ما موقف الجالية العربية من الانتخابات المحلية في تركيا؟ | سياسة – البوكس نيوز
البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول ما موقف الجالية العربية من الانتخابات المحلية في تركيا؟ | سياسة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول ما موقف الجالية العربية من الانتخابات المحلية في تركيا؟ | سياسة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
أنقرة – تشهد نتائج الانتخابات المحلية التركية التي جرت أمس الأحد في 81 ولاية تركية، بمشاركة 36 حزبا سياسيا، اهتماما واسعا وترقبا من طرف ملايين العرب، سواء المقيمون في تركيا أو الذين يعيشون خارجها.
ورغم أن هذه الانتخابات قد لا تحمل الوزن السياسي للانتخابات الرئاسية، فإن أبناء الجالية العربية في تركيا يولونها اهتماما بالغا، نظرا لتأثيرها المباشر على حياتهم ومستقبلهم، خصوصا لأولئك الحاملين للجنسية التركية.
وتؤثر الانتخابات المحلية في تركيا بصورة مباشرة على العرب المقيمين في البلاد، نظرا لأن البلديات تلعب دورا حاسما في إدارة الخدمات العامة، إما بتسهيل الإجراءات اليومية للأجانب أو تعقيدها.
إضافة إلى ذلك، تُعتبر الانتخابات المحلية خطوة أولية نحو الانتخابات الرئاسية المنتظرة في عام 2028، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على الوجود العربي في تركيا.
ومن ناحية أخرى، تستمر قضية اللاجئين والأجانب المقيمين في البلاد كأداة للدعاية الانتخابية والتنافس السياسي بين المعارضة التركية والحكومة، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن الأمن والسلم الاجتماعي في البلاد، وفقا لتحليلات بعض المراقبين.
المجنسون العرب
نفت الأرقام الرسمية اتهامات طالت الحكومة التركية بتسريع عمليات التجنيس لكسب أصوات إضافية قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فوفقا للإحصائيات شارك حوالي 240 ألف ناخب من المجنسين في العملية الانتخابية، حيث كان السوريون الأغلبية بعدد يصل إلى 167 ألفا و703 ناخبين، في حين بلغ إجمالي عدد السوريين المجنسين في عموم البلاد 238 ألفا و55 شخصا.
ورغم الانتقادات التي توجهها المعارضة التركية ضد اللاجئين والمجنسين العرب، فإنها تحاول في الوقت نفسه جذب أصواتهم. على سبيل المثال، قام حزب الرفاه مؤخرا بتوزيع منشورات باللغة العربية لمرشحه في بلدية منطقة ريحانلي بولاية هطاي، بهدف استقطاب الناخبين السوريين المجنسين.
Yeniden Refah Partisi’nin Suriyelilerden oy istemek için dağıttığı Arapça broşürler. pic.twitter.com/N4vaSFsKYE
— 🎙 Muhbir (@ajans_muhbir) March 13, 2024
وبالمثل، اعتمد مرشح حزب الشعب الجمهوري في منطقة بيوك تشكمجة بإسطنبول الإستراتيجية نفسها، مما أدى إلى إثارة ردود فعل متباينة تراوحت بين السخرية والاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي.
CHP Büyükçekmece Belediye Başkan adayı Hasan Akgün’ün, vatandaşlık alan araplardan oy almak için Arapça bildiri bastırıp dağıttığı öğrenildi. pic.twitter.com/QhNQtaQuFb
— KÖRÜG (@koruug) March 20, 2024
في حديثه للجزيرة نت، يرى المحلل السياسي جوكهان ألتون أن بعض أحزاب المعارضة، التي كانت تعارض وجود العرب في تركيا، اتخذت هذه المرة في حملاتها الانتخابية إستراتيجية تقوم على التكيف ومحاولة التصالح مع الواقع بدلا من مجرد الانتقاد، بهدف إيجاد قاعدة مشتركة تسمح لها بالتواصل مع المواطنين المجنسين وإقناعهم بوجهة نظرها في المستقبل.
كما أشار ألتون إلى أن الحملات التي نفذتها بعض أحزاب المعارضة التي تعارض استمرار الصادرات التركية إلى إسرائيل، كانت تهدف جزئيا إلى كسب تعاطف الناخبين المجنسين، بجانب استهداف القاعدة الناخبة المحافظة التركية.
