ما متلازمة “الطفل الذهبي” وكيف تؤثر على تطور ابنك ومستقبله؟ | أسرة – البوكس نيوز
البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول ما متلازمة “الطفل الذهبي” وكيف تؤثر على تطور ابنك ومستقبله؟ | أسرة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول ما متلازمة “الطفل الذهبي” وكيف تؤثر على تطور ابنك ومستقبله؟ | أسرة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
يقع بعض الآباء أحيانا في خطأ تربوي كبير حين يدفعون أبناءهم بقوة للتميّز في كل شيء وتحقيق النجاح على مختلف الصعد، دون أن يدركوا أن هذا الضغط سيتسبب في وقوع الصغار ضحايا لمتلازمة “الطفل الذهبي”.
فعندما يتوقع الآباء الكثير من أطفالهم، ويعطونهم مسؤوليات الكبار؛ ويجعلون حبهم وعاطفتهم مشروطة بتحقيق تلك التوقعات، فإن ذلك سينعكس سلبا على الطفل وستكون له مجموعة من التبعات التي ستؤثر على حياته مستقبلا.
من “الطفل الذهبي”؟
يستخدم مصطلح “الطفل الذهبي” للإشارة إلى طفل من أطفال الأسرة يتوقع منه الوالدان أن يكون استثنائيا في كل شيء وألا يرتكب أي أخطاء، وأن يكون ببساطة “مثاليا”.
يقول أخصائي الطب النفسي الدكتور أشرف الصالحي، إن “بعض الأهالي يجبرون أبناءهم على أن يكونوا مثاليين، مما يخلق بيئة غير آمنة للطفل يعجز فيها عن التعبير عن آرائه، أو يخاف مخالفة القواعد. كما يضع الوالدان سقف توقعات عالية لما ينبغى أن يفعله الطفل، وما لا ينبغي أن يفعله، مما يضعه تحت ضغط كبير خوفا من فقدان حب والديه”.
ويرجع الصالحي ظهور متلازمة “الطفل الذهبي”، إلى نشأته في نظام أسري يتوقع منه أن يكون استثنائيا وناجحا في كل شيء؛ “فمثلا، عليه أن يحقق علامات كاملة في المدرسة، كما أن صفاته وشخصيته لا بد أن تكون مثالية وألا يرتكب أي خطأ. يبدي الوالدان عادةً اهتماما مبالغا فيه تجاه هذا الطفل، ما يشعره بأنه ملزم بتلبية رغباتهم، حتى لو كانت لا تتوافق مع رغباته وتطلعاته”.
السعي الدائم لتحقيق الإنجازات
يؤكد أخصائي الطب النفسي أن الطفل يحتاج إلى الرعاية والحب والحنان والدعم العاطفي حتى ينمو ويتطور نفسيا وذهنيا واجتماعيا وجسديا، “ويجب ألا يكون الحب مشروطا؛ فحتى في حال عدم تقيّد الطفل بآراء والديه وتطلعاتهم، فلا بد من منحه الحب وتقبله كما هو، واحترام استقلاليته واختياراته دون انتقاده”.
ويعاني “الأطفال الذهبيون” عادةً من سعيهم الدائم لتحقيق الإنجازات، وفق الصالحي، “لأنها الطريقة الوحيدة لكسب الحب والاهتمام من والديهم والسعي الدائم لإرضائهم، والخوف من الفشل، فهم أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب نظرا للظروف الضاغطة حولهم ورغبتهم في تحقيق النجاح”.
ويضيف، “يتسبب ذلك في تشويش الطفل وجعله مضطربا، فهو محروم من مرحلة الطفولة لأنه مطالب بأخذ أدوار الكبار لتحقيق أحلام والديه، وقد يصبح امتدادا لوالديه النرجسيين والمسيطرين، فيتحول إلى شخص مثالي على المدى البعيد، ويتعرض للمزيد من الضغط للحفاظ على هذه الصورة”.
كما تتسبب المتلازمة في قسوة الطفل على نفسه كونه لا يقبل الخسارة أو الفشل، ويحاول القيام بكل شيء ليكون مميزا، فيبالغ في نقد ذاته ويكون لديه شعور متدن أو متضخم حول ذاته بسبب الثناء المفرط من والديه.
