مستشفى العودة في شمال غزة يصارع من أجل البقاء | سياسة – البوكس نيوز
البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول مستشفى العودة في شمال غزة يصارع من أجل البقاء | سياسة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول مستشفى العودة في شمال غزة يصارع من أجل البقاء | سياسة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
غزة- تأجّلت ولادة الفلسطينية وصال صالحة أسبوعاً كاملاً، بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل قسم النساء والتوليد في “مستشفى العودة” الواقع في منطقة تل الزعتر بجباليا شمال قطاع غزة.
وقبل 3 أيام وعند الثامنة مساءً وضعت وصال (22 عاماً) مولودها وليد “وقد حالفها الحظ” حسبما يقول زوجها أبو أحمد (27 عاماً) للجزيرة نت إن “وجودنا في المستشفى تزامن مع شخص أحضر غالوناً من السولار، أتاح إعادة تشغيل قسم الولادة”.
وخلال هذه الأيام التي أعقبت الولادة، لم تتلق وصال أي أدوية باستثناء علاجات بسيطة مسكنة، وقد تزامنت ولادتها مع تحذير إدارة المستشفى من توقف خدماتها كلياً، جراء عدم تلقيها أي كميات من الوقود، إضافة إلى انقطاع الأدوية والمستهلكات الطبية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
انقضت المهلة
قبل نحو عامين، وضعت وصال مولودها البكر أحمد في مستشفى العودة، وتقول للجزيرة نت “الوضع اختلف كثيراً، في الولادة الأولى كانت الخدمة رائعة من حيث المراجعة والفحص الدوري، وكل ما تحتاجه الحامل كان متوفراً، أما الآن فالمستشفى مظلم وما في كهرباء ولا مولدات ولا أدوية”.
و”العودة” هو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل شمال القطاع بالحد الأدنى ووفق الإمكانيات البسيطة المتاحة، بعدما عطّل الاحتلال بالاستهداف المباشر وغير المباشر جميع المستشفيات الحكومية والأهلية في مدينة غزة وشمالها.
ويرى أبو أحمد في خروج “العودة” عن الخدمة “حكماً بالإعدام الجماعي على شمال قطاع غزة” ويصف المستشفى بأنه “الأمل الوحيد للناس في الشمال، بعدما خرجت كل المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة”.
وسبق أن أعلنت إدارة مستشفى العودة -الثلاثاء الماضي- خروج أقسام العمليات والمختبر والأشعة عن الخدمة، بينما باتت خدمات الاستقبال والطوارئ والعيادات التخصصية والولادة مهددة بالتوقف التام خلال 48 ساعة.
وبانقضاء هذه المهلة، يقول الدكتور محمد صالحة القائم بأعمال مدير المستشفى للجزيرة نت “لقد خرجنا فعلياً عن الخدمة، ونحن نصارع حالياً من أجل البقاء” ولهذا سيواجه مئات آلاف الفلسطينيين في مدينة غزة وشمالها مخاطر الموت قصفاً وجوعاً ومرضاً، وفق تأكيد أوساط طبية وشعبية.
حكم بالإعدام
ومع إعلان وزارة الصحة -الأربعاء الماضي- خروج آخر مستشفياتها الحكومية شمال القطاع عن الخدمة، وهو “مستشفى كمال عدوان” جراء توقف المولد الكهربائي وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيله، يفقد السكان هناك خدمات غسل الكلى والعناية المركزة والحضانة والباطنة والقلب والجراحة العامة ومبيت وطوارئ الأطفال.
وقال المتحدث باسم الوزارة الدكتور أشرف القدرة إن “توقف الخدمات الطبية شمال غزة هو حكم بالإعدام على 700 ألف مواطن”. وفي بيان نشرته الصحة على منصاتها الرسمية، أكد القدرة أن “مستشفيات شمال غزة عاجزة عن توفير الخدمات المنقذة للحياة”.
وتأكيداً على ذلك، اضطرت مستشفى العودة إلى تأجيل 46 عملية مجدولة لجراحة العظام، ويحذر الدكتور صالحة من أن “هؤلاء المرضى عرضة لبتر أطرافهم، والأخطر تدهور حالاتهم الصحية، وقد تؤدي للوفاة”.
