ناشط يهودي مغربي للجزيرة نت: طوفان الأقصى سيلجم مسار التطبيع | سياسة – البوكس نيوز

ناشط يهودي مغربي للجزيرة نت: طوفان الأقصى سيلجم مسار التطبيع | سياسة – البوكس نيوز

البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول ناشط يهودي مغربي للجزيرة نت: طوفان الأقصى سيلجم مسار التطبيع | سياسة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول ناشط يهودي مغربي للجزيرة نت: طوفان الأقصى سيلجم مسار التطبيع | سياسة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.

الرباط- فتحت حرب 1967 وعي الناشط المغربي سيون أسيدون على القضية الفلسطينية، ومنذ ذلك الحين، انخرط في النضال ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته.

ينحدر أسيدون من عائلة مغربية يهودية ذات أصل أمازيغي، ولد في مايو/أيار 1948 بمدينة أكادير، أكمل تعليمه الجامعي في فرنسا ثم قرر العودة إلى المغرب ليصبح واحدا من الوجوه المعروفة بمناهضتها لإسرائيل والمدافعة عن القضية الفلسطينية من خلال الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ونشاطه في حركة المقاطعة العالمية “بي دي إس”.

يَعدّ أسيدون -في حوار مع البوكس نيوز نت- عملية “طوفان الأقصى” يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول انتصارا كبيرا للمقاومة الفلسطينية وصفحة جديدة في تاريخها، ويرى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكن ليتجرأ على ارتكاب فظائع في غزة لولا شعوره بفك عزلته في العالم العربي عبر اتفاقيات التطبيع التي وقعها مع عدد من الدول العربية ومنها المغرب.

ودعا أسيدون بلاده إلى فسخ وحلّ جميع التعاقدات التي أُبرمت منذ الإعلان عن استئناف العلاقات مع إسرائيل، وإغلاق مكتب “الاتصال الإسرائيلي” بالرباط. وأكد أن المقاطعة سلاح فعال في يد الشعوب لدعم مقاومة الفلسطينيين، وأن تأثيرها وأثرها جعلا دولة الاحتلال تصنفها خطرا إستراتيجيا.

وفيما يلي نص الحوار:

سيون أسيدون الناشط المغربي في حركة المقاطعة العالمية "بي دي أس" خلال مشاركته في مسيرة الرباط الداعمة لغزة (البوكس نيوز)
الناشط المغربي أسيدون خلال مشاركته في مسيرة الرباط الشعبية لدعم المقاومة والتضامن مع أهل غزة (البوكس نيوز)
  • كيف ترى عملية “طوفان الأقصى” يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول؟

عملية “طوفان الأقصى” هي انتصار كبير للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لقد بينت بكل وضوح أن مقولة الجيش الذي لا يقهر ليست سوى أسطورة، كما أنها فتحت صفحة جديدة لأن مستوى هجوم المقاومة الفلسطينية لم يسبق إليه إلا الجيش المصري في حرب 1973، فاجتياح أراضٍ محتلة في “غلاف غزة” هو أمر جديد كليا ويبشر بدخول مرحلة جديدة في مستوى مقاومة الاحتلال.

بطبيعة الحال، القادة الصهاينة والرأي العام الصهيوني بشكل عام وعلى ما يبدو قادة عدد كبير من دول العالم، لم يتحملوا هذا الأمر فكيف يعقل أن شعبا مستعمَرا يلقن المستعمِر درسا عسكريا بهذا المستوى من الدقة.

  • أعلنت حكومات غربية وعلى رأسها الحكومة الأميركية الدعم المطلق لإسرائيل بدعوى حقها في الدفاع عن نفسها، في المقابل تجاهلت هذه الحكومات المجازر المرتكبة في حق المدنيين الفلسطينيين، لماذا في نظرك هذا الانحياز المطلق لإسرائيل؟ وما تأثيره على القضية الفلسطينية؟

عند الحديث عن العالم الغربي ينبغي التمييز بين موقف النرويج وإسبانيا مثلا وموقف فرنسا وإنجلترا وألمانيا والولايات المتحدة، هذه الأخيرة بلغ دعمها إلى مستوى تزويد جيش الاحتلال بالقنابل التي يرميها على المدنيين الفلسطينيين وبكميات هائلة، زيادة على تسليمه قنابل من نوع جديد وفي نفس الوقت توفير مظلة سياسية ودبلوماسية وإعلامية ونشر الأكاذيب حول مستشفى المعمداني وحول عدد المدنيين الذين قتلوا في غزة.

