رغم تغولها غير المسبوق على القانون الدولي، برعاية أميركية، فإن إسرائيل تواجه مأزقا بسبب الدعوى التي حركتها ضدها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث يقول خبراء إن أي حكم ضد تل أبيب قد تكون له آثار كبيرة من بينها إصدار مذكرات اعتقال بحق قادتها، ولو بعد حين.
وقبلت المحكمة الدعوى التي تتهم بريتوريا فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، وتدعو لإلزامها فورا بوقف الحرب ومحاولات التهجير القسري.
ووفقا للقاضي بالمحكمة إيف تودي، فإن القرار الذي سيصدر -أيا كان- ستكون له تداعياته ولو بعد حين.
وقال تودي -في تقرير أعده مراسل البوكس نيوز محمد البقالي- إن الإجراءات الاستثنائية هي قرارات مستعجلة تصدر عن المحكمة، وهي ملزمة وتتعلق في هذه الحالة بطلب جنوب أفريقيا إصدار قرار بوقف المعارك.
وأضاف “القرار الذي ستتخذه المحكمة لصالح أو ضد دعوة جنوب أفريقيا سيكون له أثره الكبير لأن المحكمة تمثل ثقل القانون، ورفض التنفيذ أمر خطير جدا”.
ولعل هذا هو سبب الصخب المحيط بالقضية المكونة من 84 صفحة تضم ما قالت جنوب أفريقيا إنها جرائم إبادة نفذتها إسرائيل ضد سكان القطاع.
ورغم أن الدول لا تملك حق الاستئناف على القرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية فإن الأخيرة لا تملك أدوات لتنفيذ هذه الأحكام.
تداعيات كبيرة
ومع ذلك، فإن رفض تنفيذ هذه القرارات -وقد حدث من قبل- يؤثر على صورة الدولة التي ترفض التنفيذ، ولعل هذا ما يفسر القلق الذي ينتاب إسرائيل وحلفاءها من النتائج هذه الدعوة.
وأصدرت المحكمة خلال السنوات الأخيرة حكمين في سياق مشابه أمرت فيهما كلا من روسيا وميانمار بوقف أعمالهما العسكرية.
إلى جانب ذلك، فإن صدور حكم ضد إسرائيل من محكمة العدل الدولية (المعنية بالفصل بين الدول ولا تصدر مذكرات اعتقال) قد يستخدم أيضا لإدانة تل أبيب في القضية المرفوعة ضدها أمام المحكمة الجنائية الدولية المعنية بالفصل بين الأفراد.
وقد يكون قرار محكمة العدل سببا في صدور مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيل، حيث يجمع محامون دوليون أدلة لتقديمها إلى “الجنائية الدولية”، وهم يعلقون آمالا كبيرة على نتيجة دعوى جنوب أفريقيا، كما يقول المحامي الفرنسي جيل دوفير.
ويعمل دوفير مع فريق من المحامين الدوليين على تجميع الأدلة التي سيقدمها للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، ويقول إنهم يأملون أن يساعدهم قرار محكمة العدل، مضيفا “المدعي العام (للجنائية الدولية) قد يشعر بأنه معزول بسبب الدعم الغربي لإسرائيل، وسيجد نفسه مدعوما بقرار الإدانة إذا صدر من محكمة العدل”.
وهكذا يعلق المدافعون عن حقوق الإنسان آمالا كبيرة على دعوى جنوب أفريقيا، ويرجون من خلالها أن تورق شجرة العدالة من جديد.
تقرير: محمد البقالي
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.