كيف تضع روتينا يوميا محددا لطفلك؟ وكيف تساعده على الالتزام به؟ | أسرة – البوكس نيوز
البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول كيف تضع روتينا يوميا محددا لطفلك؟ وكيف تساعده على الالتزام به؟ | أسرة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول كيف تضع روتينا يوميا محددا لطفلك؟ وكيف تساعده على الالتزام به؟ | أسرة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
تحديد موعد ثابت لأطفالك للاستيقاظ صباحا والنوم في موعد محدد مساء، نزهة أسبوعية، ضوابط لمشاهدة التلفاز أو استخدام الشاشات، وساعات مخصصة للمذاكرة والقراءة، مع الالتزام بمواعيد التمارين الرياضية والوجبات الغذائية اليومية هذا هو الروتين اليومي الثابت.
يمثل ما سبق التنظيم اليومي المطلوب من الآباء أو مقدمي الرعاية للأطفال لخلق حياة مرتبة، بحيث يصبح لكل شيء وقت محدد لا يتعداه، فيحصل الطفل على أقصى استفادة ممكنة من كل شيء.
ليس سهلا لكنه بالغ الأهمية
ورغم صعوبة الحفاظ على جداول زمنية متسقة لكافة المهام الواجبة على الطفل بشكل يومي أو أسبوعي وتمثيله تحديا للآباء فإنه أمر بالغ الأهمية على المدى الطويل، إذ يلعب الروتين دورا في تحقيق النمو العاطفي والمعرفي والاجتماعي للطفل، ويحقق له العديد من الفوائد التي يمكن أن تستمر مدى الحياة.
وبالنسبة لأفراد الأسرة يساعدهم الروتين اليومي على تنظيم وقتهم حتى يتمكنوا من إنجاز المهام اليومية بسلاسة، ويمنحهم فرصا أكبر لممارسة ببعض الأنشطة الممتعة معا.
ويشير موقع “سيكولوجي توداي” إلى أن الجداول الزمنية المنتظمة والمحددة للأنشطة التعليمية وتحديد أوقات اللعب والراحة تضمن حصول الطفل على فرص مميزة لتعلم مهارات جديدة واستكشاف اهتماماتهم وتجديد عقولهم والحفاظ على حيويتهم، وهو ما يزيد إمكانية التطوير المعرفي والنجاح الأكاديمي للطفل.
ووجدت دراسة أجرتها عالمة النفس جينيفر ويل مالاتراس من جامعة ألباني أن الأفراد الذين ينشؤون في أسر تهتم بوضع روتين يومي ثابت يمكن التنبؤ به تقل احتمالية تعرضهم لمشاكل في إدارة الوقت، وتزداد قدرتهم على التركيز والاهتمام بأهدافهم وأولوياتهم في الحياة، مما يقلل الصعوبات التي تواجههم في مرحلة البلوغ.
فوائد الروتين الثابت للأطفال
أشار الباحثون إلى أن مشاكل فرط الانتباه تؤثر سلبا على مجالات مختلفة تشمل الحياة الأكاديمية، بل ومشاكل التوظيف.
وبخلاف القدرة على إدارة الوقت وتحسين الانتباه هناك مجموعة واسعة من الفوائد التي يحققها الروتين الثابت والمنتظم للأطفال، ومنها:
- تقليل أعراض الاكتئاب والقلق.
- الحد من المشاكل السلوكية.
- تحسين القدرة على ضبط النفس.
- تعزيز السلوكيات الصحية مثل جودة النوم.
ووجد الباحثون أيضا أن الروتين اليومي المستقر الثابت من شأنه أن يساعد الأطفال على التعامل بشكل إيجابي مع بعض الحوادث السلبية التي قد يعانون منها في حياتهم، مثل طلاق الوالدين أو وفاة أحدهما أو مشكلات الأسرة.
كما يمنح الروتين الطفل إحساسا بالأمان ويساعده على معرفة ما يجب عليه فعله وما يمكن توقعه في أي وقت، ويورثه شعورا بالألفة والطمأنينة والراحة.
كيفية وضع الروتين والالتزام به
من الطبيعي أن يختلف الروتين اليومي لكل عائلة، لكن الثابت أن هناك بعض الخطوات المحددة التي تساعدك على وضعه والالتزام به، أيا كانت طبيعة الأنشطة والالتزامات التي يتضمنها وترتيبها.
ومن أهم هذه الخطوات وفقا لموقعي “فري ويل فاميلي” و”سيكولوجي توداي”:
- فكر في أهدافك وأولوياتك: هناك أشياء معينة تتمنى أن يتعلمها طفلك وأشياء أخرى تتمنى أن يتفوق فيها، قد تتمنى أن يمارس طفلك الرياضة بانتظام لتفريغ طاقته والحفاظ على لياقته البدنية وتكوين الصداقات، قد تتمنى أيضا أن يتعلم الرسم أو العزف على آلة موسيقية، قد تهدف إلى جعله ينهي واجباته المدرسية في وقت محدد وينام ويستيقظ في أوقات ثابتة، هنا عليك أن تضع كل أهدافك وأولوياتك على الورق لتراها أمامك وترسم على أساسها الروتين اليومي.
- حدد المهام وزمن كل مهمة: بعد الخطوة السابقة يمكنك الآن تدوين المهام التي يتوجب على طفلك القيام بها أو إنجازها خلال يومه، ثم احسب الوقت الذي يستغرقه لإتمام كل مهمة، وحساب الوقت لا بد أن يراعي مهارات الطفل وسرعته الخاصة، لتجنب المشكلات المتعلقة بالسلوك والإجهاد والتعب.
- ركز على التوازن بين العمل والراحة: من المهم أن تراعي هنا أن صغيرك طفل يحتاج في المقام الأول إلى اللعب بشكل حر وبلا تقييد، ليس عليك هنا أبدا أن تهمل أهدافك في تربيته وتنشئته وأولوياتك التي ترغب في زرعها فيه، كل ما عليك فقط هو أن توازن وأنت تضع الروتين اليومي بين أوقات العمل وأوقات الراحة والأوقات المسموح خلالها باللعب الحر، لا تبالغ أبدا في جدولة مهام الدراسة والعمل مع إهمال أوقات اللعب.
- لا تهمل رأي طفلك: بعد أن تضع الروتين وتراعي فيه ما سبق يجب أن تجلس مع صغيرك وتحدثه عن الروتين اليومي وأهميته والمهام المطلوبة منه والأمور المسموح له بها، عند تقديم الجدول الزمني سيكون عليك أخذ رأي طفلك ومراجعة التفاصيل معه، فقد يفضل مثلا القيام بالواجبات المدرسية بعد المجيء من التمرين وليس قبل الذهاب إليه، مشاورة الصغير في روتينه اليومي تخلق لديه شعورا بالمسؤولية، لأنه وافق على هذا الروتين وعدّل فيه بما يتوافق مع رغبة كل منكما.
- كن مرنا: الالتزام بالروتين اليومي يحتاج إلى مرونة عالية من ناحيتك كوالد، مثلا إذا كنت قد حددت وقتا لممارسة الرياضة بشكل يومي وفي يوم ما قضى طفلك وقتا طويلا يلعب فيه ويجري أو يسبح بالخارج مع أصدقائه فكن مرنا واعتبر الجري أو السباحة الفقرة الرياضية لهذا اليوم.
- تأكد من إمكانية تنفيذ المهام المطلوبة: إذا كان طفلك لا يزال في المراحل الأولى من تعلم القراءة ويحتاج إلى الكثير من المساعدة لقراءة الكلمات بشكل صحيح فلا تطالبه بقراءة 10 صفحات يوميا لأنك ترغب في زرع حب القراءة فيه، تحتاج أن تساعده في البدء على إتقان القراءة، ثم تدريجيا تقوم بإدخال القراءة كمهمة ثابتة في روتينه اليومي، وبالمثل سائر المهام التي يتضمنها الروتين، عليك التأكد أولا أنه بإمكانه بالفعل تنفيذها.
- استعن بوسائل مساعدة: هناك بعض الوسائل المساعدة التي قد تجعل الروتين محببا، منها لوحة ملصقات أو سبورة بيضاء يدون الجدول الزمني عليها، ويتم وضعها في مكان واضح لتساعد طفلك على رؤية روتينه دوما، وهو ما قد يزيد قدرته على الالتزام به، يمكنك أن تستخدم أيضا الأقلام الملونة لوضع علامات على المهام التي تم إنجازها.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.