نصائح غير مرغوب بها.. لماذا تُسبب “التوتر”؟ | أسلوب حياة – البوكس نيوز
البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول نصائح غير مرغوب بها.. لماذا تُسبب “التوتر”؟ | أسلوب حياة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول نصائح غير مرغوب بها.. لماذا تُسبب “التوتر”؟ | أسلوب حياة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.
عمان- يُعد تلقي النصائح غير المرغوب بها مشكلة شائعة لدى العديد من الأشخاص. وعلى الرغم من أن الأفكار الرائعة يمكن أن تأتي من طلب النصيحة من صديق موثوق به ومهتم، فإنه في بعض الأحيان يتم تقديم النصيحة عندما لا يتم طلبها.
وتعد الأمهات الجدد وطلاب الجامعات والأشخاص الجدد في العمل، أكثر عرضة للحصول على نصائح غير مرغوب بها، ومع ذلك يمكن لأي شخص أن يتلقي النصائح، وقد لا يكون هذا مفيدا دائما، إذ إن النصيحة غير المرغوب بها تسبب التوتر.
يقول الدكتور أشرف الصالحي المختص في الطب النفسي: “تهدف النصائح إلى تقديم المساعدة للآخرين، أو توسيع دائرة تفكيرهم، فضلا عن اقتراحات مساندة لاتخاذ القرار المناسب”.
والنصيحة التي تُطلب تكون مفيدة، وبعكس ذلك تُعد النصائح غير المرغوب بها غير مستحبة وأمرا مزعجا، بل وتُعتبر للبعض تدخلا في خصوصياتهم وفضولا.
تكرار النصائح غير المرغوب بها
ويوضح الصالحي أن النصيحة غير المرغوب بها تكون موجهة لشخص لم يطلبها، فتسبب له توترا، وذلك أن “بعضنا يحتاج فقط لمن يسمعه وينصت له ويفهمه، وليس لإلقاء النصائح عليه”.
كما أن تكرار تقديم النصائح غير المرغوب بها يسبب القلق والتوتر والتفكير السلبي، لأنها تبث إحساسا بأن مقدم النصيحة هو المتفوق والأصح، مما يُشعر المتلقي بقلة تقدير الذات، والعجز عن التوصل لحل المشكلة التي تواجهه، وفق الصالحي.
الاستئذان قبل إسداء النصح
ويرى الصالحي أن الأشخاص الذين يقدمون النصائح عادة ما يرون أنفسهم أصحاب معرفة أكثر من غيرهم، ولديهم إجابات لكل الأسئلة، لهذا تنعكس رغبتهم الزائدة في تقديم المساعدة بشكل سلبي.
ويوضح أنه حين يبوح لك شخص بمشاكله وهمومه فليس شرطا أن تقدم النصيحة له، فهو بحاجة للشعور بالدعم النفسي، ولا يرغب بأن يقال له ما ينبغي عليه فعله.
وإذا شعرت بأن لديك ما تنصحه به، فيمنكك اتباع أبسط منهجية لتقديم النصيحة وهي الاستئذان قبل قولها، وذلك بأن تقترح عليه أن لديك أفكارا حول الموضوع إن كان يرغب في سماعها، وهذا يعتبر من أفضل السبل التى تؤدي للدعم.
قبول أو رفض النصيحة
وترى الباحثة والمستشارة الاجتماعية الدكتورة فاديا إبراهيم، أن النصيحة جزء من ممارساتنا الاجتماعية، خصوصاً في المجتمعات الشرقية، فالفرد لا يعيش حالة استقلال كاملة، فهو مرتبط وجدانياً وعاطفياً بالأشخاص من حوله ارتباطا وثيقا يجعل من التدخل في حياته وقراراته وكأنه “فرض” أو “عرف مجتمعي” من باب المحبة والخوف على مصلحته وحياته.
ويعتمد مدى قبولنا أو رفضنا للنصيحة على عدة عوامل، وفق ابراهيم، أهمها طبيعة الشخصية، فبعض الشخصيات رافضة وعنيدة لا تقبل بأي تدخل ولا تستسيغ أي نصيحة، وبعضها أكثر مرونة في استقبال وتقبل آراء وأفكار الآخرين ومقترحاتهم.
ويلعب العامل العاطفي دورا مهما، إذ نجد بعض الأشخاص يتقبل نصائح الآخرين بصدر رحب بسبب محبته واحترامه لهم.
كما أن أسلوب وطريقة التربية أو البيئة الاجتماعية والأسرية له تأثير واضح؛ فبعض العائلات تربي أبناءها على الحوار والنقاش والتقارب الفكري والقرب العاطفي، وهذا يجعل الأبناء على مسافه قريبة من الأهل؛ فيتقبلون اقتراحاتهم ونصائحهم بصدر رحب.
النصيحة دون طلب
وعن دور النصيحة الاجتماعي، تقول إبراهيم إن “النصحية من أدوات الحماية الاجتماعية والدعم الاجتماعي، ويجب أن تقدم إذا طُلبت، ويكون طالبها على ثقة تامة بأن الطرف الذي يقدم النصيحة قادر على إفادته بشيء إيجابي، وقادر على احترام أسراره”.
وإذا رغب أحد في تقديم نصيحة دون أن يُطلب منه، فعليه معرفة الشخص جيداً وهل يتقبل النصيحة، مع مراعاة واحترام خصوصية الشخص ونفسيته، واختيار الوقت المناسب والطريقه المناسبة لعرض النصيحة، وفق إبراهيم.
وتوضح أن الشخص الذي لديه ذكاء اجتماعي جيد وناجح في علاقاته الاجتماعية؛ يكون لديه قدرة على التفاعل والتواصل الاجتماعي، ويرى أن مشاركة الآخرين في أفكاره وقراراته شيء طبيعي، ولديه قدرة عالية على الحوار والقبول من الآخرين دون تعصب أو تحسس، ويستطيع أن يسمع النصائح ويقرر إن كان سيعمل بها أم لا. أما الشخص الذي يعيش في عزلة اجتماعية في الغالب فيُفضل الرأي الواحد، ويرى في النصيحة شيئا سلبيا وغير مرغوب بها، وأيضا ليس لديه القدرة الحقيقية على قبولها، وقد تنتابه مشاعر سلبية تجاه كل أحد يُقدم له نصحية.
إستراتيجيات التعامل مع النصيحة
ونشر موقع “مري ويل مايند” مجموعة من الإستراتيجيات للتعامل مع النصائح غير المرغوب بها، ومنها:
- اشكرهم على أفكارهم: إن كان لديك صديق جيد يحاول بصدق أن يكون مفيدا، فيمكنك أن تشكره وتخبره أنك ستفكر في نصيحته، وهذا لا يعني أنك ستستخدم بالضرورة اقتراحاته.
- وضع الحدود: في بعض الحالات التي يكون فيها شخص ما يصدر أحكاما أو يقدم النصائح للحصول على السلطة تحت ستار الإيثار، فإن وضع الحدود أمر ضروري.
- كن حازما: إذا أصر شخص ما على تقديم نصيحة غير مرغوب بها، فعليك أن تكون أكثر صرامة، وتجعله يعرف أنك لا تحتاج أو تريد تدخلات خارجية.
وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.