ويؤكد الصالحي، “لذلك لا بد للوالدين من وضع حدود صحية والتخلص من التوقعات المبالغ فيها، وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية لطفلهم حتى لا يكبر مع هذه المتلازمة، وتقديم الدعم العاطفي وفصل هوية الطفل عن هوية والديه، ليقرر هو اختياراته فيما يراه مناسبا له ولرغباته. كما لا بد من إدارة العواطف ومحاربة الخجل، وعدم السعي لإرضاء الناس، والبحث عن علاج بمساعدة الأخصائيين النفسيين عند الحاجة”.
خطر المثالية الزائدة
من جانبها، تقول استشارية العلاقات الأسرية والتربوية مها بنورة، إن العائلة التي تربي أبناءها بطريقة صارمة ولا تتقبل أخطاءهم وتحرص على تعليمهم النموذجية أو المثالية الزائدة، فإنها تتسبب في أنهم “لا يستطيعون التواصل بطريقة إيجابية مع أفراد المجتمع؛ لأنهم ينظرون إليهم بأنهم مختلفون عنهم، من وجهة نظرهم”.
وتشرح بأن ذلك “يجعل هؤلاء الأطفال المثاليين وحيدين لا يستطيعون بناء الثقة بسهولة بأشخاص آخرين، أو الانخراط معهم في بيئة الدراسة أو العمل، أو حتى على مستوى العائلة أو الجيران”.
من أين تأتي متلازمه الطفل الذهبي؟
وتؤكد بنورة أن الطريقة الذي ينشأ فيها الصغير في مرحلة الطفولة المبكرة هي التي قد تتسبب في وقوعه ضحية لمتلازمة “الطفل الذهبي”، إلى جانب البيئة الحاضنة في العائلة والمدرسة.
“ومن المهم عند تنشئة أبنائنا أن نكون على وعي تام للطريقة التي نتبعها في التربية، لأن أثرها على حياتهم ونجاحهم مستقبلاً في علاقاتهم الاجتماعية سيكون كبيرا، سواءً على الصعيد العائلي أو الدراسي أو المهني” بحسب استشارية العلاقات الأسرية والتربوية.
كما تشير بنورة إلى ضرورة التفات الوالدين لتربية الأطفال عبر “غرس القيم والخلق الحسن في نفوسهم، وزرع قيمة تقبل الآخرين، وأن يكون الوالدان قدوة ومصدر دعم وحب، إلى جانب تحفيزهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من عمر صغير، ليكون هناك تواصل إيجابي بينهم كأفراد عائلة”.
وتوضح أن “هذا التواصل الإيجابي والأخلاق الحميدة والشخصية الإيجابية سيكون له أثر إيجابي في مستقبل الفرد على المدى البعيد، وسيكون الأساس للمساعدة في مسيرة تطوير الشخصية والمهارات دون التوقف أو الخذلان أو الخوف من الفشل”.
طفولة مختلفة
وتحت عنوان “ماذا يحدث للطفل الذهبي عندما يكبر؟” نشر موقع “ثرايف وركس” بعض التوقعات المحتملة، ونصائح لمساعدة الطفل في التغلب عليها، مشيرا إلى أن “الطفل الذهبي” قد يواجه صعوبة في تكوين علاقات صحية مع الآخرين والحفاظ عليها، حال عدم الخضوع لعلاج للصحة العقلية لمساعدته في تخطي الضغوط التي يواجهها.
كما قد يواجه “الطفل الذهبي” أيضاً مشكلةً في رغبته الدائمة وسعيه الحثيث لإرضاء الناس من حوله.
وبحسب الموقع، فإن المواقف التي يواجهها “الطفل الذهبي” عندما يكبر تختلف عن تلك التي يواجهها شخص آخر، ولهذا السبب فإن علاج الصحة العقلية الفردية مفيدة في معالجة التوتر الناتج عن المتلازمة مع المساعدة والدعم المناسب.
ويمكن لـ”الطفل الذهبي” أن يتعلم وضع حدود صحية، وفهم قيمته خارج نطاق ما يقدمه للآخرين، وتكوين علاقات مبنية على الحب الحقيقي والمودة.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.