كما لفت إلى أهمية عدم التقليل من شأن الناخبين المجنسين خلال الحملات الانتخابية، إذ إنه من الممكن التأثير على قناعاتها من خلال برامج تواكب تطلعاتهم وترضي طموحاتهم، لا سيما أن دورهم وتأثيرهم في شتى جوانب الحياة بتركيا يشهد تزايدا مستمرا، مما يتيح لهم القدرة على توجيه رسائل رضا أو سخط على خدمات الحكومة والبلديات من خلال صناديق الاقتراع.
حرب غزة أولوية
تباينت وجهات نظر الناخبين العرب المجنسين المؤهلين للتصويت في الانتخابات المحلية بشأن فائدة مشاركتهم في العملية الانتخابية، إذ سادت حالة من الاستياء في الأوساط العربية كما التركية بشأن ما أسموه بالـ “الصوت الباهت” لحزب العدالة والتنمية في دعم ومساندة القضية الفلسطينية، لا سيما في الوقت الذي يتعرض فيه قطاع غزة لعدوان إسرائيلي منذ أكثر من 177 يوما.
هذا الشعور دفع البعض منهم إلى التفكير في خيارات بديلة مثل الامتناع عن التصويت أو التصويت لأحزاب محافظة أخرى بخلاف الحزب الحاكم.
من جانبه، عبر محمد حسين، الذي ينحدر من أصول فلسطينية ويقيم في إسطنبول منذ عقد من الزمن، في حوار مع البوكس نيوز نت، عن سبب امتناعه عن المشاركة في الانتخابات قائلا: “في الحقيقة، شعرت بخيبة أمل من تعامل الحكومة التركية مع الوضع في غزة، رغم أن موقفها كان أفضل مقارنة بالعديد من الدول العربية والإسلامية”.
ورغم ذلك، يضيف حسن “كنا نأمل بأن تبذل تركيا جهودا أكبر، نظرا لمكانتها البارزة عالميا وسياسيا”.
وقال “باعتباري فردا متمسكا بقضية أبدي لها الولاء، قررت الامتناع عن التصويت في الانتخابات الأخيرة كشكل من أشكال الاعتراض. هذا القرار جاء نتيجة للتغييرات السياسية التي خالفت تقاليد ومبادئ البلاد وقيادتها التي نعرفها”.
وأوضح في الوقت نفسه “وجدت صعوبة في دعم أحزاب بديلة، إذ لا يمكنني تجاهل الفضل الذي يحمله حزب العدالة والتنمية وحكومته تجاه العرب والمسلمين، لا سيما فيما يتعلق بسياساته الداعمة للاجئين وتسهيلاته للأجانب، بالإضافة إلى مواقفه البارزة في السياسة الدولية سابقا”.
أما أحمد كاراجا فيطرح وجهة نظر مغايرة، مؤكدا أنه من غير المعقول للمواطنين العرب المجنسين أن يمتنعوا عن المشاركة في الانتخابات المحلية، التي تهدف بشكل أساسي إلى تنظيم إدارة الخدمات العامة وتحسين الحياة اليومية، بناء على موقفهم من السياسة الخارجية للبلاد.
أهمية تنظيم العرب
ويرى كاراجا أن الاعتراضات على السياسة الخارجية يجب أن تعبر عنها الأصوات في الانتخابات الرئاسية، وليس من خلال التغيب عن الانتخابات المحلية.
وعبر عن استيائه من امتناع بعض المجنسين العرب عن المشاركة في الانتخابات، مما يساعد المعارضة في السيطرة على بلديات المدن الكبرى، وهي التي تهدد بترحيل اللاجئين والمقيمين العرب إذا ما وصلت إلى السلطة، مناديا بأهمية تنظيم الوجود العربي ضمن الحياة السياسية التركية من خلال إنشاء أحزاب ومؤسسات نشطة تتخذ من قضايا المجنسين والمقيمين الأجانب محورا لعملها.
وأضاف “اليوم، قمنا بالتصويت لمرشح حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، مدفوعين بقناعتنا بأنه المرشح الأمثل لمواجهة وحل الأزمات المختلفة التي تواجه المدينة، مثل قضايا المواصلات والاستعدادات الضرورية للتعامل مع الزلزال المتوقع، وقد جاء قرارنا هذا خالصا من أي اعتبارات جانبية”.
كما يصف كاراجا موقف الحكومة التركية حيال التطورات في غزة على أنه أقل من المستوى المطلوب، مثمنا في الوقت نفسه الدعوات الشعبية التركية لاتخاذ إجراءات أكثر حزما وتأثيرا، بما في ذلك الحاجة الملحة لقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل، مما يشكل ضغطا على صناع القرار.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.