هذا الانحياز الفاضح سببه أن دولة الاحتلال (إسرائيل) هي حارس مصالح هذه البلدان في هذه المنطقة، ولأول مرة شعروا بالخطر، مما جعلهم يتدخلون بشكل مباشر ومعلن وقوي ليس فقط سياسيا ودبلوماسيا، ولكن أيضا بالحضور العسكري الأميركي المباشر وهذا لم يحدث من قبل.

بالمقابل، علينا ألا ننسى أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الإبادة الجماعية لشعوب أميركا الأصليين، وفرنسا لم تتعاف بعد من هزيمتها في الجزائر حيث ارتكبت مجازر، وأيضا إنجلترا في كينيا والهند مثلا، فهذه البلدان تعتبر نفسها سادة العالم وباقي الشعوب الأخرى لا قيمة لهم، وعندما قال الوزير الصهيوني إنهم يواجهون حيوانات بشرية فهذه الأفكار موجودة في لاوعي البلدان الغربية.

من جهة أخرى، فإن انحياز هذه الدول بهذا الشكل العلني والمفضوح يجعلها في موقع لا يسمح لها بحل القضية الفلسطينية، إذ إن الأمم المتحدة لم تستطع فرض هدنة إنسانية لإدخال الطعام والماء والدواء لشعب يتعرض لإبادة جماعية، فكيف يمكن أن يتكلم المرء عن حل شامل لهذه القضية.

  • تتشبث وسائل إعلام غربية بتقديم الرواية الإسرائيلية وتعتبر حماس حركة إرهابية وتتجاهل الفظائع التي تمارسها إسرائيل تجاه الفلسطينيين بصفتها قوة احتلال، كيف ترى تأثير ذلك على الرأي العام في العالم وفي منطقتنا العربية؟

تعمل وسائل الإعلام في البلدان الأوروبية والولايات المتحدة على تمرير وجهة نظر واحدة للرأي العام وهذا كله مظلة من أجل حماية محميتهم ألا وهي دولة الاحتلال.

بالمقابل، وسائل الإعلام في عالمنا العربي -ما عدا استثناءات- ضعيفة جدا في مواجهة الآلة الإعلامية الغربية التي كانت تدعي أنها موضوعية.

نحن الآن في وضعية دقيقة وتبين لنا أن الموضوعية مجرد شعار لأن من أراد أن يأخذ الكلمة في وسائل الإعلام الغربية يتم مطالبته أولا بالإقرار بأن حماس منظمة إرهابية، وإذا لم ينطق بهذا الموقف فلن تعطى له أي فرصة للتعبير عن رأيه وتمرير أفكاره.

نشر الأخبار الزائفة في وسائل الإعلام له دائما تأثير طويل المدى لأنه حتى إذا تم تكذيب تلك الأخبار، فإنها تكون قد انتشرت في صورتها الأولى وتصير الكذبة هي الحقيقة مثل ما وقع في ترويج أخبار عن قتل المقاومة للأطفال وتم تكذيب الخبر بعد ذلك.

مع ذلك، هناك من يدرك ويعي ما يقع، والمظاهرات التي خرجت في الولايات المتحدة وإنجلترا وغيرها من طرف مواطنين من ألوان ومشارب فكرية ودينية مختلفة، تدل على وجود وعي لدى الكثيرين بازدواجية المعايير لدى عدد من وسائل الإعلام والحكومات الغربية.

  • ما المطلوب داخل المغرب وخارجه للتعامل مع هذه اللحظات الخطيرة والصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني؟

الأمور واضحة وضوح الشمس، لا يمكن أن تتجرأ دولة الاحتلال الصهيوني على ما تفعله من فظائع وإبادة لولا الشعور بفك عزلتها في العالم العربي عن طريق اتفاقيات أبراهام واتفاقيات التطبيع التي وقعتها مع عدد من الدول العربية ومنها المغرب.

نحن كناشطين في دعم فلسطين ومناهضة التطبيع نطالب بفسخ وحل جميع التعاقدات التي أُبرمت منذ الإعلان عن استئناف العلاقات وأيضا طرد ممثلي المحتل الصهيوني وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط (…) ولا يكفي إرسال المساعدات الخيرية، بل ينبغي أن يكون رد الفعل في مستوى المجازر التي تحدث.

  • هل تعتقد أن ما يجري في قطاع غزة سيدفع باتجاه كبح جماح موجة التطبيع التي تلت توقيع المغرب وإسرائيل اتفاقا لإعادة العلاقات بينهما؟

أعتقد أن الحرب تتجه نحو التصعيد وتوسيع رقعتها، وآنذاك سيصعب على الأنظمة المطبعة مع الكيان المحتل أن تبقى على موقفها.

