المدرسة التنكزية.. منارة علمية في القدس حولها الاحتلال إلى مركز أمني | الموسوعة – البوكس نيوز
البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول المدرسة التنكزية.. منارة علمية في القدس حولها الاحتلال إلى مركز أمني | الموسوعة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول المدرسة التنكزية.. منارة علمية في القدس حولها الاحتلال إلى مركز أمني | الموسوعة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
المدرسة التنكزية إحدى أعرق المدارس التاريخية داخل المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس. تقع بين باب السلسلة شمالا وساحة البراق جنوبا، وكانت تُستخدم لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية داخل المسجد، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي حولها إلى مركز عسكري لما يسمى بـ”حرس الحدود”.
التأسيس والتاريخ
تقع المدرسة التنكزية في مدينة القدس، عند باب المسجد الأقصى، وهو الباب المعروف بباب السلسلة (شمالا)، وتوجد بينه وبين ساحة البراق جنوبا.
وقد أتم بناءها سنة 729هـ/1328م الأمير تنكز بن عبد الله الملكي الناصري، الملقب بأبي سعيد نائب المماليك على بلاد الشام.
يقع جزء من المدرسة داخل الرواق الغربي للمسجد الأقصى وجزء آخر خارجه، وفي عهد السلطان المملوكي قايتباي اتُخذت مقرا للقضاء والحكم.
وقد مرت على هذه المدرسة عدة عهود، فقبل أن تكون مدرسة كانت خانقاه (خلوة أو معتكفا) للصوفية، ثم دارا للحديث فدارا للأيتام.
ولم تصبح مدرسة مشهورة إلا في عهد المماليك عندما أنهى بناءها الأمير تنكز فأصبحت تعرف باسمه، ثم اتخذها دارا لسكن القضاة والنواب في ثانوية الأقصى الشرعية، وبقيت كذلك حتى أوائل عهد الاحتلال البريطاني فاتخذها مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي.
الرسالة والأهداف
خصصت المدرسة التنكزية لتعليم الفقه الحنفي، والحديث النبوي الشريف ولرعاية الأطفال وتعليمهم، ولإقامة الصوفية وممارسة عباداتهم.
ولم تنقطع عن أداء رسالتها طوال الفترتين المملوكية والعثمانية، باستثناء فترة سلطة السلطان المملوكي قايتباي (901-872هـ/1495-1467م)، حيث اتخذت مركزا وديوانا للقضاة والنواب، ودار سكن لهم.
كما اتخذت المدرسة مقرا لمحكمة القدس الشرعية أيام الدولة العثمانية وتحديدا في القرن الـ19 الميلادي. ثم اتخذت دارا لسكن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الحاج أمين الحسيني في عشرينيات القرن الماضي.
وفي سنة 1964م حولت إلى مدرسة شرعية قبل أن يصادرها الاحتلال الإسرائيلي في يونيو/حزيران 1969، ويتخذها مقرا لحرس الحدود من جيشه. ولا تزال معسكرا لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تحظر الدخول إليها حتى على دائرة الأوقاف الإسلامية.
وصف المدرسة
تتألف هذه المدرسة من طابقين يضمان مسجدا ودارا للأيتام وأخرى للحديث، وعلى بوابتها يقوم على كل جانب من جانبيها مقعد حجري يعرف بالمكسلة.
كما تعلو هذه البوابة مجموعة صنج حجرية معشقة يتوسطها نقش التأسيس، ثم تعلوها 3 صفوف من الحنيات المجوفة والمقببة.
وترتكز فوقها محارة حجرية، ويؤدي المدخل إلى موزع يقود إلى صحن مكشوف، يتوسطه حوض ثماني الشكل ونافورة من المرمر، يصلها الماء من قناة العروب.
ويوجد بالإيوان الجنوبي من المدرسة محراب لمسجد كما يفيد النقش المثبت عليه، وبجانبه قاعة كانت مكتبة، وأخرى أعدت عندما اتخذت المدرسة مقرا للمحكمة الشرعية.
المدرسة كانت تشغل الطابق الأرضي من المبنى، أما الخانقاه فكانت فوق رواق الحرم، وكان في الطابق العلوي للمدرسة 11 غرفة للصوفية، كما كان فوق سطح المدرسة بيت كبير مخصص لرباط النساء.
نقطة مراقبة
في يونيو/حزيران 1969، وضعت سلطات الاحتلال يدها على المدرسة التنكزية، وطردت طلاب العلم منها، ثم حولتها إلى موقع عسكري لما يسمى “شرطة حرس الحدود”، لمراقبة المسجد الأقصى والمصلين بداخله، ولقمع الأحداث والمظاهرات المنددة بالاحتلال وسياساته.
ورعت سلطات الاحتلال عدة حفريات تحت المدرسة تحولت إلى أنفاق، بحيث تتصل هذه الحفريات معا فيما أسماه اليهود نفق “الحشمونائيم”، الذي افتتح عام 1996، ويمتد من ساحة البراق جنوبا بطول السور الغربي للأقصى، وصولا إلى المدرسة العمرية شمالا.
وفي مارس/آذار 2006، افتتح الرئيس الإسرائيلي آنذاك موشيه كتساف كنيسا يهوديا في أحد هذه الأنفاق، وهو ملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى.
وقد نصبت شرطة الاحتلال في عام 1996، أول كاميرا متحركة فوق مبنى المدرسة التنكزية لمراقبة المسجد الأقصى، وفيما بعد أصبحت عدد من الكاميرات المثبتة فوق المدرسة مربوطة بمركز التحكم التكنولوجي (مبات 2000)، الذي يراقب أزقة وبوابات البلدة القديمة وساحات الأقصى وأبوابه على مدار الساعة بواسطة 2000 كاميرا مراقبة.
أوقاف المدرسة التنكزية
كانت للمدرسة التنكزية في القدس أوقاف منها نصف الحمام المعروف بحمام العين والكائن بسوق باب القطانين.
كما أوقف عليها الأمير تنكز بن عبد الله الناصري عددا من الدكاكين وكذلك الخان الذي أقامه في سوق القطانين، والذي عرف (بخان تنكز)، وعددا من الطواحين.
إدارة المدرسة التنكزية
تدير المدرسة هيئة من عدة أشخاص لكل واحد منهم مسؤوليات ومهام محددة، وفق التالي:
- ناظر الوقف: يشرف على إدارة مؤسسة التنكزية وأوقافها بشكل كامل، ويختاره الوقف ويعينه لشغل هذا المنصب، ومن مهامه أيضا تعيين الموظفين العاملين في المدرسة والإشراف على الوقف وعمارته وإصلاحه وتجديده.
- شيخ المدرسة: اشترط الواقف في شيخ المدرسة الذي يعين من قبل ناظر الوقف أن يكون: حافظا للقرآن الكريم، عالما بمذهب الإمام سراج الدين أبي حنيفة النعمان بن ثابت.
وذكرت المصادر أسماء العديد من المدرسين الذين تولوا التدريس في المدرسة التنكزية (تولوا مشيخة التنكزية)، ومنهم: القاضي علاء الدين أبو الحسن علي بن أيوب بن منصور المقدسي.
ومنهم أيضا: الشيخ صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي العلائي الدمشقي ثم المقدسي، القاضي علم الدين محمد بن أبي بكر عيسى بن بدران السبكي الأخنائي الشافعي، الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن النقيب المقدسي الحنفي، وغيرهم من المدرسين.
- المعيد: يساعد شيخ المدرسة في عمله، فيحضر مع المدرس والطلاب جميع الدروس المقررة، ويعيد شرح الدروس للطلبة، ويتابع واجباتهم، كما أن من مهامه ضبط حضورهم للدروس.
- شيخ المحدثين: يرأس مدرسة دار الحديث، واشترط الواقف فيه أن يكون على درجة عالية من رواية الحديث، وجيد الضبط وحسن القراءة، يقصده الناس للسماع عليه والأخذ عنه.
- المحدثون: عددهم 20 محدثا، واشترط الواقف أن يكون كل واحد منهم من أهل الخير والصلاح.
- القارئ الحديث: يجب أن يكون متمرسا في قراءة الحديث، وأن يكون جيد الضبط وحسن القراءة، وكان على قراء الحديث أن يجتمعوا بعد صلاة العصر، ويقرأ كل واحد منهم ما تيسر من كتاب الله، وأن يختموا القرآن.
ومن شروط الطالب في دار الحديث، وهي أحد أقسام المدرسة، أن يقرأ في الدرس الديني من صحيح البخاري، ثم من صحيح مسلم، وأن يحفظ كل يوم حديثا واحدا، ويعرضه على الشيخ.
وأما الصوفية، فكان عليهم أن يجتمعوا في صبيحة كل يوم قبل طلوع الشمس، ويقرأ كل واحد منهم ما تيسر له من القرآن، وكانوا يرددون الدعوات ويقرؤون من رسالة الإمام القشيري.
طلاب المدرسة التنكزية
عرفتهم الوقفية باسم الفقهاء والمتفقهة، ويتم اختيارهم من قبل شيخ المدرسة، وحدد الواقف عددهم بـ15 فقيها ومتفقها، يتم ترتيبهم على 3 طبقات: منتهين ومتوسطين ومبتدئين بشرط أن يكون منهم 5 من المتزوجين.
واشترط على كل واحد منهم المواظبة على الحضور للمدرسة لمتابعة التعليم، والمبيت فيها.
رباط النساء
ضمت المدرسة التنكزية أيضا رباطا للنساء، يقع في بناء بالقرب منها، وكان مخصصا لإقامة 12 من النساء الفقيرات الواردات إلى الرباط.
وتعطى الأولوية في القبول للنساء الفقيرات الغريبات، على الفقيرات من أهل القدس، وكذلك تعطى الأولوية للعمل في الرباط للنساء الفقيرات الغريبات أيضا.
ويشترط فيهن إضافة إلى كونهن فقيرات أن يكن متدينات وخيرات، وليس لهن أزواج، بحيث تكون إحداهن شيخة لهن وأخرى قيمة وبوابة على الرباط.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.