرق التزامات ينص عليها الاتفاق.
وألمحت الحكومة الإيرانية إلى استعدادها لإجراء محادثات مع بايدن الذي يتبوأ منصبه في 20 يناير والذي عبر بدوره عن الاستعداد لاستئناف الدبلوماسية مع طهران. لكن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي شدد أن على الولايات المتحدة أن تبادر أولا إلى رفع عقوباتها عن طهران.
ويمثل ذلك عقبة في وقت تراجعت إيران عن تنفيذ التزامات في الاتفاق تهدف للحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف التدابير العقابية.
ودعت الدول الأوروبية الثلاث المنضوية في الاتفاق وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، السبت إيران إلى وقف خطط إنتاج معدن اليورانيوم، بعدما أبلغت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها تمضي قدما في أبحاث إنتاج المعدن.
وجاءت الخطوة عقب انتهاك إيران في وقت سابق هذا الشهر الحد الأقصى لإنتاج اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق وهو 3.67 بالمئة، ورفعت التخصيب إلى 4.5 في المئة فقط حتى الآن، أي أقل بكثير من مستوى 20 بالمئة و90 في المئة وهو مستوى النقاء اللازم لصنع أسلحة نووية.
وتعتقد وكالات المخابرات الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كان لديها برنامج أسلحة نووية سري ومنسق أوقفته في عام 2003.
ويمثل ذلك أكبر تراجع لإيران حتى الآن عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم مع دول الغرب في 2015.