بعد انتهاء الحرب نتمنى أن يدفع ما حدث في غزة من عدوان ومن إبادة جماعية للمدنيين إلى وقف مشاريع الأنظمة التي كانت على استعداد للتطبيع وبناء جسور مع دولة الاحتلال.

أظن أنه سيصعب على من يتزعمون العالم الإسلامي أن يغامروا في علاقات أوسع مع دولة الاحتلال، ولكن مع ذلك لا نعرف ما سيحدث ولا نملك اليقين لمعرفة ذلك.

  • كيف تقيم الحراك الحالي داخل المغرب المناصر للقضية الفلسطينية وضمنها ما يجري في غزة؟

مع قرار المغرب استئناف العلاقات مجددا مع دولة الاحتلال، رافق هذه الخطوة تضليل إعلامي واسع جعل الكثير من المواطنين في حالة من التشويش والحيرة بشأن هذا القرار ولوحظ أن مستوى الدعم للقضية الفلسطينية تراجع عن السابق من خلال الوقفات والفعاليات.

لكن فظاعة الأعمال الصهيونية التي حدثت في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أيقظت المواطنين وخرجوا من حيرتهم واتضحت لهم الصورة المشوشة وعادوا إلى مواقفهم التقليدية الأصلية في دعم القضية الفلسطينية فخرجت مظاهرات بمئات الآلاف في الشوارع ووقفات يومية في المدن.

هذا المستوى من التضامن يبين أنه لم يتغير شيء في العمق وأن غالبية المغاربة يعدون قضية فلسطين  قضية وطنية ومن الواجب النزول إلى الشارع للتعبير عن دعمهم للمقاومة وغضبهم من العدوان وحرب الإبادة الصهيونية التي تمارس على الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع.

وقفة تضامنية لأطفال المغرب مع أطفال فلسطين (البوكس نيوز)
وقفة تضامنية لأطفال المغرب مع أطفال فلسطين (البوكس نيوز)
  •  تنشطون في مجال مقاطعة إسرائيل، ما النتائج التي تحققت على أرض الواقع منذ بدء هذا النشاط؟

نحن ننشط في مجال المقاطعة الفنية والأكاديمية والرياضية والاقتصادية لدولة الاحتلال الصهيوني، والمعروف أن حركة “بي دي إس” العالمية -وأنا أنتمي إليها عن طريق المجموعة المغربية- حققت الكثير مثلا عدد من البنوك والصناديق السيادية في العالم سحبت أموالها من دولة الاحتلال وشركات عالمية انسحبت من الاستثمار فيها وهذا ليس إنجازا سهلا.

من جهة ثانية، نعمل على المقاطعة الأكاديمية من خلال دعوة نقابات التعليم العالي لعدم ربط أي علاقة مع جامعات صهيونية لأنها دون أي استثناء لديها تعاقدات مع جيش الاحتلال، كذلك المقاطعة الفنية والرياضية.

نتيجة عملنا أن عددا كبيرا من المواطنين عبر العالم يعون جيدا طبيعة دولة الاحتلال. تأثير وأثر حركة “بي دي إس” جعلا حكومة دولة الاحتلال تصنفها على أنها خطر إستراتيجي وقررت تغيير مسؤولية مواجهتها من وزارة الخارجية إلى وزارة الشؤون الإستراتيجية.

كما اتخذت عددا من التدابير لمواجهتها منها الاعتماد على عدد من المكاتب القانونية في أوروبا وأميركا من أجل سن قوانين لمنع الحركة لكنها فشلت.

فالمقاطعة (حرف B = Boycott) والعمل من أجل سحب الاستثمارات (حرف D=Divestment) وفرض العقوبات الدولية (حرف Sanctions=S) هي الفرصة المفتوحة أمام أية مواطنة وأي مواطن لدعم مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني بشكل فعال.

وعندما نتحدث عما يجري في الولايات المتحدة الأميركية، فلا ننسى أن جزءا كبيرا من الحراك الشعبي المناهض حاليا للحرب على غزة يأتي من المنتمين إلى حركة “بي دي آس” ومنهم منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” التي نظمت مظاهرات ضخمة في نيويورك قبل أيام واعتصاما في الكونغرس وفي محطة القطار وغيرها من الفعاليات المناهضة للحرب والإبادة.

إن المقاطعة هي وسيلة قوية في أيدي المواطنين للتأثير فعليا على الأحداث.

وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.

عناوين المقالة

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة