من هو حميدتي ثاني أقوى رجل في السودان – جريدة البوكس نيوز

من هو حميدتي ثاني أقوى رجل في السودان – جريدة البوكس نيوز
من هو حميدتي ثاني أقوى رجل في السودان

البوكس نيوز – عاد اسم محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”، للتداول بقوة في الأخبار، لا سيما بعد اندلاع مواجهات عسكرية واسعة بين جناحي المكون العسكري، الجيش الذي يقوده عبد الفتاح البرهان من جهة، وقوات الدعم السريع بقيادة حليف البرهان السابق، حميدتي من جهة ثانية.

فمن هو حميدتي أحد طرفي الصراع الرئيسي في السودان؟

صعد الفريق أول السوداني محمد حمدان دقلو من بدايات متواضعة ليصبح زعيماً لجماعة الجنجويد المسلحة التي أثارت الخوف في النفوس وسحقت تمرداً في دارفور، ليكتسب لنفسه نفوذاً وفي نهاية المطاف دوراً بوصفه ثاني أقوى رجل في البلاد وأحد أثريائها.

واندلع قتال، اليوم السبت، بين الجيش وقوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي، والتي كانت جماعات مسلحة في دارفور قبل أن تصبح قوة شبه عسكرية.

أدى حميدتي دوراً بارزاً في السياسة المضطربة في السودان على مدى عشر سنوات ساعد خلالها في الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019، والذي كانت تربطه به علاقة وثيقة ذات يوم. ثم قام لاحقا بإخماد احتجاجات السودانيين الطامحين إلى الديمقراطية.

ومع توليه منصب نائب رئيس الدولة، تولى حميدتي، تاجر الجمال السابق والحاصل على قدر قليل من التعليم الأساسي، عدداً من أهم الحقائب الوزارية في السودان بعد الإطاحة بالبشير، بما في ذلك الاقتصاد المنهار كما تولى مفاوضات السلام مع جماعات متمردة.

ويستمد الكثير من نفوذه من قوات الدعم السريع التابعة له والتي أتقن مقاتلوها خبرة حروب الصحراء في منطقة دارفور لكنهم يفتقرون إلى انضباط الجيش النظامي.

حمل حميدتي السلاح لأول مرة في منطقة غرب دارفور بعدما قتل رجال هاجموا قافلته التجارية نحو 60 شخصاً من عائلته ونهبوا الجمال، وفقاً لما ذكره محمد سعد المساعد السابق لحميدتي.

وانتشر الصراع في دارفور منذ عام 2003 بعدما ثار متمردون معظمهم من غير العرب ضد الحكومة.

وشكل حميدتي الرجل طويل القامة ذو الشخصية المهيبة، مليشيات موالية للحكومة من رجال قبائل عربية، يعرفون محلياً باسم الجنجويد، وذلك قبل أن تتحول تلك المليشيات إلى قوات الدعم السريع الأكثر تنوعاً.

اتهمت المحكمة الجنائية الدولية البشير ومسؤولين آخرين بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في دارفور بدأت في عام 2003. وأدى الصراع إلى مقتل نحو 300 ألف شخص وتشريد 2.7 مليون. ولم توجه أي تهم إلى حميدتي.

“الرجل الذي يحميني”

قالت مصادر مطلعة، لوكالة “رويترز”، إنه عندما أراد البشير أن يحتمي من خصومه خلال فترة حكمه التي استمرت 30 عاما، اختار لهذا الدور. ومع إعجابه بدهاء حميدتي ومهاراته القتالية، اعتمد البشير عليه في التعامل مع المتمردين على الحكومة في صراع دارفور وفي أماكن أخرى في السودان.

وتم إضفاء الشرعية على مليشيات. وحصل على رتبة عسكرية وكان له مطلق الحرية في السيطرة على مناجم الذهب في دارفور وبيع المورد الأكثر قيمة في السودان. وبينما توالت الأزمات الاقتصادية على البلاد، أصبح حميدتي ثرياً.

وفي مقابلة مع “بي.بي.سي” قال إنه ليس أول شخص يمتلك مناجم ذهب، ولا يوجد ما يمنع من العمل في الذهب.

كما أقام صداقات قوية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بعدما أرسل قوات الدعم السريع لدعمهم ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) المتحالفين مع إيران في الحرب الأهلية اليمنية.

وبعد دعمه للبشير على مدى سنوات، شارك حميدتي عام 2019 في الإطاحة بحليفه القديم الذي واجه ضغوطا من احتجاجات حاشدة طالبت بالديمقراطية وحل المشكلات الاقتصادية.

وفي إطار شراكة مدنية عسكرية أقيمت بعد عزل البشير، لم يهدر أي وقت في محاولة رسم مستقبل السودان الذي حكمه قادة عسكريون استولوا على السلطة في معظم تاريخه بعد الاستعمار.

وتحدث علناً ​​عن الحاجة إلى “ديمقراطية حقيقية” والتقى بالسفراء الغربيين وأجرى محادثات مع الجماعات المتمردة.

وقالت شخصية معارضة، طلبت عدم نشر اسمها خوفاً من تعرضها للانتقام، “خطط ليصبح الرجل الأول في السودان. لديه طموح غير محدود”.

وأبدى القليل من التسامح مع المعارضة.

وقال شهود إن قوات الدعم السريع شنت حملة دامية على تجمع احتجاجي في 2019 أمام وزارة الدفاع بعد الإطاحة بالبشير، مما أودى بحياة ما يزيد على مائة شخص. ونفى إصدار أمر بالاعتداء على المحتجين.

وكان الجيش قد استولى في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 على السلطة وأعلن حالة الطوارئ، منهياً اتفاق تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين في خطوة نددت بها الجماعات السياسية ووصفتها بأنها انقلاب عسكري.

وقال حميدتي في بيان مصور إن الجيش استولى على السلطة “لتصحيح مسار ثورة الشعب” وتحقيق الاستقرار.

وقال إن الجيش مستعد لتسليم السلطة في حالة التوصل إلى اتفاق أو إجراء انتخابات. ولم يقتنع الكثير من السودانيين بذلك.

لكن الانقسامات بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي والجيش عقّدت جهود استعادة الحكم المدني.

وحذر الجيش السوداني قبل أيام من خطر وقوع مواجهة بعد تحركات جماعة حميدتي شبه العسكرية، مما يؤكد تزايد الاحتكاك بين الجانبين.

وقال أحمد الجيلي، وهو محام سوداني: “إنني أعتقد منذ وقت طويل أنه (حميدتي) يمثل تهديداً وجودياً ليس فقط للانتقال الديمقراطي في السودان ولكن لقدرته على البقاء كدولة”.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة