ووقع الانهيار في الثالثة من فجر يوم الجمعة الماضي فأحدث دمارا هائلا، وهو لا يزال نشطا حتى الآن فيما تتواصل محاولات الإنقاذ من السكان وعمّال الإغاثة.
ولم تقتصر الكارثة على الأضرار المادية الناجمة عن الانهيار بل إن ما زاد من قساوة الحدث هو أن نصف السكان دفنوا أحياءً تحت الركام فيما أعلن المركز الوطني للكوارث رسميا وفاة أكثر من ألفي شخص حتى الآن.
ووصل عمق الحطام الناجم عن الانهيار الأرضي إلى 10 أمتار، وهو عبارة عن صخور كبيرة وأشجار وتربة منزلقة وطين بسبب تساقط الأمتار.
وتفاعل نشطاء على مواقع التواصل مع الواقعة، معربين عن أسفهم لدفن كثير من السكان تحت الأرض حيث قالت هند “للأسف العمليات الجارية في موقع الانهيار هي عمليات انتشال جثث وليست (عمليات) إنقاذ، لأن كل شخص غمره الركام (من المؤكد أنه) مات”.
أما محمد فتحدث عن مخاوف شديدة تتزايد بشأن احتمال تفشي الأمراض بسبب الجثث المتحللة والمياه الملوثة في منطقة الانهيار الأرضي.
كما أعرب خيري عن ألمه بسبب توقيت الانهيار قائلا: “يا لطيف.. أشد ما آلمني في هذه الكارثة هو توقيتها، حيث انهار الجبل فجرا ومات الجميع وهم نائمون”.
وبعيدا عن حالة التعاطف، ذهب عبد الله للحديث عن نقص الإمكانيات وتراجع الدور الحكومي بقوله: “لاحظت في الفيديوهات المنتشرة مجهودا محدودا من السكان المحليين لاستخراج الضحايا بأقل الإمكانيات والأدوات”.
وتساءل عبد الله: “أين هي حكومة هذا البلد؟ وأين التدخل المناسب لإنقاذ أرواح الناس؟!”.
حفر يدوي بحثا عن الجثث
وبعد 4 أيام من الكارثة التي حلَّت ببابوا غينيا الجديدة، لم يستخرج سوى عدد قليل جدا من الجثث من تحت الركام؛ لأن التربة غير مستقرة والموقع ناءٍ والطريق الرئيسي مقطوع ويستحيل على المعدات الثقيلة أن تصل للقرية المنكوبة.
وناشد السكان المحليون السلطات مساعدتهم في استخراج ذويهم من أسفل ركام الانهيار، وأكدوا أنهم سيواصلون البحث عنهم.
وقال أحد السكان إنهم سيواصلون العمل “صباح الغد وكل يوم”، مضيفا “سنستمد القوة من طعامنا وسنواصل الحفر. لا نعرف أين دفنت الجثث، لكننا لن نستسلم، وسنواصل العمل”.
وأشار المتحدث إلى أنهم يعملون يدويا بالمجارف والقضبان الحديدية للحفر، قائلا “إذا كنا محظوظين فسنعثر على الجثث، وإلا فستدفن إلى الأبد”.
وتقع بابوا غينيا الجديدة جنوب غرب المحيط الهادي، بالقرب من أستراليا، وهي منطقة حزام ناري، ونقطة اصطدام صفائح تكتونية، وتشهد زلازل باستمرار.
ويعيش نحو 4 آلاف شخص في القرية وقد نزح ربعهم بعد الانهيار الذي دفن أكثر من 150 منزلا، كما تقول منظمة الهجرة الدولية.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.