“ألف دولار للجرعة”.. تحذير من تجارة اللقاحات المزيفة
في وقت بدأت فيه دول حملات التطعيم المضاد لفيروس كورونا المستجد، تنشط في العالم الافتراضي مبيعات للقاحات مزيفة بأسعار جنونية.
ويسعى العالم لمكافحة الوباء الذي أدى لحدوث فوضى خلاقة في كثير من الدول بعد حالات الإغلاق الإجبارية لمكافحة انتشار العدوى، بالإضافة إلى تضرر الاقتصادات، بما فيها اقتصادات الدول الكبرى التي تأثرت من تداعيات الجائحة.
ولكن مع تسارع وتيرة التطعيم في العالم عبر مختلف اللقاحات في سبيل القضاء على الوباء، تستغل عصابات الطلب المتزايد للحصول على اللقاحات قياسيا بكمية الجرعات المتوفرة، سعيا لجني المال عبر طرق احتيالية.
وتعرض هذه العصابات منتجات مزيفة للقاحات مختلفة وبأسعار تعتبر أحيانا أضعاف السعر الحقيقي لهذه اللقاحات وذلك بغية التكسب المالي غير المشروع.
وكانت وكالة رويترز أجرت بحثا على الإنترنت وفي منتديات الشبكة المظلمة، أي الشبكات الخاصة المتصلة بالإنترنت التي يتطلب الاتصال بها برمجيات معينة، وعلى تطبيق التواصل الاجتماعي “تليغرام” واكتشفت 7 عروض مختلفة للقاحات مزعومة.
وتتضمن وسائل الاحتيال رسائل بالبريد الإلكتروني تعد بإدراج اسم المشتري في قوائم يفترض أنها سرية للحصول على اللقاح أو مكالمات هاتفية مسجلة مسبقا تنتحل صفة الوكالات الحكومية.
وأضافت لوحات الرسائل على الشبكة المظلمة لقاحات كوفيد-19 إلى قوائم السلع التقليدية المعروضة للبيع سرا.
في تقرير لها نشر الشهر الماضي، وجدت “تشك بوينت” للأبحاث، وهي شركة عالمية للأمن السيبراني، إعلانات في الشبكة العنكبوتية تدعي أن لديها مجموعة من اللقاحات المضادة لفيروس كوورنا.
وأشارت الشركة إلى أن “شبكات الظلام” عبر الإنترنت تنشر مئات الإعلانات للقاحات مزيفة بمتوسط أسعار يصل إلى 250 دولارا، فيما تضاعفت الأسعار لاحقا إلى 500 دولار و1000 دولار لجرعات غير محددة من اللقاح.
تحذيرات متكررة
وحذرت الوكالة السويسرية للمنتجات العلاجية (سويسمديك) من عدم طلب أي أدوية أو لقاحات عبر الإنترنت؛ لأنه من المحتمل أن تشكل خطرا على الصحة.
وقالت الوكالة السويسرية في بيان إن “المنتجات التي يقدمونها في كثير من الأحيان مزيفة، إما أنها لا تحتوي على مكونات نشطة على الإطلاق أو تحتوي على مواد خطرة قد تعرض صحة الأشخاص للخطر”.
وأضافت الوكالة أنه في كثير من الحالات، يتم سداد مدفوعات مسبقة ولا يتم تسليم أي شيء على الإطلاق.
كذلك، حذرت كندا مواطنيها من شراء لقاحات فيروس كورونا عبر الإنترنت، باعتبار تلك غير مصرح لها للبيع.
وقالت وزارة الصحة الكندية عبر بيان صادر في ديسمبر الماضي إن “اللقاحات المزيفة تشكل مخاطر صحية خطيرة”، مؤكدة أن الطريقة الوحيدة للحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا هي العيادات التي تنظمها هيئة الصحة العامة المحلية بالتعاون مع الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية.
في ديسمبر الماضي أيضا، وجّه الإنتربول في بيان تنبيها عالميا دعا فيه أجهزة إنفاذ القانون في الدول الـ 194 الأعضاء، إلى التهيؤ لمواجهة شبكات الجريمة المنظمة التي تستهدف لقاحات كوفيد-19 في العالمين المادي والإلكتروني.
وعرضت نشرة الإنتربول البرتقالية النشاط الإجرامي المحتمل المتصل بتزييف لقاحات كوفيد-19 والإنفلونزا وسرقتها والترويج لها خلافا للقانون، بعد أن أطلق الوباء العنان لسلوك إجرامي انتهازي وعدائي غير مسبوق.
وتضمنت أيضا أمثلة على جرائم قام أفراد في سياقها بالترويج للقاحات مزيفة وبيعها واستخدامها في عمليات التطعيم.
وقال بيان الإنتربول: “تستهدف شبكات الجريمة أيضا أفرادا من عامة الناس لا تخامرهم أي شكوك، عبر مواقع إلكترونية كاذبة وعلاجات مزيفة ما يعرض صحتهم بل حياتهم للخطر الشديد”.
صعوبة بالغة
وساهم إعلان شركة فايزر بتأخير تسليم بعض الشحنات الجديدة بزيادة نشاط هذه العصابات في ظل قوائم الانتظار الطويلة التي يحتاجها الشخص للحصول على اللقاح.
وأكدت فايزر أن سبب التأخير حصول “تعديلات على آليات الإنتاج” في مصنع بورس البلجيكي، ستسمح برفع قدرات التسليم اعتبارا من 15 فبراير، وهذا ما يعني نقص في الجرعات في دول مختلفة.
ويسعى المحتالون لاستغلال النقص الحاد في الجرعات وزيادة الطلب على اللقاحات لجني المال عبر نشاط إجرامي غير قانوني، وغير ممكن في غالب الأحيان.
وليس من السهل الحصول على جرعات أصلية بالنسبة للمجموعات الإجرامية التي تبيع اللقاحات المزيفة في شبكات الظلام.
وبينما قالت شركة موديرنا الأميركية إنها لا تبيع لقاحها المضاد لفيروس كورونا إلا لحكومات الدول مباشرة، تحتاج بعض اللقاحات لظروف تخزينية لا يمكن توفرها بسهولة، مثل لقاح شركة فايزر الأميركية الذي طورته بالتعاون مع شريكتها بايونتك الألمانية، وهو اللقاح الذي يحتاج للتحزين في درجة حرارة منخفضة جدا تصل لـ 70 تحت الصفر مئوية.