واستقبل مستشفى العودة 176 من جرحى “مجزرة الطحين”، التي أودت بحياة 112 فلسطينيا ومئات الجرحى، الذين احتشدوا على شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزة أملاً في الحصول على كيس دقيق من شاحنات مساعدات شحيحة يسمح الاحتلال بوصولها من جنوب القطاع.
وبإمكانيات متواضعة وعلى كهرباء من بطاريات صغيرة وباستخدام كشافات يدوية، أجرى الأطباء في المستشفى 7 عمليات جراحية، من بين 27 جريحاً بحاجة إلى تدخلات جراحية عاجلة.
وقال القائم بأعمال مدير المستشفى محمد صالحة إن “عمليات جراحية أجريت في قسم الاستقبال والطوارئ، وفي ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد، من أجل إنقاذ الحياة”.
حصار مستشفى
تأسس مستشفى العودة الأهلي عام 1985، وهو يتبع جمعية العودة الصحية والمجتمعية، التي تديره مع مستشفى آخر بنفس الاسم في مخيم النصيرات وسط القطاع، إضافة إلى 6 مراكز رعاية صحية أولية على مستوى القطاع. واستفاد من الخدمات مجتمعة 240 ألف مواطن منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي، من بينهم 40 ألفاً شمال القطاع، منهم 7 آلاف جريح.
وعلى مدار الشهور الخمسة الماضية من الحرب، دمرت قوات الاحتلال المقر الرئيسي لمركز العودة في غزة، و3 مراكز أخرى في المدينة وشمالها، وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع.
ويعتبر مستشفى العودة الوحيد الذي يقدم خدمات جراحة العظام والنسائية والتوليد شمال القطاع، إضافة إلى الجراحة العامة والاستقبال والطوارئ، والعيادات التخصصية والأشعة والمختبر.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي “لم تصل المستشفى أي قطرة سولار أو أدوية” بحسب تأكيد الدكتور صالحة، بسبب الرفض المتكرر للاحتلال التنسيق لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة “أطباء بلا حدود” والمؤسسات الصحية الدولية الشريكة للوصول بالمساعدات إلى المستشفى.
استهداف ممنهج
وقال الدكتور صالحة إن “الاحتلال تعمّد منذ بداية العدوان، وضمن سياسته الممنهجة تعطيل المنظومة الصحية، استهداف مستشفى العودة شمال القطاع، من خلال التهديدات المباشرة بالإغلاق، ومن ثم استهدافه بالقصف المباشر، وتدمير أقسام المبيت وغرف العمليات ومنظومة الطاقة الشمسية ومخازن المياه والسولار ومستودعات الأدوية والغازات الطبية وسيارات النقل والإسعاف والإمداد الطبي التابعة”.
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استشهد 3 أطباء جراء استهداف مباشر بالقذائف، وأخرج 50% من قدرة المستشفى عن الخدمة. وذكر الدكتور صالحة أن “الاحتلال لم يكتف بذلك، بل حاصر المستشفى في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي لمدة 18 يوماً، ونتيجة لذلك استشهد 3 من العاملين، وأصيب 12 موظفاً من الطواقم الطبية ومتطوعون، واعتقل مدير المستشفى الدكتور أحمد مهنا و3 من الطواقم الطبية، ولا يزال مصيرهم مجهولاً”.
وقال المتحدث “عملنا لشهور لجمع السولار قطرة قطرة من الميدان، وتوفير ما يمكن توفيره من الأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة لاستدامة الخدمات الطبية، والآن وصلنا إلى مرحلة خطر التوقف والخروج عن الخدمة، والحرمان التام للمواطنين شمال القطاع من الخدمات الصحية الأساسية، بسبب خروج كل المستشفيات عن الخدمة”.
واختتم صالحة تصريحاته بالقول “هذا يفاقم من الأزمات المعقدة والمركبة، وسنكون أمام كارثة محققة، ما لم يتدخل من تبقى من العالم الحر، بالضغط على الاحتلال لإمداد المستشفى بالوقود والأدوية والمستهلكات والمستلزمات الطبية”.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.